زيباري: تركيا تخطط لأهداف أكبر من ضرب مقاتلي «العمال الكردستاني»

وزير الخارجية العراقي يحذر من «عواقب وخيمة».. ومسؤول كردي: أنقرة تخشى تجربتنا الديمقراطية

جنود اتراك متمركزون على متن مدرعة عسكرية قرب الحدود العراقية ـ التركية امس (أ.ب)
TT

فيما حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أمس، من حدوث «عواقب اقليمية مفجعة» اذا قامت تركيا بعملية غزو ضخمة للعراق لضرب المسلحين الاكراد، أكد رئيس حكومة اقليم كردستان العراق أن اي اجتياح تركي للاقليم لن يحل مشكلة حزب العمال الكردستاني، واعتبر الهجمات الاخيرة التي قام بها الحزب داخل الاراضي التركية «تصرفات غير قانونية».

من جهته، هاجم نائب رئيس برلمان الاقليم تركيا، حيث وصف تهديداتها بأنها نابعة من خوف غير معلن تجاه الديمقراطية التي تنمو وتطور خلف حدودها الجنوبية. وتزامنت هذه التطورات مع قيام الجيش التركي بتطويق حوالى مائة من المسلحين الاكراد في منطقة جبلية قريبة من الحدود مع العراق. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) على موقعها على الانترنت عن زيباري، قوله في مقابلة معه إن الازمة الحالية «خطيرة للغاية» وان تركيا لم تعط اهتماما لمقترحات عراقية لتهدئة الوضع.

وحشدت تركيا ما يصل الى 100 ألف جندي مدعومين بمقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات وقذائف مورتر على الحدود لشن عملية محتملة ضد نحو ثلاثة آلاف متمرد يتخذون من العراق قاعدة ينفذون منها هجماتهم على تركيا.

ونقل عن زيباري قوله انه لا يوجد ما يمنع تركيا من القيام بعمل ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في الجبال الحدودية. ولكنه اضاف ان التعزيز العسكري التركي الضخم زاد من المخاوف بأن الاتراك يخططون لشيء أكبر وأعمق في شمال العراق. وأضاف أن أي خطوة من هذا القبيل ستكون لها «عواقب مفجعة» على الاستقرار في كل من البلدين وفي المنطقة بشكل أوسع. وقال «هذا سيكون قرارا من جانب واحد وهذا هو سبب مقاومة الناس لذلك.. وهذا هو سبب توحد كل الحكومة العراقية وكل الشعب العراقي بشكل حقيقي حتى لا يروا سيادتهم ووحدة اراضيهم تقوض على يد دولة مجاورة صديقة».، بحسب وكالة رويترز.

ونقل عن زيباري قوله ان تركيا طالبت العراق تسليم كبار اعضاء حزب العمال الكردستاني الموجودين في العراق، وهو طلب قال ان من المستحيل تنفيذه. وأضاف «انهم ليسوا تحت سيطرتنا في حقيقة الامر.انهم موجودون في الجبال ومسلحون». وقتل حزب العمال الكردستاني نحو 40 شخصا خلال شهر في تركيا من بينهم 12 جنديا وقال انه أسر ثمانية جنود. من جهته، قال رئيس حكومة الاقليم للصحافيين خلال افتتاحه معرض أربيل الثالث الذي تنظمه المجموعة الدولية للمعارض «أود أن أؤكد ان المعالجة السلمية هي افضل حل لمعالجة المشكلة من اجل وقف اراقة الدماء»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف بارزاني الذي تحدث باللغة الكردية «لقد أثبتت السنوات السابقة ان هذه المشكلة لا يمكن ان تحل بالعمليات العسكرية بل بالطرق السلمية (...) نحن مع السلام والسلام في مصلحة الجميع»، مضيفا «نحن نريد استمرار الاستقرار والأمن في الاقليم من اجل تنفيذ برامجنا الاقتصادية وتحسين الواقع الاقتصادي للمواطن». وتشارك أكثر من 300 شركة من 22 دولة أجنبية وعربية في المعرض الذي يستمر خمسة ايام. ويشهد إقليم كردستان العراق نموا اقتصاديا متسارعا وعمليات اعمار كبيرة بسبب الاستقرار الامني الذي يشهده. وتابع بارزاني «تعلمون ان هناك مشاكل على الحدود بين العراق وتركيا بسبب حزب العمال الكردستاني، وهنا أود ان اؤكد على اننا راغبون ان تكون لنا علاقات جيدة مع جميع دول الجوار وخاصة تركيا ولن نسمح باستخدام اراضي العراق لضرب تركيا او اي دولة اخرى».

وأكد رئيس الحكومة «نحن نعتبر الهجمات الاخيرة التي حصلت داخل الاراضي التركية تصرفات غير قانونية»، مشددا «نحن لن نتدخل بشؤون تركيا الداخلية ولن نسمح ان تكون اراضي الاقليم قاعدة للاعتداء عليها».

الى ذلك، أعرب كمال كركوكي نائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن اعتقاده بأن تركيا لها «سبب آخر» لتوجيه عمليات عسكرية عبر الحدود. وقال كركوكي في المقابلة جرت بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي «إنهم لا يحبون تجربة الديمقراطية التي نواكبها نحن الأكراد اليوم».

وكركوكي عضو سابق بقوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي يتولى حاليا منصب حاكم إقليم كردستان العراق. وقال كركوكي: «إذا كانت تركيا تعتقد بأنها تستطيع أن تخفينا، فإنها تسير في الطريق الخطأ». ودعا كركوكي إلى التوصل إلى حل سلمي قائلا: «نحن نكره هذه الحرب».

وقال نائب رئيس برلمان إقليم كردستان «بالنسبة للعراق بأكمله، فإنها (الحرب) ستكون كارثة، لأنها ستصرف قوة الجيش (العراقي) إلى الجبهة الشمالية وستعطي فرصة للإرهابيين في مختلف أنحاء العراق لتدعيم صفوفهم». وفي تطور لاحق، ذكرت وكالة أنباء الاناضول شبه الرسمية أن الجيش التركي طوق حوالى مائة من المسلحين الاكراد في منطقة جبلية قريبة من الحدود مع العراق. وقالت الوكالة إن القوات المسلحة أغلقت نقاط العبور التي يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني للعودة الى قواعدهم الخلفية في شمال العراق بعد شن هجمات في تركيا. وتقع هذه النقاط في منطقة يوكسيكوفا التركية في اقصى جنوب تركيا على الحدود بين العراق وايران. ولم يتمكن حوالي مائة من عناصر الحزب من العودة الى معسكراتهم في كردستان العراق، وما زالوا محاصرين في جبال ايكياكا. وقالت الوكالة انهم يختبئون حاليا في كهوف يحاول العسكريون إخراجهم منها.