خادم الحرمين: المنطقة تعاني من المشاكل.. وإخلاؤها من أسلحة الدمار ومواجهة الإرهاب كفيل بترسيخ الأمن فيها

بدأ زيارته الرسمية لألمانيا والمستشارة ميركل تحتفي بضيفها السعودي

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد وصوله إلى برلين أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن منطقة الشرق الأوسط تعاني الكثير من المشاكل السياسية، مشيرا إلى أن استقرار الأوضاع المتفجرة في هذه المنطقة وإخلاءها من أسلحة الدمار الشامل، وزيادة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب «ستساهم في ترسيخ الأمن».

وأوضح خادم الحرمين الشريفين، في كلمة ألقاها في حفل الغداء التكريمي الذي أقامته له المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقر المستشارية أمس، أنه يقدر الدور المتنامي الذي تلعبه ألمانيا على المستوى الأوروبي والدولي، ومساهمتها في إيجاد الحلول للمشاكل الإقليمية والدولية، مبينا أن ألمانيا وبفضل مكانتها الاقتصادية والسياسية مؤهلة لأن تساهم بدور فاعل في عملية إقرار السلام في العالم.

وجاء في كلمة الملك عبد الله: «أعرب لكم عن تقديري لدولتكم على دعوتكم الكريمة لنا لزيارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، ولقد ترسخت الصداقة ما بين بلدينا وتنامت عبر السنوات بعدما أبرم المغفور له ـ بإذن الله ـ الملك المؤسس عبد العزيز اتفاقية الصداقة عام 1929، كما أشكركم على ما لقيناه من حسن الاستقبال. إننا نقدر الدور المتنامي الذي تلعبه ألمانيا على المستوى الأوروبي والدولي، ومساهمتها في إيجاد الحلول للمشاكل الإقليمية والدولية.

إن منطقة الشرق الأوسط تعاني الكثير من المشاكل السياسية، وإن استقرار الأوضاع المتفجرة في هذه المنطقة وإخلاءها من أسلحة الدمار الشامل وزيادة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب سيساهم ـ بإذن الله ـ في ترسيخ الأمن، وإن ألمانيا الصديقة بفضل مكانتها الاقتصادية والسياسية مؤهلة لأن تساهم بدور فاعل في عملية إقرار السلام في العالم.

نتطلع إلى أن نستكمل خلال هذه الزيارة تطوير التعاون الوثيق الذي بدأناه خلال زيارتكم للمملكة العربية السعودية، وإنني على ثقة أن مستقبل العلاقات السعودية الألمانية سوف يكون مشرقا، متمنيا لدولتكم دوام الصحة والعافية وللشعب الألماني الصديق المزيد من الرخاء والازدهار».

بدورها ثمنت المستشارة ميركل زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى بلادها، ورحبت في الكلمة التي ألقتها بضيف البلاد، وعبرت عن سرورها باستقبال الملك عبد الله بعد أن قامت في وقت سابق بزيارة للمملكة، منوهة بما وجدته من حفاوة خلال تلك الزيارة.

وقالت ميركل «نحن على يقين من أن العلاقات القائمة بين بلدينا حتى الآن لم تستنفد كل الامكانات الكامنة في هذه العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية المانيا الاتحادية، ولذلك فإننا نرى أن تكون هذه الزيارة، يا خادم الحرمين الشريفين، مؤشرا وانطلاقة إلى تعميق وتعزيز هذه العلاقة. وهذا ينطبق على الجانب الأمني وأيضا العلاقات الخارجية. كما ينطبق على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وينطبق كذلك على مجال العلم والثقافة».

وأضافت «وفي خلال انتقالنا من أرض المطار إلى هذا المكان في المستشارية استعرضنا أيضا شتى المسائل التي تشغل بالنا حاليا في العالم. ونحن نعلم يا خادم الحرمين الشريفين أنكم تكرسون جهودكم لحل النزاعات بالطرق السلمية، ولذلك فإننا نود أن نتعاون معكم في هذا الطريق لحل كل المشاكل بالطرق السلمية، وهذا لا ينطبق فقط على منطقتكم بل وعلى العالم كله».

وأردفت مستشارة المانيا قائلة: «إنني في الحقيقة يا خادم الحرمين الشريفين أعرف أنكم بهذا الدور تقومون بتوطيد العلاقات وتحسينها بين البلدان كلها، وهذا الدور يتمثل في أن كلمتكم مسموعة في العالم في هذا المجال، وقد تابعنا باهتمام كبير أيضا لقاءكم مع البابا في روما، الذي كان لقاء مثمرا، كما نعلم أنكم تؤيدون دائما الحوار بين الديانات لحل كل المشاكل والمسائل».

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد بدأ أمس زيارة دولة إلى ألمانيا الاتحادية، تستغرق عدة أيام تأتي تلبية لدعوة رسمية تلقاها من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، حيث وصل في وقت لاحق من أمس إلى العاصمة برلين، يرافقه الوفد السعودي الرسمي، وحشد كبير من الاقتصاديين والخبراء السياسيين والمستشارين في مختلف القضايا.

وكان في استقباله بمطار تيجل العسكري مستشارة ألمانيا الاتحادية انجيلا ميركل، وصافح الملك عبد الله مستقبليه الدكتور أسامة شبكشي سفير السعودية لدى ألمانيا، والأمير منصور بن فرحان آل سعود سفير السعودية لدى التشيك، وفيصل هاشم سفير السعودية لدى المجر، والدكتور ناصر البريك سفير السعودية لدى بولندا، ووليد الخريجي سفير السعودية لدى هولندا، وعميد السلك الدبلوماسي لدى ألمانيا سفير جمهورية مصر العربية محمد عرابي، وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومندوب جامعة الدول العربية، غادر بعدها خادم الحرمين الشريفين مطار تيجل في موكب رسمي تصحبه المستشارة ميركل إلى مقر المستشارية.

وبعد وصوله إلى مقر المستشارية، صافح الملك عبد الله بن عبد العزيز كبار مستقبليه من الحكومة الألمانية، كما صافحت المستشارة انجيلا ميركل أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين، وتم عزف السلامين الوطنيين للبلدين، ثم استعرضا حرس الشرف. كما أقامت مستشارة المانيا الاتحادية حفل غداء تكريما لخادم الحرمين الشريفين.

إلى ذلك ذكرت مصادر دائرة المستشارة ميركل أن الملك عبد الله يضع خطته للسلام في الشرق الأوسط في مقدمة قضايا الحوار الذي سيخوضه مع المستشارة ورئيس الجمهورية وممثلي الاقتصاد والعدل الألمان. ويتابع الملك عبد الله مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها الدول العربية في وقت تبدي فيه الإدارة الاميركية قناعتها في إمكانية التوصل إلى حل خلال فترة رئاسة الرئيس الحالي جورج بوش. وتطرح مبادرة السلام العربية على اسرائيل مفاتيح سلام عادل ودائم، واعتراف متبادل بينها وبين البلدان العربية، على درجات، ويلي الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وأقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتعتبر المملكة العربية السعودية الشريك الاقتصادي الثاني لألمانيا في الشرق الأوسط بعد إيران، مع ذلك تحتل ألمانيا المرتبة الخامسة في السعودية من ناحية الاستيرادات.

وبمناسبة زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي الثانية بعد زيارته لها عندما كان وليا للعهد، امتدحت الصحافة الألمانية الإصلاحات التدريجية التي ينفذها الملك عبد الله في المملكة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والقضائية. وأشارت اكثر من صحيفة إلى خطط بناء المدن الاقتصادية الست حتى 2020 واعتبرتها توظيفا في الاتجاه الصحيح. ومن أهم النقاط على جدول أعمال زيارة الملك عبد الله ـ عدا عن اللقاء مع المستشارة انجيلا ميركل ـ اللقاء الذي يجمعه مع الرئيس الألماني هورست كولر في القصر الجمهوري «بيلا فو». كما يؤدي الملك زيارة اليوم إلى بوابة براندنبورغ، التي تعتبر رمز التقسيم والوحدة الألمانية، بصحبة عمدة برلين الاشتراكي كلاوس فوفيرات، ويسجل اسمه بعدها في «كتاب برلين الذهبي» في دار البلدية الحمراء.

وكان الملك عبد الله راعي اتفاقية التعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وألمانيا، التي وقعت في ابريل (نيسان) 2006. واصبح من الممكن، حسب بنود الاتفاقية فتح المراكز الثقافية المتبادل بين الطرفين، تبادل البعثات الطلابية ومنح الدراسات العليا للسعوديين الراغبين في الدراسة في ألمانيا.

يذكر أن انجيلا ميركل أدت زيارة رسمية إلى الرياض في شهر فبراير (شباط) الماضي والتقت بخادم الحرمين الشريفين. ومهد وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير للزيارة بثلاث زيارات متتالية إلى المملكة في العام الماضي.

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز قد اختتم زيارته الرسمية لإيطاليا، حيث غادر روما بعد ظهر أمس، وتقدم مودعيه بمطار شمبينو العسكري رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، الذي صافح خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله إلى المطار، فيما صافح الملك عبد الله مودعيه من كبار المسؤولين الإيطاليين وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى إيطاليا، واستعرض حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، وعند سلم الطائرة ودع رئيس وزراء إيطاليا أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين.

كما كان من بين مودعي الملك عبد الله، كل من السفير الدكتور محمد الجارالله سفير السعودية لدى إيطاليا، والسفير الإيطالي لدى السعودية إيو جنينيودي أيوري، ورئيس المراسم بالجمهورية الإيطالية فيس كونتي ووزير التشريفات باستيا نيللي، وقد ودع رئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز متمنيا له ولمرافقيه سفرا سعيدا.

ويضم الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين كلاً من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الوزير المفوض بمكتب وزير الخارجية، والأمير المقدم طيار تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، والأمير محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، والدكتور غازي القصيبي وزير العمل، والدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام، والشيخ مشعل العبد الله الرشيد، وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي، ومحمد الطبيشي رئيس المراسم الملكية، وإبراهيم الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، والدكتور فهد العبد الجبار مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية، وخالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي، وعادل الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية، والفريق أول حمد العوهلي قائد الحرس الملكي، والدكتور أسامة شبكشي سفير السعودية لدى ألمانيا.