الملك عبد الله يأمر بصرف مكافأة شهر للطلاب المبتعثين في بريطانيا

وجه بأن تصرف رواتب الموظفين السعوديين في المملكة المتحدة بالإسترليني

الملك عبد الله يسلم على الأمير محمد بن نواف لدى وصوله إلى مقر السفارة السعودية في لندن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالتصفير والتصفيق من قبل الطلاب والطالبات المبتعثين في المملكة المتحدة، خلال زيارته للسفارة السعودية أمس في العاصمة البريطانية لندن، لتفقد أحوال الرعايا السعوديين، الذين تقاطروا من مختلف المناطق للقائه.

وأمر خادم الحرمين الشريفين خلال هذه الزيارة بصرف راتب شهر مكافأة للطلاب المبتعثين في بريطانيا. كما وجه بأن يتم صرف رواتب الموظفين السعوديين في المملكة المتحدة بالجنيه الاسترليني، أسوة بما أصدره في وقت سابق بان تكون رواتب الطلاب والطالبات المبتعثين بالجنيه الاسترليني، على أن يكون تنفيذ هذا القرار قريبا.

وخاطب خادم الحرمين الشريفين الطلاب والطالبات المبتعثين بقوله: «إخواني وأبنائي الطلبة والطالبات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنها من أسعد اللحظات التي أراكم فيها وأشاهد تلك الوجوه الطيبة الكريمة الخادمة لدينها ووطنها.

أبنائي.. إن الأمم تفاخر بأبنائها وبمنجزاتهم ونحن نفاخر بكم وبإخوانكم في جميع أنحاء العالم ونتطلع إلى أن تعودوا لوطنكم محملين بالعلم الذي من خلاله بعد الله ستؤدون واجبكم الوطني فاحرصوا على التحصيل الجيد في كل العلوم وكلنا نعلم بأن العلم هو الشيء الذي لا يقدر بمال أبداً.

أتمنى لكم سداد التوفيق وآمل إذا كان لديكم أي أمر ترغبون في سؤالي عنه أن تبدوه فكلي آذان صاغية للاستماع إليكم. وإذا كان هناك أي أمر تشعرون بأنه ينقصكم فأنا مستعد للاستماع». بعد ذلك دار حوار بين خادم الحرمين الشريفين وأبنائه الطلبة والطالبات اتسم بالصراحة والصدق والوضوح، كما لم تخل بعض اجاباته من المداعبة.

من جهته قدم الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز في كلمته أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على تفضله بهذه الزيارة، مشيرا الى أن مشاعر الفرحة والسعادة والفخر تغمر العاملين في السفارة والمواطنين السعوديين المتواجدين في بريطانيا، وهم يرون خادم الحرمين الشريفين بينهم.

وقال الأمير محمد بن نواف «تخطون يا خادم الحرمين الشريفين في رحلتكم الميمونة خطوة جديدة في مسيرتكم المباركة التي ترسخون فيها لأبناء الوطن المبادئ الرفيعة التي تأسست وتوحدت عليها مملكتنا الغالية وبها نهضت ونمت عليها بعد الله ومنها الايمان الصادق الواعي وطلب العلم النافع في كل مجال والانفتاح على العالم انطلاقا من هويتنا ورؤيتنا الإسلامية الواضحة والطموح المتجدد لنعتمد في انطلاقتها نحو بناء المستقبل».

واضاف «هذه المبادئ التي أرساها ديننا الحنيف في كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واستلهمها الإمام القائد المؤسس الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وهو يسعى جاهدا لبناء مملكتنا الغالية التي باتت شجرة طيبة تؤتي اكلها كل حين بإذن الله وهي ذات المبادئ التي نراكم يا خادم الحرمين تجسدونها اليوم للوطن وللأمة وللعالم قولا وفعلا».

وقال «اننا، ابناءكم هنا في المملكة المتحدة، نضع هذه المبادئ العظيمة نصب اعيننا ونعمل جاهدين لأن نجعلها حقيقة واقعة في كل ممارساتنا واعمالنا وعلاقاتنا مستلهمين في ذلك التوجيهات السديدة من مقامكم الكريم ومن ولي العهد الامين».

واكد الأمير محمد بن نواف أن سفارة خادم الحرمين الشريفين تحرص كل الحرص على تنفيذ هذه المبادئ والأوامر الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لتطبيقها وجعل السفارة بيتاًَ لكل السعوديين وبوابة يطل منها أهل هذه البلاد على مملكتنا الغالية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن السفارة السعودية في لندن تقدم خدماتها لجميع المواطنين السعوديين المقيمين والعاملين في هذه البلاد وكذلك الذين يقدمون إلى هذه البلاد لفترات متفاوتة ولأغراض متعددة.

وأشار إلى أن السفارة السعودية في لندن ترعى وتتابع أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة من السعوديين الذي يدرسون في مختلف جامعات ومعاهد بريطانيا، مبيناً أن العدد سيرتفع إلى نحو ستة آلاف في نهاية العام وفقاً لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.

وأفاد الامير محمد بن نواف أن السفارة تقوم أيضاً بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين السديدة.. بدعم رجال الأعمال والشركات السعودية العاملة في بريطانيا والتي تدعم بدورها المشروعات العملاقة القائمة في كل أرجاء الوطن. وتساند الجهود الرامية لدعم حركتي النمو والانفتاح الاقتصادي في البلاد.

وذكر أنه بالإضافة إلى ذلك فإن السفارة تحاول جاهدة النهوض بمهمة جسيمة أخرى.. ألا وهي مواجهة الحملة الإعلامية الظالمة التي تتعرض لها المملكة وشعبها حيث تسعى بدعم مباشر من المقام السامي الكريم إلى الدفاع عن الوطن وعن المبادئ الإسلامية الرفيعة التي قامت عليها البلاد فضلا عن إبراز الحقائق التي غالبا ما يتم اخفاؤها أو تشويهها.

وقال في ختام كلمته «إن جميع المواطنين السعوديين المتواجدين في بريطانيا يدركون عظم المسؤوليات الملقاة على عاتقكم ويرون بالعين كيف صدقت أفعالكم وأقوالكم وكيف كانت قراراتكم تجسيدا لأفكاركم وطموحاتكم وهم في هذا يؤكدون أيضاً أنهم معكم قلباً وقالبا».

أما عبد الله الناصر الملحق الثقافي في السفارة فقال «ان هذا اللقاء الأبوي الكريم الذي عودتموه طلاب العلم والمعرفة أينما كانوا.. فما تولونه للعلم من حرص ومتابعة وبذل إنما هو دليل قاطع على اهتمامكم حفظكم الله بالتنمية الحقيقية وهي تنمية الانسان وإدراككم الواعي بأن تنمية العقول هي الثروة الحقيقية وأن مستقبل الأمم إنما يكمن في رؤوس ابنائها فهم الطاقة التي لا تنفد وهم صناع المستقبل الذين يغيرون مجرى التاريخ فيحدثون العجب العجاب».

واضاف «إن المملكة تعيش طفرة فى مجال التعليم العالي غير مسبوقة .. فهناك جامعات تفتتح.. ومدن علمية تبنى.. ومؤسسات بحثية يتم تشييدها بشكل متتابع وسريع.. إضافة إلى مشروعكم العلمي المتميز للابتعاث حيث هناك قرابة الخمسين الف مبتعث ومبتعثة الى الغرب والشرق ينهلون من مصادر المعرفة ومنابع العلم في جميع اشكاله وانواعه المختلفة». وأشار إلى أن هناك في بريطانيا وايرلندا وحدهما ما يزيد عن خمسة الاف مبتعث ومبتعثة ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد إلى سبعة الاف، معتبراً ذلك طفرة علمية ومعرفية نوعية لتنمية الانسان تنمية خلاقة.

وقال «إن هؤلاء الطلاب على قدر كبير من الوعى وتحمل الامانة التى حملوها ويظهر ذلك جليا من منجزاتهم ومبتكراتهم العلمية والتي أثبتوا فيها أن الانسان السعودي لا يقل مهارة ومقدرة عن زميله الغربى .. كما ان معظمهم يتمتعون بالغيرة والحمية الوطنية واعطاء الصورة المثلى للمواطن السعودى العربى المسلم.. سواء كان ذلك بسلوكهم وتعاملهم الرفيع مع الاخر او من خلال انشطتهم المتمثلة فى اقامة الايام السعودية.. تلك الانجازات الاعلامية والثقافية التى نفتخر ونعتز باننا نقوم بها منذ امد».

وبين أنه قد أقيم في هذا العام خمسة وعشرون يوما سعوديا فى خمس وعشرين جامعة ومدينة بريطانية عرضت فيها اهم المنجزات الوطنية.. والوثبات الحضارية المتفوقة للمملكة على كل المستويات والاصعدة ووزعت الاف الكتب والنشرات والاشرطة والهدايا على الجمهور البريطاني الذي بلغ حسب افادة الاندية مؤخرا اكثر من مائتى الف زائر من بينهم مديرو الجامعات ومحافظو وعمد المدن ووسائل الاعلام الصحافية والاذاعية والتلفزيونية البريطانية والتي شارك بعضها في تغطية هذه الانشطة، كما ان هناك اكثر من ثلاثين ناديا سعوديا و27 مدرسة بها اكثر من الفي طفل.

وقال الملحق الثقافي السعودي في بريطانيا «يا خادم الحرمين الشريفين اننا نؤمن بان كل مبتعث سعودي يجب أن يكون سفيرا لوطنه وانه وسيلة اعلامية متنقلة».

وكان في استقبال الملك عبد الله والوفد المرافق له لدى وصوله مقر السفارة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وإيرلندا وأعضاء السفارة.