رفسنجاني يحذر «القيادة الإيرانية» من مغبة التهوين من تهديدات أميركا

طهران : أجبنا على كل أسئلة وكالة الطاقة الذرية

أحمدى نجاد يتحدث في مراسم افتتاح مجمع بتروكيميائي في جنوب طهران (أ. ب)
TT

حذر رئيس مجلس الخبراء الإيراني هاشمي رفسنجاني «القيادة الإيرانية» من مغبة التهوين من شأن التهديدات الأميركية لإيران، متحدثا عما وصفه بتهديد اميركي «لا سابق له». وتحدث رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني اكبر هاشمي رفسنجاني عن تهديد اميركي «لا سابق له» ضد ايران في خطاب القاه امام مسؤولين عسكريين على ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال رفسنجاني الذي يعتبر من اكثر الشخصيات نفوذا في ايران ان «الاعداء خططوا كثيرا ضد ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 لكن الوضع الحالي غير مسبوق ويجب ان يبقى الجميع متأهبا». واعتبر رفسنجاني ان «وجود القوات الاميركية وانصارها في المنطقة وتنقلاتها ومناخ التهديد والخوف الذي تخلفه لا سابق لها». وتنتشر القوات الاميركية في العراق والخليج غرب ايران فضلا عن افغانستان شرقا. وتعكس تصريحات رفسنجاني العلنية خلافا بين المسؤولين الايرانيين بخصوص تحركات طهران خلال الاسابيع المقبلة، وقبل تقرير وكالة الطاقة الذرية والمقرر في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. ويتناقض موقف رفسنجاني مع موقف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يقلل من احتمال حصول تدخل عسكري اميركي ضد ايران بشأن برنامجها النووي، كما يقلل من تأثير العقوبات الدولية على إيران. وقال مصدر إيراني مطلع لـ«الشرق الأوسط» ان ايران منقسمة الى فريقين، فريق يريد اختبار قدرة اميركا على تنفيذ تهديداتها بشن هجوم على إيران بينما هي غارقة بالفعل في العراق وافغانستان، وهذا الفريق الاول يقف فيه احمدي نجاد ومحافظون كبار مؤيدون له من بينهم عالما الدين آية الله احمد جنتي وآية الله احمد خاتمي ورئيس مؤسسة القضاء وآية الله مصباح يزدى. اما الفريق الاخر فيريد لملمة الوضع وعدم المخاطرة بأي هجوم، وهذا الفريق الثاني يقف فيه الاصلاحيون وعلى رأسهم حزبا جبهة المشاركة بزعامة محمد رضا خاتمي، وحزب «اعتماد ملي» بزعامة رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، ورفسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي، بل من محافظين برجماتيين من اعضاء البرلمان الإيراني الحالي مثل احمد توكلي رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الإيراني. ويأتي ذلك فيما حذر الرئيس الإيراني الاتحاد الأوروبي من عواقب اقتصادية إذا اتبع الاتحاد سياسات الولايات المتحدة وانضم للعقوبات التي فرضتها ضد إيران. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله في مراسم افتتاح مجمع بتروكيميائي في جنوب طهران «إذا كان (الاتحاد الأوروبي) يريد التعاون مع العدو (الولايات المتحدة)، سنعتبر هذا عملا غير ودي وسنظهر رد الفعل المناسب». وأضاف الرئيس الإيراني بدون تقديم مزيد من التفاصيل «أنت (الاتحاد الأوروبي) تدرك جيدا ماذا سيحدث للحسابات الاقتصادية إذا قمنا بتحول خطير».

وفي لندن، دعت مجموعة من السياسيين البريطانيين من مختلف الاحزاب الاتحاد الاوروبي الى ان يحذو حذو الولايات المتحدة ويفرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني. وجاءت دعوة «اللجنة البرلمانية البريطانية لحرية ايران» في رسالة الى الرئيس الحالي للرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سوكراتس بعد اعلان واشنطن الاحادي الاسبوع الماضي فرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني. وجاء في الرسالة «ان لجنتنا تعتقد ان العقوبات يجب ان تكون من اطراف متعددة حتى يكون لها تأثير مجد»، واضافت «ولذلك فانه من مصلحة السلام والاستقرار في العالم ومكافحة الارهاب، ان يحذو الاتحاد الاوروبي وخاصة بريطانيا حذو (الولايات المتحدة)». وتابع السياسيون في رسالتهم «ندعو حكومات الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني واصدار حظر على مؤسسة الارهاب هذه حتى لا نمنح النظام وقتا اضافيا لبناء قنبلة نووية وتنفيذ مشاريعه المشؤومة في الشرق الاوسط». واضافت اللجنة المؤلفة من 50 من اعضاء مجلسي اللوردات والعموم ان العقوبات الاميركية «ستساهم بشكل كبير» في خفض التمويل لما وصفته «الدولة رقم واحد الراعية للارهاب»، الا ان اللجنة اوضحت انها تعارض اية ضربة عسكرية ضد الجمهورية الاسلامية مع تصاعد التوترات بسبب برنامج ايران النووي.

وقد اختتمت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية امس جولة مفاوضات استهدفت المساعدة في تبديد شكوك تحيط بانشطة طهران الذرية، وقال مسؤول ايراني ان الجانبين اعربا عن رضاهما عن المحادثات. وقال رئيس الوفد الايراني جواد واعدي انه جرى تقديم «الاجابات والمعلومات الضرورية» على اسئلة اثارها مسؤولون من الوكالة الدولية خلال اربعة ايام من المحادثات في طهران. وغطت محادثات هذا الاسبوع مسائل تتعلق بتطوير ايران لأجهزة طرد مركزي تستخدم لتخصيب اليورانيوم الذي يوفر الوقود لمحطات الطاقة، لكن اذا جرى تخصيبه الى مستويات اعلى يوفر المواد الصالحة لصنع القنابل. وتستخدم ايران اجهزة طراز «بي1» ترجع الى سبعينات القرن الماضي وتجري بحوثا على اجهزة متقدمة طراز «بي2» قادرة على تنقية اليورانيوم بمعدل اسرع باستخدام طاقة اقل في مواقع ليس لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبيل وصول اليها.