بينما انتُخب الدكتور أحمد فتحي سرور رئيساً للبرلمان المصري للعام الـ 17 في أولى جلساته للعام البرلماني الجديد أمس، هاجم نواب من الحزب الحاكم والتجمع اليساري الحكومة، مطالبين إياها بإيضاح سياساتها والإنصات لصوت المعارضة، فيما خسر مرشحو الإخوان والمستقلين في منافستهم لمرشحي الحزب الحاكم على مقعد رئاسة مجلس الشعب والوكيلين. وجدد مجلس الشعب (المجلس الأول في البرلمان) المصري انتخاب «الدكتور سرور (65 عاماً)» رئيساً له أمس، ليصبح بذلك أكثر من شغل هذا المنصب منذ إنشاء البرلمان المصري قبل نحو 100 سنة، وذلك بعد منافسة ضعيفة من جانب المعارضة التي تستحوذ على نحو 25% من مقاعد المجلس، وفيما يفتتح الرئيس المصري حسني مبارك، أعمال البرلمان رسمياً في جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشورى (المجلس الثاني في البرلمان) يوم الأربعاء المقبل، استبق نواب بارزون من الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) والمعارضة، بطلبات لمساءلة الحكومة عن قضايا ذات طابع اقتصادي، وقالت الحكومة إنها «تتطلع إلى دعم ومساندة البرلمان» و«مد يد العون» لها.
وفاز مرشح الحزب الوطني لرئاسة مجلس الشعب، الدكتور سرور، الذي يشغل رئاسة المجلس منذ عام 1990، على منافسه المعارض، صبحي صالح (من جماعة الإخوان)، بـ 332 صوتاً مقابل 87 صوتاً، وبلغ عدد من أدلوا بأصواتهم في جلسة أمس 420 من إجمالي عدد مقاعد المجلس الـ454.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس حسني مبارك كلمة في الجلسة الرسمية لافتتاح أعمال الدورة البرلمانية الثالثة من الفصل التشريعي التاسع، ومدتها (الدورة) 5 سنوات، وبدأت في نهاية عام 2005 بفوز مرشحي جماعة الإخوان، التي تتعامل معها الحكومة باعتبارها «جماعة محظورة» بـ20% من مقاعد المجلس، وخسارة مرشحي غالبية أحزاب المعارضة الرسمية، إذ يمثلها فقط حزبا «الوفد الجديد (ليبرالي)» و«التجمع (يساري)» بنسبة 0.01%. وفي بداية جلسة الإجراءات التي انعقدت في مجلس الشعب أمس، برئاسة المستشار محمد جويلي، أكبر الأعضاء سناً، لانتخاب رئيس للمجلس ووكيلين له، كشفت مصادر بالبرلمان عن تقديم رئيس ديوان رئيس الجمهورية، عضو الأمانة العامة للحزب الحاكم، النائب الدكتور زكريا عزمي، ثلاثة أسئلة لكل من رئيس مجلس الوزراء، الدكتور أحمد نظيف، ووزير الزراعة، أمين أباظة، قال فيها إنه..«لوحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع أسعار السلع بشكل مخيف.. كيف يتسنى للمواطنين الكادحين مواجهة ذلك وخاصة في السلع الأساسية؟»، بينما تقدم وكيل لجنة الشؤون العربية، حيدر بغدادي، النائب عن الحزب الحاكم، بطلب إحاطة موجه للدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية، يدور حول مديونيات بنك القاهرة قبل قرار الحكومة ببيع حصة منه للقطاع الخاص. وفي كلمة ألقاها في مجلس الشعب أمس دعا رئيس لجنة النقل والمواصلات، النائب عن الحزب الحاكم، حمدي الطحان، زملاءه من أعضاء المجلس لـ«التخلص من أية ضغوط قد تمارس علينا»، في إشارة، على ما يبدو، إلى ما قالت المعارضة في الدورة البرلمانية الماضية إن ضغوطاً مورست على البرلمان للحيلولة دون اتخاذ إجراءات قاسية ضد الحكومة عقب إدانة لجنة تقصي حقائق برئاسة «الطحان» لها، في حادث غرق نحو ألف مواطن مصري في البحر الأحمر كانوا على متن عبارة قادمة من السعودية العام الماضي، مملوكة لنائب سابق عن الحزب الحاكم بمصر.