الجيش الأميركي يتجه للإفراج «قريبا» عن 9 معتقلين إيرانيين في العراق

بغداد ترفض خطة طهران لإعادة الأمن إلى العراق * افتتاح قنصليتين لإيران في أربيل والسليمانية

السفير الايراني في العراق حسن قمي يرفع علم بلاده اثناء مراسم افتتاح القنصلية الايرانية بحضور رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني في مدينة أربيل شمال العراق أمس (أ. ف.ب)
TT

اعلن الجيش الاميركي، امس، انه سيفرج عن تسعة ايرانيين اعتقلوا في العراق خلال الاشهر الماضية، بينهم اثنان من الذين ألقي القبض عليهم في اربيل عاصمة اقليم كردستان في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتزامن الاعلان الاميركي مع رفض بغداد رسميا خطة ايرانية لإعادة الامن الى العراق وافتتاح طهران قنصليتين لها في اربيل والسليمانية امس.

وقال الادميرال جيري جوري سميث المتحدث باسم الجيش للصحافيين ان «تسعة معتقلين ايرانيين في السجون الاميركية حاليا سيتم الافراج عنهم في المستقبل القريب». وأشار الضابط الأميركي الى ان «هؤلاء المعتقلين لم يعودوا يشكلون اي تهديد للأمن العراقي»، موضحا ان «اثنين منهما اعتقلوا في يناير (كانون الثاني) الماضي في اربيل وسبعة آخرين اعتقلوا في مناطق متفرقة في البلاد»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد اعتقلت القوات الاميركية في 11 يناير خمسة ايرانيين في اربيل تقول ايران انهم دبلوماسيون، فيما لم يؤكد العراق ذلك، وتتهمهم الولايات المتحدة بالضلوع في شبكات لتأمين العبوات المتفجرة التي تستخدم لضرب القوات الاميركية.

الى ذلك، أعلن ناطق باسم الحكومة العراقية، أمس، رفض حكومته الخطة التي عرضتها ايران بهدف «اعادة الامن» للعراق، وشملت طرد شركات الامن الاجنبية ودمج الميليشيات في صفوف القوات الامنية. ونقل بيان رسمي عن علي الدباغ الناطق باسم حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قوله ان «الحكومة العراقية تعبر عن رفضها للخطة التي عرضتها وزارة الخارجية الايرانية». وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قد قال للصحافيين اول من امس إن خطة ايرانية «جديدة عرضت خلال مؤتمر اسطنبول» حول أمن العراق. وبحسب الناطق الايراني، تقترح الخطة طرد شركات الامن الاجنبية الخاصة ودمج «كل الميليشيات التي لم تتعاون مع المجموعات الارهابية» في الشرطة والجيش العراقيين. وردا على مقترح وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي خلال مؤتمر اسطنبول تأسيس آلية بمشاركة بلاده والسعودية وتركيا وسورية لتحل محل الوجود الاميركي واضاف الدباغ «ان الحكومة العراقية ترحب بالتعاطف والمساعي لدعم العراق، ولكن لن يكون ذلك سليما الا حينما تحترم ارادة الشعب العراقي في تحديد خياراته»، موضحا ان ما طرحته المبادرة الايرانية من نقاط هي من اختصاص الحكومة العراقية التي ترفض ان يتحدث الاخرون نيابة عن شعبها. واوضح ان حكومة بلاده «تسعى لبناء مؤسسات الدولة يمارس من خلالها العراقيون جميعا حقهم في بناء عراق ديمقراطي فيدرالي ينعم بالامن والاستقرار وبناء قوات وطنية ستكون البديل عن القوات متعددة الجنسيات في الدفاع عن العراق والعراقيين».

وفي تطور آخر ذي صلة، افتتحت ايران أمس قنصليتين لها في مدينتي اربيل والسليمانية.

وقال حسن كاظمي قمي السفير الايراني في بغداد خلال المراسم التي جرت في اربيل وحضرها رئيس وزراء الاقليم نيجيرفان بارزاني وممثلون عن الاحزاب الكردية «اليوم تمت اعادة فتح القنصليتين الايرانيتين في كل من اربيل والسليمانية». وأضاف «كانت لدينا قنصليتان في اربيل والسليمانية لكن للأسف القوات الاميركية قامت باعتقال خمسة اشخاص من قنصليتنا في اربيل ولا يزالون معتقلين». وأضاف «نحن نعتبر هذا عملا غير قانوني وضد السيادة العراقية»، مضيفا «نتمنى الافراج عنهم قريبا لاستئناف عملهم مرة أخرى في هذه القنصلية».

وشدد قمي على اهمية العلاقات الايرانية العراقية قائلا «اليوم لدينا علاقات تجارية وسياسية جيدة مع العراق وحجم التبادل التجاري السنوي يبلغ ملياري دولار، وهناك مليون مواطن عراقي يزورون ايران سنويا وهناك نصف مليون ايراني يزورون العراق سنويا لزيارة العتبات المقدسة او للتجارة».

وبدوره، وصف رئيس وزراء اقليم كردستان العراق الافتتاح بأنه خطوة «مهمة». وقال «اليوم نحن سعداء لأن جمهورية ايران الاسلامية قامت بشكل رسمي بافتتاح قنصليتها في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق». وأشار الى ان القنصلية الايرانية «ستقدم التسهيلات للمواطنين الذين يريدون زيارة ايران بشكل رسمي او يريدون تطوير العمل التجاري بين اقليم كردستان وجمهورية ايران». وتابع «من جانبنا سنقوم بكل امكانياتنا بدعمهم ونقدم لهم (الايرانيين) كل التسهيلات لإنجاح عملهم».