«منتدى الشباب» في «مؤتمر حوار المملكتين» يسعى لتحويل التحديات إلى فرص

الجيل الجديد يتقدم في توثيق العلاقات السعودية ـ البريطانية

صورة للمشتركين في «منتدى الشباب» التابع لـ«مؤتمر حوار المملكتين» («الشرق الأوسط»)
TT

تميز «مؤتمر حوار المملكتين» بين السعودية وبريطانيا الذي عقد في لندن أمس بجو خاص في السنة الثالثة من انعقاده، اذ كانت النقاشات في المؤتمر غنية بآراء جديدة واصوات متعطشة لجلب التغييرات الايجابية الى عالم الدبلوماسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وطرأ هذا الجو على المؤتمر بمشاركة 21 شابا وشابة من السعودية وبريطانيا في المؤتمر تحت مظلة «منتدى الشباب» الذي انعقد خلال اليومين الماضيين وخرج بمقترحات ملموسة قدمت لوزارتي الخارجية السعودية والبريطانية. وأكدت لمى الشريف، الناطقة باسم المشاركين السعوديين في المنتدى، على ثلاث نقاط اساسية اوصى بها المنتدى، وهي «تحويل التحديات الى الفرص وتحويل التطرف الى الاحتفال بالتنوع وتحويل العنصرية الى المساواة». وأضافت الشريف لـ«الشرق الاوسط»: «وجدنا ان ما يجمعنا بالشباب البريطاني أكبر مما يفرقنا عنه، وان علينا التعاون من اجل تخطي ما يفرقنا»، مؤكدة على ضرورة مواصلة اعمال المنتدى الذي اعطى الشباب من السعودية وبريطانيا فرصة للتعرف على بعضهم البعض.

من جهته، شرح المندوب عن الشباب البريطانيين توم لا فيفر ان نجاح المنتدى الذي اجتمع يومي السبت والأحد الماضيين اعتمد بشكل كبير على «الانفتاح العام في النقاش والتحمس لدى الطرفين للمشاركة في الحوار بين البلدين». وقدم المنتدى نتائج اجتماعه الى «مؤتمر حوار المملكتين» الذي رعته وزارتا خارجية السعودية وبريطانيا في لندن أمس والذي حضره السفير السعودي لدى المملكة المتحدة وايرلندا الأمير محمد بن نواف ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز. وعلى الرغم من ان المؤتمر عقد ثلاث مرات حتى الآن، كانت هذه المرة الاولى التي يشارك فيها الشباب، اذ تركزت اعمال منتدى أمس على العلاقات الانسانية وعقدت ورش عمل خاصة بالتعليم والثقافة للبلدين.

وقالت الشريف، وهي طالبة متفوقة في كلية «دار الحكمة» السعودية، ان المنتدى «شكل تجربة فريدة لتبادل الثقافات وساعدتنا على الاحتفال بما يجمعنا والتفكير الجماعي الافضل من الفردي». وأضافت ان المنتدى ساعد على تصحيح بعض سوء الفهم بين الطرفين، قائلة بأن عدداً من البريطانيين «لم يتوقعوا بأننا قادرون على المشاركة والحديث بشكل منفتح بينما توقعنا انهم سيكونون باردين في التعامل ولكن تلك التصورات الخاطئة اختفت خلال 30 دقيقة من لقائنا». من جهته، اكد لا فيفر الذي يدرس اللغات الاوروبية والتاريخ في «جامعة دارم» البريطانية: «لقد اتيت بفكر منفتح وكنت متحمساً لرؤية مشاركة السيدات من السعودية وتعلمت الكثير مما قاله الشباب السعودي». ولفتت الشريف الى ان هناك احتياجات معينة للشباب السعودي، وعلى رأسها الحاجة الى منتديات للشباب داخل السعودية تعطي صوتاً للشباب. وأضافت ان هناك «حاجة لإنشاء مجلس للشباب السعودي مشابه لذلك الموجود في بريطانيا». يذكر ان 9 طلاب من المملكة المتحدة شاركوا في المنتدى مع 12 طالبا سعوديا اتوا الى بريطانيا للمشاركة في المنتدى. وطالبت الشريف بإعطاء تمويل ودعم للمنتدى ليواصل اعماله، في وقت شدد لا فيفر على ان الشباب يحتاجون الى «تمويل قوي ومتواصل».