موفدان رئاسيان فرنسيان في بيروت غدا لمتابعة تنفيذ «خريطة الطريق» المتفق عليها مع دمشق

عقب تبلغ باريس «تنازل» دمشق عن المطالبة بتسمية الرئيس اللبناني

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في باريس أن أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار بوريس بوايون، المولج الملف الرئاسي في قصر الأليزيه، سيزوران بيروت غدا في مهمة جديدة لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

وتأتي مهمة غيان وبوايون استكمالا للزيارة التي قام بها الأول مع جان كلود ليفيت، المستشار الدبلوماسي الرئيسي للرئيس الفرنسي ساركوزي الى دمشق الأحد الماضي، فضلا عن ذلك، تعقب الزيارة القمة الفرنسية ـ الأميركية التي كان الملف اللبناني من ضمن ما تم بحثه خلالها وصولا الى خطة تحرك مشتركة بين باريس وواشنطن لم تنجح العاصمتان في التوصل اليها في الأسابيع الماضية. وما زالت فرنسا تأمل في الوصول الى تنفيذ «خطة الطريق» التي تفيد أوساط متطابقة في باريس بأن المبعوثين الرئاسيين الفرنسيين توصلا اليها مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأساس الخطة هو قيام البطريرك الماروني نصر الله صفير بطرح لائحة من المرشحين الرئاسيين (خمسة أسماء) تنقل الى زعيمي الأكثرية والمعارضة النائب سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري يختاران منها اسمين يتم عرضهما على مجلس النواب الذي يصوت عليهما لاختيار الرئيس العتيد. وبحسب مصادر سياسية ودبلوماسية متطابقة، فإن هذه الخطة تشكل تقدما في التفاهم الفرنسي ـ السوري بعد الاجتماع الصعب الذي حصل بين السفير جان كلود كوسران ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

وتؤكد هذه المصادر أن الشرع «أفهم» كوسران أنه «يجب أن يعود لدمشق اختيار اسم الرئيس الجديد من ضمن اللائحة التوافقية». و«التنازل» السوري، كما شرح ذلك مصدر مقرب من «14 آذار» تمثل في أن دمشق «تخلت عن هذا الدور وأناطت المهمة ببري والحريري باعتبار أن حق الفيتو يمكن أن يمارسه الأول بالنيابة عنها». وتتداول الدوائر المطلعة في باريس لائحتين تنسبان الى بكركي رغم نفي أوساط البطريرك ذلك. وتضم اللائحة الأولى جوزيف طربيه، رئيس الرابطة المارونية ودميانوس قطار، وزير المالية السابق، وشكيب قرطباوي، نقيب المحامين السابق والنائب فريد الخازن من كتلة ميشال عون، وسيمون كرم، السفير السابق في واشنطن بينما تضم اللائحة الضيقة الوزير السابق ميشال إده والمرشح روبير غانم الذي ينتمي الى كتلة المستقبل ولكنه ترشح خارجها. وأفادت هذه المصادر أن النائب الحريري بادر حين اجتماعه بعون في باريس الأسبوع الماضي الى القول إن 14 آذار «لا يمكنها أن تصوت له» ومع ذلك.

وتؤكد المصادر المطلعة أن قوى 14 آذار «لم تقبل بعد الآلية» المذكورة سابقا ولا الأسماء المطروحة «لأنها تعتبر أن مرشحيها أي بطرس حرب ونسيب لحود «توافقيان» ولأن اللائحة «لا تتضمن أسماء من 14 آذار الذين ساروا على خطى البطريرك لإنجاح ثورة الأرز التي كان دعا اليها سنة 2000». وفي أي حال، تتخوف 14 آذار من الغرض السوري هو «تحميلها مسؤولية الفشل فإذا لم يسم البطريرك اللائحة يرسى الخطأ على الموارنة وإذا لم تقبل الأكثرية باللائحة كما هي معروضة ومن غير أسماء من بين صفوفها فإنها أيضا ستحمل مسؤولية الفشل».

وتؤكد المصادر المشار اليها الى أن البطريرك «يواجه ضغوطا من الفاتيكان وفرنسا وجهات عربية» من أجل أن يعلن موقفا ويتحمل مسؤوليته عن طريق اقتراح لائحة بأسماء المرشحين.

وتعتبر مصادر لبنانية في باريس أن البطريرك «طوى» صفحة قائد الجيش العماد سليمان بسبب المعارضة التي تلاقيها عملية تعديل الدستور لانتخابه رئيسا.

وكانت معلومات تحدثت في اليومين الأخيرين عن عودة الوزير كوشنير الى بيروت في مهمة جديدة وذلك قبل الاثنين المقبل، أي قبل الموعد المقرر لاجتماع مجلس النواب اللبناني. غير أن أوساطا سياسية في باريس ترى في دخول غيان وليفيت على خط الاتصالات رغبة من الرئيس الفرنسي بتسلم الملف اللبناني مباشرة.