بريطانيو السعودية.. حياة هادئة ومثمرة وانتظام في ممارسة الهوايات

معظمهم تحدثوا عن عدم دقة الصورة التي كانت لديهم عن المملكة

سياح من بريطانيا يتجولون في إحدى المناطق التراثية بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

نقطة البداية في قصة كل البريطانيين المقيمين في السعودية تقريباً، لا بد أن تكون الصورة السلبية الشائعة في المجتمعات الغربية عن الإسلام، وعن المجتمعات العربية، حيث تبدأ هذه القصص دائماً بعبارات من قبيل «فوجئت، ولم أكن أتوقع، وانعكست الصورة تماما.. الخ»، ليتوالى بعدها وصف حياة طبيعية تتماهى بسهولة في معظم الأحيان مع المجتمع السعودي، ويستمتع فيها البريطانيون بتفاصيل حياتهم اليومية وهواياتهم بحرية تامة كما وصف بعض أفراد الجالية البريطانية الذي استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم فيما يتعلق بمعيشتهم داخل المملكة، ومدى اندماجهم مع المجتمع.

العلاقة الخاصة التي يبنيها أفراد الجالية البريطانية مع المجتمع السعودي، تختلف باختلاف الأنماط الشخصية لكل فرد، فهناك من يرغب وفقاً لطبعه الإنجليزي البارد بترك مسافة شخصية مقدرة بينه وبين من يتعامل معهم سواءً كانوا من السعوديين أو من غيرهم، لكن الثابت في كل الأحوال بحسب ما يقول روجر هاريسن (محرر صحافي، مقيم في السعودية منذ 11 عاماً) هو أن المجتمع السعودي مضياف ومرحب، والتعامل معه سهل وسلس، وليس بتلك الجهامة أو الصعوبة التي قد يتصورها الأجانب.وهو الأمر الذي يسهم في تصحيح الصورة بمجرد أن تطأ قدم أي زائر غربي أرض المملكة».

ويتابع هاريسن الذي عمل في بداية قدومه إلى المملكة كمعلم للغة الإنجليزية، وانتهى به الأمر محرراً صحافياً «بطبيعة الحال كنت قد سمعت الكثير عن المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط قبل مجيئي، إلا أنني لم آت للمملكة، وأنا أصدق تلك الصورة الباهتة المبالغ فيها تماماً ومع هذا فإن نمط الحياة في المملكة قد يكون صادماً نوعاً ما بشكل خاص للآتين من الحضارة الغربية المنفتحة أكثر، وإن كان لكل مكان تقاليده الخاصة وقوانينه التي يجب أن يحترمها زوار البلد والقاطنون فيه، وإن لم يعجبهم الحال فيمكنهم المغادرة».

ويؤكد هاريسن أنه استمتع خلال سنوات إقامته في المملكة، وبأنه استطاع تكوين العديد من العلاقات الودية والزمالة مع سعوديين ومع أجانب يعيشون في المملكة، وهو يشاركهم مناسباتهم ونزهاتهم في الأماكن العامة وعلى الشاطئ، ويقول «الحقيقة أن طبيعة الناس هنا مرحبة وتتعامل بحفاوة مع الغريب، وعلى الرغم من أن يومي مزدحم دائماً بسبب طبيعة مجال عملي، إلا أنني أحرص على ممارسة بعض النشاطات، وأكثر النشاطات التي أستمتع بها وأحرص عليها هي التصوير الفوتوغرافي واستكشاف مناطق وأماكن جديدة عبر عدسة الكاميرا، إضافة إلى رياضة الغوص وهناك أماكن رائعة جداً تفوق الوصف في شواطئ البحر الأحمر لمحبي الغوص، والحقيقة أنني سعيد جداً، ولم أكتف من الإقامة في المملكة رغم مرور 11 سنة على وجودي فيها».

أما ليزا الدوسري، وهي سيدة بريطانية مقترنة بأكاديمي سعودي مضى على وجودها في المملكة ما يقارب الـ24 عاماً، فتؤكد بأن البريطانيين في السعودية يعيشون حياتهم بطريقة طبيعية، ويندمجون إلى حدٍ ما مع المجتمع، إلا أن جميعهم بلا استثناء، يشعرون بأن الصورة الشائعة في الغرب عن السعودية ليست منصفة، والسبب قد يعود لاختلاف الثقافات أو تأثير الإعلام غير المتوازن.