قصر «باكنغهام».. شاهد على التاريخ

قصر باكنغهام
TT

قصر باكنغهام هو المقر السكني الرسمي للملوك البريطانيين منذ عام 1837. وهو أحد أشهر صروح العالم وأحد أبرز المعالم السياحية البريطانية التي يقصدها مئات آلاف الزوار سنويا، إضافة الى استضافته المناسبات الكبيرة مثل زيارات الدولة والحفلات الملكية.

في الماضي كان هذا الصرح يعرف باسم «دار باكنغهام» التي صممها المعماري وليام ويند عام 1703 لصاحبها دوق باكنغهام ونورماندي الأول. وعام 1762 آلت ملكيتها للملك جورج الثالث, فجعلها مقرا لزوجته شارلوت وسماها «دار الملكة» بينما كان هو يدير شؤون البلاد من مقره الرسمي قصر سنت جيمس الواقع على مسافة قريبة من الدار.

وعام 1762 وسع الملك جورج الجناحين الشمالي والجنوبي من دار الملكة مضيفا اليهما عددا من الأجنحة الأخرى فصارت تعرف باسم قصر باكنغهام الذي أصبح عام 1837 المقر الملكي الرسمي. وكانت الملكة فيكتوريا هي أول من تُوج وسكن فيه بهذه الصفة. ويضم القصر «أكبر حديقة منزلية في لندن» تقع في جنوب مباني القصر وتضم بدورها بركة صناعية اكتمل العمل فيها عام 1828 وتستمد مياهها من السيربنتاين وهي البركة الطبيعية الشهيرة في هايد بارك.

وعام 1911 شكل الفناء الذي يشهد «تغيير الحرس الملكي» وهو عرض يقام يوميا ايام الصيف وكل يومين في الشتاء ويجتذب السياح من مختلف انحاء العالم. وأقيمت البوابة الشمالية التي أصبحت المدخل الرئيسي الى القصر في ذلك العام. وعام 1913 أعيد بناء واجهته، وأضيف الى القصر جناحه الشرقي، وكان كل هذا جزءا من «مشروع فيكتوريا التذكاري».

وتحتل مباني القصر مساحة قدرها 77 ألف متر مربع (قرابة 829 ألف قدم مربع). وهي تتألف من أكثر من 600 غرفة منها 52 مخصصة لنوم أفراد الأسرة المالكة وضيوف القصر و188 لنوم طاقم العاملين و92 مكتبا و78 حماما. لكن أشهر معالم القصر الشرفة الملكية التي تقع في منتصف الجناح الشمالي ويظهر عليها الملوك البريطانيون وأفراد أسرهم أمام رعاياهم والسياح. وتشكل ما يعرف بـ «غرف الدولة» قلب القصر وأكبر أجنحته. وتستخدمها اليوم الملكة اليزابيث الثانية وبقية أفراد الأسرة المالكة للمناسبات الرسمية مثل استقبال رؤوس الدول وكبار الزوار ولإقامة الحفلات الملكية العديدة التي يؤمها 50 ألف شخص في المتوسط سنويا. أما الملكة اليزابيث نفسها فتتخذ مسكنها الخاص في جزء من جناح القصر الشمالي. ويحمل كل من هذه الغرف اسما مميزا له مثل «غرفة 1844» التي اعيد تأثيثها وتزيينها عام 1844 وخصصت لنوم الامبراطور الروسي نيكولاس الأول أثناء زيارة الدولة التي قام بها الى بريطانيا.

وتضم غرف الدولة، التي تفتح للجمهور في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من كل عام كنوزا ملكية لا تقدر بثمن وتشمل بعض أفخم الأثاث البريطاني والفرنسي في العالم إضافة الى اللوحات التشكيلية لكبار الفنانين القدامى أمثال رامبرانت وروبنز وفيرمير وتماثيل لنحاتين مثل كانوفا وشانتري. * وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»