أبو مازن لأولمرت: نأمل بالتوصل لسلام معكم يقود لسلام مع هذه الدول

عباس يقدم لرئيس الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعهما ملصقا يضم أعلام 50 بلدا عربيا وإسلاميا

من اليسار: لفني واولمرت وابو مازن وابو علاء في مقر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس الغربية قبيل لقائهما امس (ا ف ب)
TT

تركز اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، في منزل الاخير بالقدس الغربية، على بحث «خطة خريطة الطريق»، ولم يستطع الزعيمان خلال لقائهما السابع، في غضون 6 اشهر، امس، التوصل الى اتفاق بشأن القضايا محل الخلاف بين طاقمي المفاوضات.

وقلل الاسرائيليون من حجم الخلافات مع ابو مازن. وقالت ميري ايسن الناطقة باسم الحكومة الاسرائيلية إنهما متفقان على تطبيق خريطة الطريق، بينما قال ديفيد بيكر الناطق باسم اولمرت ان الحكومة لا تفضل الحديث عن ثغرات وخلافات، بل اختلافات في وجهات النظر.

ورغم ذلك تشير مصادر الطرفين الى ان الاختلاف يطال كل شيء، وثيقة التفاهمات التي يفترض ان تكون موضع نقاش مؤتمر انابوليس بولاية ميرلاند الاميركية، ومدة المفاوضات النهائية، ومراحل خريطة الطريق.

ويأتي لقاء ابو مازن ـ اولمرت في محاولة لـ«جسر الفجوات في المفاوضات الهادفة إلى بلورة وثيقة مشتركة تقدم خلال مؤتمر أنابوليس للسلام». وقدم ابو مازن لاولمرت ملصقا يحمل أعلام 50 دولة عربية واسلامية، قائلا «ان السلطة تأمل بالتوصل الى اتفاق للسلام مع الاسرائيليين يقود الى سلام مع كل هذه الدول».

وبحث الرجلان في الجزء الاول من الاجتماع، الذي حضره رئيسا طاقمي المفاوضات احمد قريع (ابو علاء) ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني، اضافة الى صائب عريقات، مجمل القضايا الراهنة. وأعاد الاسرائيليون اثارة قضية محاولة اغتيال اولمرت في اريحا. وعبرت ليفني عن استيائها من اطلاق سراح متهمين بالتخطيط بالمحاولة، ووعد ابو مازن بمراجعة التفاصيل. واظهر اولمرت قلقه كذلك من قيام مجموعة فلسطينية تابعه لحركة فتح بتنفيذ عملية اطلاق نار على طريق رام الله ـ نابلس يوم الاربعاء الماضي.

في المقابل أثار الفلسطينيون بقوة قضية أحداث سجن النقب التي قال اولمرت انه شكل لجنة تحقيق فيها. وعبر ابو مازن عن رفضه فرض العقوبات الجماعية على غزة، وتشديد الحواجز في الضفة الغربية بدل تخفيفها، اضافة الى اقامة بؤر استيطانية جديدة ومصادرة اراض. وتلقى الفلسطينيون تطمينات اسرائيلية بان لا يواجه سكان غزة عقوبات جماعية، مؤكدين ان القرارات الاخيرة تأخذ الطابع الامني فقط .

وفي الاجتماع الثنائي بينهما ناقش ابو مازن واولمرت اسباب تعثر المفاوضات بين الطواقم المفاوضة. وبرزت أخيرا قضية تطبيق خريطة الطريق كـ«عقدة» في طريق تقدم المفاوضات، وقال صائب عريقات في مؤتمر صحافي عقده في رام الله «الآن السلطة طبقت ما عليها من خريطة الطريق» مشيرا الى ان ابو مازن طالب اولمرت بتنفيذ التزامات اسرائيل بتطبيق المرحلة الاولى من الخطة.

ووصف عريقات الاجتماع بالايجابي والمعمق، وقال ان ابو مازن واولمرت استمعا لشرح مفصل من قريع وليفني حول المفاوضات الدائرة بين طواقمهما، مع تشديد ابو مازن على ضرورة ان يتم التوصل الى وثيقة واضحه ومحددة. وكان اولمرت استبق لقاءه بابو مازن وبالقول في جلسة عقدها الكنيست في الذكرى الثانية عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين، إنه غير واثق من أن الوقت قد حان للسلام مع الفلسطينيين.

وبحسب مصادر اسرائيلية فإن الخلاف بين الجانبين يتركز الان حول «تطبيق مراحل خريطة الطريق». ويقول الاسرائيليون ان اي تقدم باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية يجب ان يكون مشروطا بتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق، التي تطالب الفلسطينيين بالبدء بـ«عمليات متواصلة ومركزة وناجعة» لتفكيك البنى التحتية لما يسمونه بمنظمات «الارهاب» في مناطق السلطة.

وكان اولمرت نفسه قد قال خلال لقاء مع زعماء يهود بلندن إنه «من الأفضل ألا نثير توقعات غير واقعية حتى لا نضطر إلى التعامل مع قلة النجاح» خلال مؤتمر أنابوليس، مؤكدا «لن نوافق على تنفيذ أي تفاهمات مع الفلسطينيين قبل أن تطبق الالتزامات الواردة في خريطة الطريق».

وكانت ليفني، التي تقف على رأس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع الفلسطينيين، قد اعلنت الليلة قبل الماضية عن إقامة جهاز اداري جديد لدعم المفاوضات بين الطرفين، يوازي دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، ويعمل على جمع المعلومات والتخطيط لعمل طاقم المفاوضات الإسرائيلي. وأوكلت ليفني لرئيس مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية، نمرود بركان، مهمة تشكيل الجهاز. وسيضم خبراء في شؤون الشرق الأوسط ومستشارين سياسيين إلى جانب ضباط في شعبة التخطيط وشعبة الاستخبارات، وممثلين عن الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن، وعن مجلس الأمن القومي وممثلين عن وزارات البنى التحتية والمالية والأمن والداخلية.

ولاول مرة تظاهرت عشرات النسوة الاسرائيليات من منظمة «نساء بالسواد» المناهضة للاحتلال امام منزل اولمرت اثناء اللقاء ورفعن شعارات «كفى للاحتلال».