مقتل أحد أعضاء مجلس محافظة نينوى.. و5 جنود أميركيين

عملية عسكرية قريبا لإعادة الأمن إلى الديوانية * العثور على 30 جثة في مقبرتين جماعيتين قرب بحيرة الثرثار

جندي أميركي يفتش عراقيا في موقع عثر فيه على متفجرات في مدينة الموصل أمس (أ.ب)
TT

اعلن الجيش الاميركي امس مقتل خمسة من جنوده في هجومين. من ناحية ثانية، أعلن مسؤول في الشرطة العراقية مقتل عضو في مجلس محافظة نينوى في هجوم مسلح وسط الموصل، مركز هذه المحافظة الشمالية.

وقال الاميرال جيري جوري سميث المتحدث باسم الجيش الاميركي «للأسف فقدنا امس (الاثنين) خمسة من جنودنا في انفجار عبوتين ناسفتين في هجومين منفصلين في العراق». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «لايزال هناك الكثير من المخاطر في هذا البلد والكثير للقيام به».

من ناحية ثانية، العميد عبد الكريم خلف الجبوري مسؤول عمليات الشرطة ان مسلحين مجهولين قتلوا عضو مجلس محافظة نينوى عارف يوسف قنبر. وأضاف ان المسلحين «هاجموا سيارة قنبر بأسلحة خفيفة، مما اسفر عن مقتله بالحال وإصابة احد مرافقيه». وأوضح ان «الهجوم وقع في حي المثنى وسط الموصل، بينما كان قنبر متوجها الى مكان عمله» صباح امس. وقنبر هو عضو مجلس محافظة نينوى عن المجلس الاعلى الاسلامي الذي يتزعمه رئيس الائتلاف العراقي الحاكم عبد العزيز الحكيم. ويحظى المجلس الأعلى بأربعة مقاعد في مجلس المحافظة من مجموع 42 مقعدا، وقنبر هو العضو الثالث عشر الذي يتم اغتياله في مدينة الموصل منذ الانتخابات التي مر عليها حوالي عام ونصف العام. كما اعلن خلف ان «ستة من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم مسلح منتصف النهار على الطريق الرئيسي غرب مدينة الموصل».

الى ذلك، اعلن مسؤول عراقي امس أن عملية عسكرية واسعة بمشاركة قوات متعددة الجنسيات ستبدأ قريبا في الديوانية لإعادة الامن لها واستعادة حوالي 50% من اراضيها التي يسيطر عليها المسلحون. وقال الشيخ حسين الخالدي رئيس مجلس محافظة الديوانية إن «عملية امنية واسعة ستبدأ قريبا جدا في المحافظة بالتعاون مع قوات متعددة الجنسيات لإعادة فرض سيطرة الدولة على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون منذ قرابة عام كامل». وأضاف ان «المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين تبلغ حوالي 50 % من اراضي المحافظة».وأكد ان «العملية ستكون قوية وخاطفة».

وناشد عضو مجلس المحافظة «سكان الديوانية تحمل المضايقات التي قد تنتج عن العملية المسلحة التي غايتها تحقيق الامن والاستقرار في المدينة التي شهدت اوضاعا أمنية متهورة جدا طوال الاشهر الأربعة الماضية». وتشهد مدينة الديوانية توترا كبيرا وعمليات اغتيال واشتباكات بين ميليشيات شيعية متنافسة والقوات الأميركية والعراقية منذ حوالي أربعة أشهر.

من جهة أخرى عثر جنود عراقيون على مقبرتين جماعيتين بهما 30 جثة لرجال ونساء في معقل سابق لتنظيم القاعدة. واكتشفت المقبرتان السبت الماضي خلال عملية مشتركة للقوات الاميركية والعراقية ضد خلايا القاعدة في العراق تعمل في منطقة بحيرة الثرثار على بعد نحو 80 كيلومترا شمال غربي العاصمة.

وقال مقدم في الجيش العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه انه عثر على عدد من الحفر الكبيرة أحدثتها حفارات ميكانيكية وتركت دون غطاء في منطقة نائية على بعد نحو 25 كيلومترا شمال الرمادي عاصمة محافظة الانبار. ونسبت اليه وكالة رويترز قوله «عثرنا في احداها على 22 جثة متحللة بشكل جزئي».

وأضاف المصدر انه عثر على بقايا هياكل عظمية لثمانية أشخاص آخرين في حفرة اخرى قريبة. كما عثر على ملابس نساء ورجال بالاضافة الى شارتين للجيش العراقي. وعثر على ملابس شتوية وأخرى صيفية مما يشير الى ان الجثث هي لضحايا قتلوا في اوقات مختلفة من العام. والمقبرتان موجودتان في منطقة كانت تستخدمها القاعدة. واضاف المصدر العسكري «انها منطقة صعبة جدا ونائية. لم يستخدم احد هذه المنطقة سوى القاعدة».

وأصدر الجيش الاميركي بيانا قال فيه انه عثر على 22 جثة في مقبرة. وقال البيان «الجيش العراقي وقوات الامن الاقليمية تفحص المقبرة الجماعية للتعرف على هوية القتلى وأسباب الوفاة لاخطار أسرهم».

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان ان «القوات (العراقية) تمكنت من اعتقال ثلاثين من المشبه فيهم والاستيلاء على سيارتين مفخختين وكميات كبيرة من الاسلحة تم تدميرها». وقال الكولونيل جون تشالتون المتحدث باسم الجيش «تنظيم القاعدة استغل هذه المنطقة للقيام بعملياته» مؤكدا ان «هذه العملية ستمنعهم من القيام بهجمات في المستقبل».

وتمتد المنطقة التي تغطيها الادغال والقصب البردي من الموصل شمالا الى الفلوجة غربا حيث تقع غالبية المناطق السنية الساخنة مثل بيجي وتكريت وسامراء وبلد والدجيل. وفي الماضي كانت تقع على هذه البحيرة مدينة سياحية كانت تسمى بصدامية الثرثار شيدها صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي قبل ان تتحول الى بؤرة لمسلحي تنظيم القاعدة ومقرات تدريبهم.

ويعثر من حين لاخر على مقابر جماعية في العراق تحوي عددا كبيرا من الناس خطفوا او قتلوا على ايدي القاعدة او منظمات اخرى او ميليشيات او كانوا ضحايا عمليات اعدام جماعية نفذت تحت نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.