التكنولوجيا الرقمية تسرع الخدمة في مطاعم الوجبات السريعة

حاصل على دكتوراه في الروبوت يطور صناعة بقيمة 100 مليار دولار

أحد خبراء شركة «إكزيت 41» يضع اللمسات الأخيرة على برامج تحسين الخدمة وتسريعها في مطاعم الوجبات السريعة («نيويورك تايمز»)
TT

تطلب الأمر أربع سنوات، على سبيل المثال، من «هايبر آكتف تكنولوجيز» التي تعد نظاما يستخدم الذكاء الصناعي للتكهن بتدفق طلبات المستهلكين، لإقامة سلسلة مطاعم تشتري منتجاتها. وتطلب الأمر من ايكزت 41، وهي شركة لبرامج الخدمات الهاتفية، لإعداد مبيعاتها الأولى. وبدأت «هايبر آكتف تكنولوجيز» بين انظمتها التي تحمل اسم «هايبر آكتف بوب» عام 2003 وكانت لديها بعض المبيعات هنا وهناك. ولكنها لم تتمكن حتى يناير (كانون الثاني) من العام الحالي من تحديد زبائنها من الشركات، عندما صادقت زاكبيز فرنتشايزنغ، وهي سلسلة تضم 400 مطعم تتخذ من اثينز بولاية جورجيا النظام لاستخدامه في جميع مبيعاتها.

وفي الشهر الحالي، اشترت «سويس شاليت»، وهي سلسلة مطاعم تضم 190 مطعما، تتبع شركة «كارا اوبريشنز» في سكاربورو بولاية اونتاريو، نسخة جديدة من برنامج «اكزيت 41».

وتكنولوجيا الخدمات الهاتفية ترسخت في معظم الصناعات، ويبدو أن مشروع المطاعم عموما فرصة كبيرة. فهناك ما يقرب من 195 الف مطعم للوجبات السريعة و80 ألف مطعم من مطاعم الأسعار المتوسطة في الولايات المتحدة وفقا لجمعية المطاعم القومية. ومعظمها تبنى تكنولوجيا جديدة ولكن الى حد معين، مثل تسجيل النقد عبر الكومبيوتر، او تكنولوجيا الشبكة السريعة. ويزداد الاهتمام في شركات تكنولوجيا المطاعم. واستثمر رأسماليو المشاريع ما يقرب من 650 مليون دولار في 27 من مثل هذه المشاريع، كان منها 143 مليون دولار في عشر شركات عام 2006.

ويقول أر كولتر، المؤسس المشارك والعالم الرئيسي في «هايبر أكتف»، التي تتخذ من بيتسبيرغ مقرا لها، انه قرر استخدام درجة الدكتوراه في الروبوت التي حصل عليها من جامعة كارنيج ميلون في الأطعمة السريعة بدلا من استكشاف الفضاء على سبيل المثال، لأنها «آخر صناعة بقيمة 100 مليار دولار ما تزال تصنع منتجاتها يدوياً».

ولكن المبيعات تتطلب عملا دؤوبا حسب ما يقول جوزيف غاغنون، الرئيس التنفيذي لشركة «ايكزت 41» التي تتخذ من أندوفر بولاية ماساشوسيتس مقرا لها. ولم تتسلم الشركة الا الأسبوع الماضي طلبها الأول من مشترٍ محتملٍ لمنتجاتها. ويقول روبرت غرايمز، الرئيس التنفيذي لشركة «أكوفيا» للاستشارات في بوتوماك بولاية ميريلاند، وهو خبير في استخدام التكنولوجيا في المطاعم، ان «القضية الأكبر التي يركز عليها الجميع في الصناعة في الوقت الحالي هي شيء يسمى سرعة الخدمة». وقال إن هناك طرقا كثيرة للمضي بسرعة أكبر. وإحدى الطرق هي التعامل مع الطلبات من خارج مراكز النداءات. مثل أتمتة المطبخ حيث يقدم «Direct SCK» مقاربة بديلة لما يخص «هايبر آكتف». وأصبح طلب مواقع الويب في طور التزايد، خصوصا في مجال إرسال البيتزا، وهذا ما أدى إلى الانطلاق بموقع انترنت هو O-Web Technologies. وتخرج المؤسسون الثلاثة له في مايو (أيار) من جامعة «كيس ويسترن رزيرف» حيث عملوا في غرف أقسامهم الداخلية لتطوير نظام الطلبات عبر الانترنت وسموه ONOsys.

لكن الانجذاب إلى السرعة لا يعني تكيفا سريعا للأفكار فالكثير من مطاعم الأكل السريع تبنت استخدام بطاقات الائتمان خلال السنوات الأخيرة فقط. وهذا يعود بشكل جزئي إلى أسبقيات الميزانية الأساسية التي تشكل نوعية الطعام وصورة المطعم عنصرين أساسيين، مع قدوم التكنولوجيا كعنصر ثالث لاحقا، حسبما قال روجر ماثيوز رئيس مجموعة المطاعم في وحدة الصيرفة الاستثمارية في «غولدمان ساتشز غروب».

وقال ماثيوز إن السوق يكره المخاطرة وميال إلى تجريب الأشياء إلى أقصى حدودها، فليس هناك أي مطعم يقبل تعطل الكومبيوتر في ساعة الذروة من حيث العمل. وتفضل الشركات الكبرى أيضا تطوير التكنولوجيا الخاصة بها، ربما من أجل إبطاء تقدم الأفكار الجديدة. ومع ارتفاع أسعار العقارات تزايدت تكاليف تشغيل المطاعم وخفض من نسبة الرأسمال المستخدم في مجالات مثل التكنولوجيا. كذلك توجد هناك بدائل تكنولوجيا رخيصة للإسراع في العمليات مثل إرسال العمال إلى الخارج كي يأخذوا طلبات الزبائن حيث ينتظر هؤلاء في سيارات متابعين الانترنت من الداخل حسبما يقول رون باول رئيس شركة «تكنوكوميك» والمستشار في مجال خدمات المطاعم والطعام. وقال نيل سيشون مدير تكنولوجيا المعلومات في شركة «زاكسبيز» إن «مناخ تكنولوجيا المطاعم متخلف عن غيره بما يقل خمس سنوات». وهو يظن أن الفجوة سيتم غلقها خلال السنوات الخمس المقبلة لأن الكثير من المطاعم قد استثمرت في مجال البنى التحتية لخدمات «النطاق الواسع» وستبدأ بإضافة طلبات جديدة. فـ«زاكسبيز» على سبيل المثال تطور نظاما تدريبيا يستند إلى مواد في الويب وعلى التجريب.

وشاهد غاغنون هذه الدورة من قبل على موقع «ايكزيت 41». ففي عام 1985 عمل في شركة «مركانتايل ستورز» التي هي جزء من «ديلارد» الآن وزود ما كان آنذاك مخزنا في ماكالبين في لكسينغتون بولاية كنتاكي مع مسطرة جهاز فاحص للشفرات. وآنذاك كانت هناك كل أنواع المخاوف من التكنولوجيا لكن الآن أصبحت سائدة. وقال إن الوقت قد حان وقريبا ستكون هناك تكنولوجيا حقيقية خاصة بالمطاعم. وأضاف: أن «خلق سوق يتطلب وقتا أطول مما تريد».

* خدمة «نيويورك تايمز»