دول الخليج الست تنتقد «الإفراط» في استخدام القوة والتلويح بها

في اجتماع مشترك لوزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الأمن

الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز لدى ترؤسه الاجتماع المشترك لوزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الأمن الوطني الخليجيين في الرياض أمس (واس)
TT

انتقدت الدول الخليجية الست أمس، الإفراط غير المسبوق في استخدام القوة أو التلويح بها، خلال العقد الأول من القرن الـ21، في وقت وصف فيه الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران السعودي، حالة التلويح باستخدام القوة بـ«العبث».

وأعرب الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، خلال ترؤسه للاجتماع المشترك لوزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الأمن الوطني الخليجيين، عن قلق بلاده والدول الخليجية، إزاء الإفراط غير المسبوق في استخدام القوة في العلاقات الدولية أو التلويح بها، الأمر الذي ساهم في اضطراب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط. وساعدت ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإقليمية المشابهة، وبقاء قضايا إقليمية مزمنة من دون حل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وفقا للأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، في زعزعة استقرار المنطقة، في وقت أشار فيه إلى استثمار ما وصفها بـ«قوى التطرف»، لتلك الأزمات، على نحو انعكس فيه ذلك «سلبا» على الوضع الأمني الإقليمي.

وحذر نائب وزير الدفاع السعودي، من مغبة التداعيات الأيديولوجية الإقليمية والعالمية لأي صراع قد يندلع في منطقة الخليج العربي، وهو الأمر الذي يحتم أن توزان الدول الخليجية على اثره بين مسؤولياتها الداخلية والضغوط الدولية.

وقال إن المجتمع الدولي يشارك الدول الخليجية نفس «القلق» إزاء زعزعة الأمن والاستقرار في العراق، وخطر التوسع في امتلاك الأسلحة النووية من دول المنطقة، إضافة إلى التهديدات الإرهابية.

وعراقيا، دعا الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، دول جوار العراق بشكل عام، والخليجية بوجه خاص، لإيجاد رؤية مشتركة لما يحصل داخل العراق، مشددا على ضرورة التزام كافة الدول باحترام وحدة وسيادة واستقلال هذا البلد، مع تأكيده على رفض أية محاولات لتكريس الطائفية والانقسام البغيض، والإلحاح على ضرورة التوافق بين مختلف مكونات الشعب العراقي من خلال رؤية مشتركة على أساس من التفاهم المشترك من دول المنطقة جميعها.

وينطلق الاجتماع الوزاري الخليجي المشترك، الذي يعقد للمرة الثانية، من منطلق الحفاظ على أمن دول الخليج العربي وسلامة واستقرار أراضيها، في ظل العبث بالتلويح بالقوة، وفقا للأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، الذي قال إن «أمن واستقرار المنطقة سينعكسان حتما على دولها وشعوبها».

وطبقا لتصريحات صحافية أدلى بها الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز في أعقاب الاجتماع، فإن وزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة الأمن الوطني، بحثوا في كل الأمور المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.

ورفض نائب وزير الدفاع السعودي، مبدأ استخدام القوة في العالم، لاحتلال الدول أو التحكم فيها. وقال إن «القوة يجب أن تستخدم في الحق والصواب، وليس للاحتلال».

وفيما استبعد المسؤول السعودي أن تلجأ بلاده لتجنيد مواطنيها إلزاميا، لمواجهة الأوضاع المضطربة في المنطقة، قال إن دول الخليج ترتب نفسها عسكريا بشكل مستمر، سواء حصل شيء يستدعي ذلك أو لم يحصل.

إلى ذلك، أكد الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس مجلس الأمن الوطني الكويتي حاجة الدول الخليجية لقراءة السيناريوهات المحتمل أن تشهدها المنطقة، مؤكدا أن دول الخليج لا تبحث إلا عن السلام والهدوء وحسن الجوار، وهي تؤمن بأن أفضل سبيل لذلك هي «الدبلوماسية ولغة الحوار».

وفي رده على سؤال حول ما أثارته أوساط إيرانية من وجود خلايا نائمة في دول الخليج، ستوقظها طهران في حال نشوب مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية، قال «نحن لا نتحدث عن ملف معين بحد ذاته، ولكن علينا دائما أن نجهز ما هو درع حصين لأوطاننا، في وقت قلل فيه من شأن تلك التصريحات الإيرانية، والتي قال إنها حصيلة «كلام متناقض من أجهزة رسمية أو غير رسمية»، مؤكدا أن الهدف الأساسي هو «وضع حزام أمني كامل لأوطاننا بشكل عام، وليس ضد أي توجه أو أية دولة، وهذا حق مشروع لكافة الدول من دون استثناء».