المستشفيات الأميركية تتطلع إلى فرص الاستثمار في الخارج

اسم الشيخ زايد يطلق على مستشفى تابع لجونز هوبكينز

TT

عندما توسع عمل «كليفلاند كلينيك» العام الماضي، لم تكن الصفقة حول توفير الرعاية الصحية للمناطق التي تعاني من الفقر في العالم وإنما ادارة فرع لها في ابوظبي بموجب عقد لفترة 15 عاما في وقت بات في الطلب العالمي عملية تجارية هائلة ومربحة للمستشفيات والعيادات وحتى كليات الطب الاميركية. وتعتبر المشاريع الخارجية فرصا مغرية لزيادة حجم العائدات في وقت يتوسع فيه الاقتصاد العالمي. هناك ايضا ضغوط متزايدة من شركات التأمين بغرض خفض تكاليف الرعاية الصحية داخل الولايات المتحدة وليس خارجها، حيث يستطيع الكثير من المرضى دفع كلفة الرعاية الصحية كاملة. ويعتزم مستشفى «سانفورد هيلث» في سو فولز بولاية ساوث داكوتا إقامة شبكة من عيادات الأطفال في مختلف الدول في إطار خطة توسع شجع عليها تبرع بقيمة 400 مليون دولار قدمه المصرفي المتقاعد ديني سانفورد. ويقول الدكتور جورج دوفر، مدير مركز جونز هوبكنز للأطفال في بالتيمور، ان «سانفورد هيلث» ستواجه منافسة قوية في الخارج، وأضاف ان المستشفى ليس الوحيد الذي يفكر في مشروع التوسع خارج الولايات المتحدة، ذلك ان كل المؤسسات الأكاديمية الرئيسية هناك تحاول تعزيز سمعتها ومواردها بغرض اجتذاب المرضى خارج الولايات المتحدة. وكان دوفر قد زار في الآونة الأخيرة الامارات العربية المتحدة، حيث تتسابق مؤسسات طبية مثل جونز هوبكنز ومايو كلينيك وكليفلاند كلينيك وهارفارد ومؤسسات طبية اميركية اخرى لكسب فرص في هذه المنطقة الغنية بالنفط. وكان مسؤولون في دبي قد أعلنوا في وقت سابق عن مشروع «مدينة دبي للرعاية الصحية» بتكلفة 1.8 مليار دولار ضمن «منطقة حرة» لا تدفع فيها الشركات والمؤسسات التي تعمل في مجال الرعاية الصحية أي ضرائب. وفي ابوظبي، ستستخدم مستشفى نيوكليفلاند كلينك ابوظبي نفس نظام التشغيل والاجراءات واللوائح والمستوى، كما ذكرت مجلة «هوسبيتال بيزنيز ويك». وفي مجمع جونز هوبكينز الطبي يجرى تشييد مستشفى من 12 طابقا في بالتيمور سيطلق عليه اسم مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لرعاية امراض القلب بعد تلقيهم هدية «تغييرية» من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زياد آل نهيان.

ويحتل الشيخ خليفة المرتبة الثانية من اغنى شخصيات افراد العائلات الملكية في قائمة مجلة «فوربس» وتقدر ثروته بـ 21 مليار دولار. وهو متقدم بكثير على داني سانفورد، الذي تقدر ثروته بـ 2.8 مليار دولار في قائمة المجلة.

وقد ركزت المناقشات المبدئية حول توسع سانفورد الدولي على كندا والمكسيك، طبقا لما ذكره رئيس مجلس ادارة سانفورد كيلبي كربانهوفت، مع التركيز في الاونة الاخيرة على اوروبا. وقالت كارول كامبل من شركة ابحاث سانتون تشير انترناشونال ان «الوضع في المكسيك معقد». ولديها خبرة واسعة في عمليات توظيف مدريري مستشفيات على المستوى الدولي. وقد حققت الدول التي اشار اليها كرابنهوفت كمواقع محتملة للتوسع ـ ايرلندا والمانيا والنرويج ـ مكاسب اقتصادية في السنوات الاخيرة. ولن تكون سانفورد شبكة الخدمات الصحية الاميركية الاولى التي تتوسع في ايرلندا، حيث يتسم الاقتصاد بالقوة في السنوات الاخيرة بحيث اصبح يطلق عليها اسم «النمر الكلتي».

ولدى مستشفى جود لأبحاث الاطفال في ممفيس شراكة في مجال ابحاث السرطان مع واحد من اكبر مستشفيات الاطفال في ايرلندا: مستشفى «اور ليدي» للاطفال المرضى في دبلن. وقد تبرع جون ميرفي وهو اميركي ايرلندي من الجيل الاول وغيره من الافراد بأموال لتأسيس الشراكة.

وبغض النظر عن اتجاه توسع سانفورد، فإن دوفر وغيرهم يقولون ان احتمالات علاج يفيد الاطفال هي اكبر من ذي قبل. وبسبب المعدلات السريعة للاكتشافات العلمية «لا يمكنني تخيل وقتا اكثر اثارة في مجال ابحاث امراض الاطفال».

* خدمة «تريبيون ميديا سرفيز انترناشونال» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»