الأنظار تتجه إلى مؤتمر اسطنبول اليوم.. ومصدر عراقي يعلن: فكرنا جديا بتغيير المكان

بارزاني يؤكد وأردوغان ينفي غلق المجال الجوي التركي أمام كردستان

عناصر من حرس الحدود في معبر ابراهيم الخليل على الحدود مع تركيا امس (أ.ب)
TT

فيما تتجه الأنظار اليوم إلى اسطنبول حيث ينعقد مؤتمر دول الجوار العراقي الذي ينتظر أن تتصدر أزمة حزب العمال الكردستاني والتهديدات التركية بالقيام بعملية عسكرية ضد معاقله في كردستان العراق المناقشات، كشف مصدر حكومي عراقي رفيع لـ«الشرق الأوسط» أن بغداد درست تغيير مكان الاجتماع احتجاجا على الموقف التركي.

وأكد المصدر أنه «كان مطروحا موضوع تغيير مكان انعقاد مؤتمر دول الجوار وإيجاد بديل عن اسطنبول». وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن «الحكومة العراقية فكرت جديا بتغيير مكان انعقاد المؤتمر (اسطنبول) خاصة بعدما جرى من عدم اللياقة الذي أبداه الأتراك في استقبال الوفد العراقي مؤخرا ولكننا فكرنا بإعطاء فرصة اكبر لتفادي حدوث تدخل عسكري من خلال مناقشة الأزمة خلال مؤتمر دول الجوار خاصة انه يعقد فوق الأراضي التركية».

وأكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس أن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات المدنية المتوجهة إلى كردستان العراق، مؤكدا أن تركيا «فرضت عقوبات على الإقليم». ونسبت إليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع البريطاني ديز براون في منتجع صلاح الدين «للأسف منذ أيام أغلقت تركيا أجواءها أمام كردستان العراق». وأضاف «سمعت يوم أمس أنها فرضت عقوبات على الإقليم»، مؤكدا انه «إذا حصل أي شي من هذا القبيل فانه سيعود بضرر على الطرفين لان هناك حركة اقتصادية قوية جدا بيننا». وتابع «آمل أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد». وحول الاتهامات التي وجهها له رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بـ«توفير الملاذ» لحزب العمال الكردستاني ورفضه الحوار معه، قال بارزاني «حقيقة أنا لست من محاوريه».

وأضاف «هذه تصريحات ليست بمستوى الرد عليها ولكني أؤكد على الأخوة الكردية التركية، وسأبذل كل الجهود لضمان عدم حصول أي شيء يلحق الضرر بالأخوة الكردية التركية». وتابع ان «السياسيين يأتون ويذهبون، أما الشعوب فهي باقية».

من ناحية ثانية، قال بارزاني إنه «سيبذل كل الجهود لمنع نقل الحرب إلى إقليم كردستان». وأضاف «مسؤوليتنا الأساسية هي حماية مواطني كردستان والمكاسب التي تحققت في الإقليم». وأضاف «لكننا في نفس الوقت نؤكد على ثوابتنا الوطنية والقومية وهذا يعني أننا مستعدون لمساعدة تركيا وحزب العمال الكردستاني لإنجاح العملية السلمية فيما بينهم». وتابع «أما إذا أصر الطرفان على الحرب فإننا سنبذل كل الجهود لمنع نقل الحرب إلى إقليم كردستان لأننا لسنا طرفا فيها».

وجدد بارزاني رفضه وصف حزب العمال الكردستاني بالمنظمة الإرهابية وقال «أؤكد على موقفنا الثابت: إذا رفض حزب العمال مبادرة سلمية من تركيا عندها سنصفها بالمنظمة الإرهابية».

وجاءت تصريحات بارزاني بعد نفي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان غلق المجال الجوي. وأفادت وكالة الأناضول بأن أردوغان رد على سؤال الصحافيين بالقول «لم يتخذ قرار» في هذا المجال. إلا أن تصريح وزير الخارجية علي باباجان في مؤتمر صحافي بدا متوافقا مع الخبر الذي بثته قناة إن.تي.في الإخبارية التلفزيونية التركية ومفاده أن أنقرة بدأت تتخذ إجراءات ضد شمال العراق. ووافقت الحكومة التركية أول من أمس على مجموعة من العقوبات الاقتصادية التي لم تحددها. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قولهم أن تركيا قد تؤجل العقوبات وأيضا عملية التوغل العسكري في شمال العراق في الوقت الراهن لترى ما إذا كانت المحادثات التي ستجريها في أنقرة اليوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستأتي بنتائج وأيضا لقاء أردوغان في واشنطن مع الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين المقبل.

وفي غضون ذلك، دعا عبد الرحمن جادرجي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، تركيا إلى أن «تكون جريئة وأن تتقدم بمشروع سلام متكامل لهذه المشكلة». وأضاف أن «ذلك يمكن أن يتم من خلال وقف إطلاق النار وإعطاء الأكراد الأتراك حقوقهم القومية والثقافية واللغوية وحرية الرأي والتعبير في الشؤون السياسية وإطلاق سراح رئيسنا عبد الله اوجالان المعتقل في ظروف سيئة». وأضاف «نحن اتخذنا كل استعداداتنا السياسية والتنظيمية والعسكرية، والشعب الكردي في كافة أرجاء العالم سيقف إلى جانبنا».