بينما ألقت أجهزة الأمن المصرية أمس القبض على متهمين بالتسبب في غرق مهاجرين غير شرعيين من مصر لإيطاليا، أعلن مفتي مصر، الدكتور علي جمعة أن المصريين الذين غرقوا في البحر المتوسط أثناء محاولتهم التسلل لإيطاليا (الخميس الماضي)، ليسوا شهداء..«لأنهم لم يذهبوا في سبيل الله»، قائلاً أمام جمع من طلاب الجامعة بالعاصمة المصرية أمس، إن الاختلاط بين البنين والبنات في قاعات الدرس بالجامعة لتلقى العلم والمحاضرات ليس حراما، لأنه (الاختلاط) لا يعتبر خلوة غير شرعية.
وقال مفتي مصر إن الذين غرقوا قبالة السواحل الايطالية «ليسوا شهداء لأنهم لم يذهبوا في سبيل الله وإنما ذهبوا من أجل أطماع مادية وألقوا بأنفسهم في التهلكة في نوع من المغامرة».
وتساءل المفتي قائلاً أمام جمع من الطلاب في احتفال جامعة القاهرة بعيدها المئوي: مَنْ الذي يدفع شابا لينفق 25 ألف جنيه مقابل السفر في حين إن هذا المبلغ يضمن له بدء مشروع في بلده»، موضحاً أن «رجل الإطفاء الذي يموت وهو يؤدي عمله يعتبر شهيدا وكذلك الذي يعمل على مركب ويموت غرقا فهو شهيد».
وقال الدكتور علي جمعة للطلاب، إن الاختلاط بين البنين والبنات في قاعات الدرس بالجامعة لتلقى العلم والمحاضرات ليس حراما «لأنه نوع من المشاركة وليس الخلوة غير الشرعية التي نهى عنها الإسلام»، مشيراً إلى أن الرجال والنساء كانوا يصلون في مسجد واحد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم)، كما أن المسلمين يذهبون إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، نساء ورجالاً، ويطوفون حول الكعبة.
وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على 13 شخصاًً منهم سماسرة وبحارة، متهمين بالوقوف وراء سفر أكثر من 150 مهاجراً غير شرعي عبر مركبين مصريين غرقا في البحر المتوسط قبالة السواحل الايطالية مساء الخميس الماضي ما أدى لمصرع نحو 26 غرقاً وإنقاذ 126 آخرين. ومن بين المتهمين المقبوض عليهم ملاك مركب يحمل اسم «الحلوة شيماء»، إذ تبين من التحقيقات التي تجريها نيابة الفيوم (جنوب القاهرة) أن المتهمين قاموا بنقل الضحايا في زورق صغير إلى عرض البحر، واستقلوا من هناك «الحلوة شيماء» متجهين لإيطاليا، مقابل الحصول من كل مهاجر غير شرعي على مبلغ مالي يتراوح بين 15 ألف جنيه (نحو 3 آلاف دولار) إلى 25 ألف جنيه، فيما أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار 16، بينهم ملاك المركب الأخرى وتدعى «الأرزاق على الله».