بكري لـ«الشرق الأوسط» لندن رفضت دخولي رسميا وحتى إشعار آخر

كشف أن المخابرات البريطانية طلبت منه إصدار فتوى تقول بأن قواتهم في العراق وأفغانستان صديقة

TT

اطلعت «الشرق الاوسط» على مراسلات خاصة امس بين الإسلامي اللبناني عمر بكري محمد فستق المقيم في لبنان، والسفارة البريطانية في بيروت، التي رفضت تماما منحه أي تأشيرة دخول لزيارة اولاده الستة وزوجته المقيمين في العاصمة لندن، وحتى اشعار آخر. وقالت رسالة صادرة عن السفارة البريطانية في بيروت تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها عبر البريد الالكتروني من بكري: «قرار منعك من دخول بريطانيا سار كما هو منذ قرار الداخلية البريطانية في 12 اغسطس (اب) عام 2005». وقالت السفارة البريطانية «ان أي طلب مستقبلا ستتقدم به لدخول بريطانيا سيكون مثل سابقه، ومن المرجح انه لن يسمح لك بدخول بريطانيا». وأوضح بكري الممنوع من دخول بريطانيا، انه يعيش حالة مأساوية في شقته بعيدا عن عائلته التي تعيش في بريطانيا، واضاف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، لقد رفضت السفارة البريطانية حتى إعطائي موعدا للمقابلة، ولذلك تمت كل الاتصالات عبر الهاتف والبريد الآلي. واوضح كنت أتوقع أن ترفض السلطات البريطانية منحي تأشيرة زيارة قصيرة لأكون بجانب ابنتي أثناء عمليتها الجراحية، نظرا للإحراج الذي قد تسببه زيارتي إذا ما صاحبتها ضجة إعلامية»، مشيرا الى ان بعض وسائل الإعلام البريطانية حضرت الى بيروت، وتابعت تحركاته واتصالاته التي أجراها للحصول على موعد لزيارة القنصلية. واعرب الاسلامي اللبناني عن اعتقاده بأن السبب الحقيقي لمنعه من دخول بريطانيا هو موقفه الديني الذي صرح به ولأكثر من مرة، سواء عندما كان مقيما في لندن لاكثر من 20 عاما، أو في المؤتمر الصحافي قبيل مغادرته بريطانيا، أو بعد وصوله الى بيروت، وإلى يومنا هذا: «بأن القوات البريطانية والاميركية وغيرها من القوات الأجنبية في أفغانستان والعراق، قوات محتلة وعدائية، ويحق بل يجب على المسلمين في أفغانستان والعراق التصدي لها ومقاومتها». وكان بكري مؤسس جماعة المهاجرون والغرباء الاصولية في بريطانيا، قد غادر لندن الى بيروت في اعقاب هجمات لندن الارهابية في يوليو (تموز) عام 2005، التي راح ضحيتها 52 شخصا. وكشف بكري عن ان جهاز الأمن البريطاني «أي فايف»، مارس الضغط الأمني عليه أكثر من مرة أثناء إقامته في لندن، من أجل أن يصدر فتوى أو تصريحا من المحكمة الشرعية الخاصة التي كان يترأسها، تقول بأن قواتهم في العراق وأفغانستان قوات صديقة حميمة ويحرم قتالها، مما سبب لي المضايقات، ونشاطي الدعوي السلمي الذي كان يعارض سياستها الداخلية والخارجية ضد المسلمين ووقوفها السافر الى جانب دولة إسرائيل وأميركا ضد قضايا المسلمين.

وعمر بكري مؤسس حركة «المهاجرون» الأصولية. وارتبط في ذهن الإعلام الغربي بشعاراته الساخنة مثل «راية الإسلام سترفرف فوق قصر بكنغهام»، ومؤتمرات العظماء الـ 19 في الذكرى الثانية لهجمات سبتمبر الارهابية». واوضح بكري ان وسائل الإعلام البريطانية وصحافتها قامت بالاتصال به بعد أن نشرت «الشرق الأوسط» تقريرا عن طلبه منتصف الشهر الجاري زيارة ابنته، وكانت كل أسئلتهم تدور حول نفس الموضوع: هل سيتراجع عن مواقفه وتصريحاته، فأعلن لهم بأن مواقفه وتصريحاته شرعية لا تتبدل ولا تتغير، والغاية منها هي بيان الأحكام الشرعية، ولو كان على حساب أمنه وصالحه الشخصي. وقال بكري: «ليعلم العرب والعجم، من مسلمين خاصة وغير مسلمين عامة، بأنهم مهما طال عيشهم في دول الغرب، ومهما تكاثروا وأنجبوا من الأولاد والأحفاد في الغرب، ومهما اندمجوا في المجتمعات الغربية أو الشرقية ستبقى مواطنتهم من الدرجة الثالثة أو أقل. وستبقى النظرة الصليبية والعنصرية والدونية لهم». وتساءل لماذا كل هذه الضغوط على أمثالي هذا ظلم كبير، والظلم ظلمات». واوضح ان رفض السفارة البريطانية طلب دخوله مرة اخرى الى بريطانيا يثبت أيضا براءته من كل التهم الإعلامية التي كانت ولا تزال تبث على وسائل الإعلام البريطانية والصهيونية، والتي تحاول بعض أجهزة الأمن العربية واللبنانية استغلالها للضغط عليه بين الحين والآخر. وقال كل ما كنت أريده، استرجاع حقي في إمكانية زيارة أولادي ولو لأيام معدودة. ونفى بكري انه هرب من بريطانيا قائلا: انه لم يرتكب أي جرم. وقال انه سيكتفي بمتابعة عملية جراحية لابنته عبر الأهل في لندن، مشيرا الى ان الزوجة والأولاد لا يستطيعون الحضور الى لبنان.