الملك عبد الله للرئيس الإيطالي: لو تمسك أصحاب الديانات بمبادئ دياناتهم لعم السلام العالم

قال إن الله وهبنا العقل لنبذ الإلحاد.. ومنحنا القدرة على التفريق بين الخير والشر

الملك عبد الله ورومانو برودي خلال رعايتهما حفل لقاء رجال الأعمال السعوديين والإيطاليين في روما أمس (واس)
TT

أقام الرئيس جورجيو نابوليتانو الرئيس الإيطالي مساء أول من أمس، مأدبة عشاء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وذلك في قصر الكرونالي بروما.

وخلال حفل العشاء ألقى الرئيس الإيطالي كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين في روما متمنياً أن تكون زيارته فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين التي وصفها بأنها علاقات ممتازة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية. وأكد الرئيس الإيطالي أن البلدين يتقاسمان الاهتمام بقضايا منطقة الشرق الأوسط.

بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية:

«أشكركم على مشاعركم الطيبة التي عبرتم عنها وعلى ما لقيناه من حفاوة ورعاية جسدت ما تمثله العلاقة بين بلدينا الصديقين.

لقد لعبت إيطاليا دوراً مهماً في التاريخ. ولا شك أن التراث الروماني كان له الأثر الكبير في أوروبا الحديثة. إن إيطاليا المعاصرة وهي تحمل هذا الإرث باعتزاز، تصنع في نفس الوقت نهضتها المعاصرة، وهي بذلك تقول للعالم إنها متمسكة بتاريخها وتراثها في الوقت الذي تساير فيه العصر.

إن الله ـ جل جلاله ـ وهبنا العقل لنبذ الإلحاد، ودعانا إلى الإيمان، ومنحنا القدرة على التفريق بين الخير والشر، ولا شك أن كل الأديان السماوية تحث على الإحسان إلى الآخرين ولو تمسك أصحابها بمبادئ دياناتهم وما أمر به الله ـ جل جلاله ـ فسوف يكون العالم خالياً من النزاعات، وعم السلام والاستقرار في العالم أجمع. إن في كل حضارة جوانب مضيئة لو تمسك بها أبناؤها لما كان هناك احتمال للصدام مع الحضارات الأخرى. ولقد حان الوقت لنبدأ حوارا حضاريا يقضي على الأفكار الشريرة ويعيد للإنسانية الأمل في مستقبل مُشرق، بإذن الله. منذ قيام الدولة السعودية الحديثة كانت العلاقات بين بلدينا تمتاز بالمودة والتعاون. وأرجو أن تكون زيارتي الحالية دفعة قوية لهذه العلاقات في كل المجالات، ونحن نقدر كل التقدير الموقف الإيطالي من أزمة الشرق الأوسط، ويسعدنا أن نعمل معاً لإيجاد تسوية منصفة تحفظ لكل الأطراف العربية والإسرائيلية حقوقهم العادلة وفق قرارات الشرعية الدولية».

حضر مأدبة العشاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين ورئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي وأعضاء الحكومة وكبار المسؤولين الإيطاليين.

من جهته، وصف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا الدكتور محمد بن إبراهيم الجار الله الزيارة الرسمية التي بدأها الملك عبد الله بن عبد العزيز لإيطاليا بأنها ستعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية وستسهم في معالجة كثير من القضايا الإقليمية والدولية التي ستكون محور مباحثات الملك عبد الله مع المسؤولين الإيطاليين.

وأعرب الجار الله عن تفاؤله بنجاح الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا وحل عدد من القضايا الإقليمية والدولية العالقة. وقال «تكمن أهميتها بأنها تأتي عقب الزيارة التي قام بها دولة رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في إبريل الماضي إلى المملكة الأمر الذي سيكون له أثره الكبير لتقوية وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين».