تأكيدات رسمية وشعبية ألمانية على دور خادم الحرمين في حل نزاعات الشرق الأوسط

هلموت شميدت: الرياض تستطيع إقناع طهران بإنهاء نزاعها مع الغرب

TT

رحبت شخصيات بارزة في المانيا بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجمهورية المانيا الاتحادية اليوم، معتبرة الزيارة دعما للإسلام والمسلمين في هذا البلد.

ونوه المستشار الألماني الأسبق هلموت شميدت بما تتسم به سياسة المملكة العربية السعودية من اتزان نال احترام السياسة الدولية لآرائها ومواقفها، داعيا إلى دعم المملكة في جهودها لاستقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

وأعرب عن اعتقاده بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين على مقدرة واسعة لحل النزاعات القائمة حاليا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى احترام السياسة الدولية لآراء المملكة ومواقفها تجاه الصراع في المنطقة وقال «إن حكومة المملكة نجحت بالمصالحة بين الأطراف الفلسطينية في مؤتمر مكة المكرمة بالرغم من أن تلك الأطراف كانت وراء انهيار حكومة الوحدة الفلسطينية جراء النزاع بينها».

وقال إن «الرياض تستطيع إقناع طهران بإنهاء نزاعها مع الغرب إذا ما لقيت السياسة والجهود السعودية دعما من العالم» محذرا من أي عمل عسكري جديد وتوسعة رقعة الحرب في المنطقة، ما سيؤدي إلى نتائج تعود أضرارها على أوروبا وليس على المنطقة فحسب».

ووصف شميدت الزيارة التي سيقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى برلين بأنها في غاية الأهمية نظرا لتطور الأحداث في العالم.

وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين إلى برلين في مايو من عام 2001 أثناء ولايته العهد كانت تاريخية ومهمة، وتوقع أن تثمر زيارته هذه عن تعاون أكبر بين ألمانيا وأوروبا مع المملكة العربية السعودية، منوها في الوقت نفسه بالجهود التي تبذلها المملكة لرفع قدرات العالم الإسلامي ودعمها للحوار الإسلامي المسيحي.

من جانبه، أعرب المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر عن إعجابه بالسياسات التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين والرامية الى تحقيق الرفاه والرخاء واقامة المشاريع الاقتصادية والعلمية في المملكة. ورأى شرودر أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لألمانيا مهمة للغاية، فالمملكة تتصدر زعامة العالم الاسلامي، فهي قد أسهمت بشكل كبير في حل المشاكل والنزاعات التي وقعت في العالم الاسلامي، ولا سيما جهودها لاعادة الوحدة الفلسطينية من جديد في مؤتمر مكة المكرمة.

وأوضح شرودر أن المانيا ترغب بشراكة استراتيجية قوية مع المملكة لأهميتها السياسية على المستويين الاسلامي والعالمي اضافة الى ثقلها الاقتصادي.

ووصف الدكتور أسامة شبكشي، السفير السعودي في ألمانيا الاتحادية، زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى برلين بالتاريخية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، إذ ستعمل على تكريس وتقوية العلاقات بين ألمانيا والمملكة بأكثر من ذي قبل، لما لهذه العلاقات من تاريخ يمتد إلى أكثر من 78 عاما (1929)، كما أن للزيارة ثقلها السياسي والحضاري والاقتصادي والمعنوي إضافة إلى الثقافي.

من جهته، عد وزير الاقتصاد الالماني، ميشائيل غلوس، المملكة العربية السعودية الشريك الرئيسي لالمانيا في منطقة الشرق الاوسط، ونوه بالحركة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها المملكة جراء الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وحكومته في عملية التنمية والتطوير.

ورأى المسؤول الألماني أن المشاريع العمرانية والاقتصادية التي تم الاعلان عنها أخيرا وقيام خادم الحرمين الشريفين بتدشينها في المملكه ستجذب ارباب العمل الالمان وغيرهم لإجراء استثمارات أكثر فيها، لا سيما إعلان قيام جامعة عبد الله للعلوم والتقنية، هذه الجامعة التي ستكون بمثابة منارة علمية واقتصادية كبيرة في منطقة الشرق الاوسط.

وأوضح غلوس ان زيارة خادم الحرمين ستعمل على تقوية العلاقات بين البلدين بشكل أكثر من ذي قبل، وقال «إن الصادرات الألمانية الى السعودية التي وصلت خلال عام 2006 الى نحو 4 مليارات يورو بزيادة 32 في المائة وواردات المانيا من السعودية التي وصلت الى نحو 1.7 مليار يورو بزيادة وصلت الى 29 في المائة عن عام 2005 هي دليل واضح على أهمية الشراكة الاقتصادية بين المملكة وألمانيا وان هذا التعاون سيزاداد من خلال الزيارة».

وأكد أهمية السعودية السياسية والاستراتيجية في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي لألمانيا واوروبا لزعامتها العالم الاسلامي وتأثيرها على سياسة تلك الدول.

وأكد الدكتور شبكشي أن الزيارة ستكون بمثابة دعم للعلاقات بين البلدين التي ابتدأت منذ عهد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وستنجم عنها اتفاقيات لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي وعلى جميع أصعدة العلاقات بين الشعبين، معربا عن غبطته بزيارة خادم الحرمين الشريفين وأن هذا الزيارة لن تكون لها فائدة للمملكة والشعب السعودي فحسب بل لجميع شعوب الدول العربية والإسلامية.

وأوضح أن الحملة الإعلامية التي استهدفت المملكة تعود إلى الفئة الضالة التي ساعد تفكيرها الضيق بعض وسائل الاعلام في الغرب على استهداف المملكة والإسلام، مشيرا إلى أنه استطاع من خلال جهوده التي بذلها منذ مجيئه إلى ألمانيا في عام 2004 ومشاركته في ندوات ثقافية وسياسية الإسهام في دحض تلك الإفتراءات، وأن الحملة قد توقفت عندما تم إيضاح سوء الفهم لبعض الصحف وخاصة موقف المملكة من التطرف والأفكار التي تعمل على تضليل الشباب وغيرهم.

ووصف مدير أكاديمية الملك فهد الفخري سابقا، والدبلوماسي السابق أمان الله هوبوم، الذي كان يشغل رئاسة الملحقية الثقافية في السفارة الالمانية بالرياض، الزيارة بأنها دعم لجهود المسلمين في المانيا بالحوار الاسلامي المسيحي، ودحض الشبهات عن الاسلام وموقف المملكة حكومة وشعبا من الشبهات المغرضة التي أساءت للاسلام والمسلمين في المانيا والعالم، معربا عن أمله في أن ينجم عن نتائج مباحثات خادم الحرمين الشريفين مع المسؤولين الالمان إعطاء الحوار الاسلامي المسيحي زخما من القوة لما للمملكة من أيد بيضاء لدعم الثقافة والحوار ودعمها للعمل الاسلامي. ورأت الالمانية المسلمة فاطمة جريم، أنه بدعم المملكة العربية السعودية للعمل الاسلامي في هذا البلد استطاع المسلمون وخاصة في حقبة الستينات وحتى أواسط التسعينات الوقوف على اقدامهم، وتبيين الاسلام بشكل واضح لغير المسلمين من الالمان، منوهة بدور مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وقيامه بترجمة معاني القرآن الكريم وطباعته وتوزيعه على المحتاجين في المانيا وغيرها من دول العالم.

وأعرب رئيس مجلس أمناء مجلس المسلمين الاعلى في المانيا نديم الياس عن أمله في أن يتم خلال المباحثات التي ستجري بين خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين الالمان بحث أوضاع المسلمين في هذا البلد، معتبرا مسلمي المانيا شريحة وجزءا مهما في المجتمع الالماني والحياة في هذا البلد.

وأكد أن هذه الزيارة مهمة لتكريس العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين المانيا والمملكة، كما ان أهميتها تشمل الدول العربية ومسألة الصراع في منطقة الشرق الاوسط. يذكر أن للإسلام قدما قديمة في هذا البلد إذ يعود بناء أقدم مسجد لا يزال موجودا الى عام 1485 في منطقة شفيتسينجين القريبة من مدينة دارمشتات (الجنوبية) كما بنى القيصر البروسي فيلهلم الكبير ما بين عامي 1690 ـ 1730 مسجدين في مدينة بوتسدام القريبة من برلين وفي العاصمة برلين جعلهما لضيوف الدولة البروسية من المسلمين وغيرهم، كما تبرعت المملكة العربية السعودية بقطعة أرض في مدينة ميونيخ بني عليها مسجد المركز الاسلامي، إضافة الى مبرات أخرى.