واشنطن تعرض المساعدة في إقامة محطات نووية في مصر

الأردن يتفاوض مع دول صناعية على برنامج مماثل

TT

بعد أيام قليلة من إعلان مصر عزمها البدء في تنفيذ برنامج لاستخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، أعلنت ثاني دولة عربية، وهي الاردن أمس، عن بدء مفاوضات مع دول صناعية للوصول الى شريك استراتيجي يسهل تنفيذ برنامجها المماثل، والذي أمر به الملك عبد الله الثاني، وأقره مجلس النواب الأردني في أبريل (نيسان) الماضي، فيما اشترطت أوروبا على لسان مفوضتها للعلاقات الخارجية، بنيتا فالدنر، على الدول التي تريد دخول «الموضوع النووي»، الالتزام بثوابت الوكالة الذرية للنظر في مساعدة تلك الدول (بدون أن تذكرها بالاسم) في مجال البنية التحتية.

وقال وزير الطاقة بالمملكة الأردنية، الدكتور خالد الشريدة، لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تبحث حالياً عن جهات لتمويل شراء مفاعل (نووي)، موضحاً أن تكلفة مشروع للطاقة النووية ستكون كبيرة، وستصل إلى ملياري دولار، ما يساوي 20% من إجمالي الناتج القومي للأردن. وأضاف الوزير الأردني، على هامش مؤتمر للطاقة انعقد بمصر أمس، أن بلاده تستهدف من مشروع الطاقة النووية توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر، وأنه يجري حالياً الإعداد لبيئة تشريعية توفر المناخ للمشروع، وكذلك العمل على وضع خطة لتأمين مصادر الوقود النووي، والبحث عن اليورانيوم بالأردن. وأكد الشريدة في مؤتمر الطاقة الدولي للشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي وأفريقيا المنعقد بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر في مصر، أن إمكانية حدوث عوائق سياسية ضد المشروع «مسألة قائمة.. ولكن لدينا حسن النية والعالم يعرف ذلك جيداً».

وافتتح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أمس أعمال مؤتمر الطاقة، والذي يعد الأول من نوعه بين دول المجموعات الثلاث، بمشاركة وزراء الخارجية والبترول والكهرباء من 68 دولة إضافة للعديد من المنظمات الدولية والإقليمية. من جهة أخرى، جددت الولايات المتحدة، على لسان سفيرها بالقاهرة، أمس، استعدادها مساعدة مصر في تنفيذ برنامج للاستخدامات السلمية للطاقة النووية أعلن عنه الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاثنين الماضي، وقال السفير الاميركي بمصر، فرانسيس ريتشاردوني، أثناء حضوره احتفال ديني شعبي في مدينة طنطا في الدلتا: «لا يجب الخوف من المصريين أو العرب أو المسلمين»، لأنه لمس لديهم جواً من «الأمن والأمان والتسامح».

وقال السفير الأميركي: «نحن (الولايات المتحدة) مستعدون كل الاستعداد للتعاون مع مصر إذا أرادت ذلك، ولدينا خبرة وتكنولوجيا في هذا الصدد»، وأكد أن مصر لديها فرصة الاختيار، على المستوى العالمي، للتكنولوجيا التي تناسبها في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيراً إلى أنه من حق أية دولة، مشتركة في اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، أن تحصل على الطاقة النووية النظيفة. وكان السفير، الدارس للغة العربية، يتحدث لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أثناء حضوره احتفالاً شعبياً سنوياً بذكرى أحمد البدوي المدفون عام 675هـ بمدينة طنطا.

وقال السفير، الذي اشتهر عنه الولع بـ«الموالد الشعبية» في مصر، إنه سينقل إلى شعبه، وإلى كل مواطن غربي، ما لمسه من جو الأمن والأمان والتسامح وحب الآخرين في مصر، وأنه سيقول للاميركيين: لا يجب أن تخافوا من المصريين أو العرب أو المسلمين عموماً؛ فهم يحبون الآخرين.