الأمير نايف: الإرهاب ظاهرة عالمية تهدد الوجود الإنساني ومواجهته تستوجب عملا أمنيا حازما وجهدا فكريا وإعلاميا

TT

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن مواجهة الجريمة وفي مقدمتها جريمة الإرهاب التي لم تكن الدول العربية بمنأى عن خطرها ومخاطرها «تتطلب من الجميع تعاونا جادا لحماية مجتمعاتنا من هذه الآفة الخطيرة التي يحاول أربابها التأثير على الشباب من ذوي الثقافات المحدودة وغيرهم ممن يسهل التأثير عليهم ودفعهم الى بوتقة الإرهاب».

واضاف في كلمة ألقاها بعد افتتاحه مساء أول من أمس أعمال الاجتماع المشترك بين أجهزة الاعلام الأمني ووسائل الاعلام العربية الذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وتستضيفه المملكة بمدينة الرياض، واختتم أعماله أمس، بالقول «وكما أن لهذه الجريمة الخطيرة بعدها الفكري الذي قاد بالتالي الى فعل إجرامي أشد خطرا، مما جعل من الإرهاب ظاهرة عالمية، تهدد الوجود الإنساني، وتستوجب مواجهتها الى جانب العمل الأمني الحازم، بجهد فكري وإعلامي فاعل ومنظم يعزز الجهد الأمني في أطواره الوقائية والعلاجية للتصدي لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم، وهو ما يؤكد العلاقة التكاملية بين المؤسسات الأمنية وكافة مؤسسات المجتمع وهيئاته، وفي مقدمتها المؤسسات الإعلامية في مكافحة العنف والإرهاب والتطرف الفكري والسلوكي». وأمل وزير الداخلية السعودي أن يسهم الاجتماع المشترك في تعزيز التعاون بين أجهزة الأمن ووسائل الإعلام على النحو الذي يجمع بين مهارة الفعل الأمني وفاعلية الكلمة الأمينة في مواجهة الجريمة «التي تنال من أهم نعمة أنعم الله بها علينا بعد نعمة الإيمان وهي نعمة الأمن التي بها تستقيم الحياة وتعمر الأوطان وفي ظلها ينصرف الناس إلى معايشهم آمنين مطمئنين وفي غيابها لا سمح الله تفقد الحياة معناها وتتعثر مسيرة العطاء وتتعطل المصالح وتتوقف معطيات الإبداع الإنساني».

وشدد إلى أن المتغيرات الدولية المحيطة بالأمن العربي «تتبع بالتالي تغيرات تؤثر في البناء الاجتماعي لدولنا بشكل مباشر أو غير مباشر وتنعكس آثارها السلبية على أسس مجتمعاتنا العربية الفكرية، والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية وسلوكيات الناس وتوجهاتهم وهو أمر يستوجب بالضرورة قيام فهم مشترك وتعاون مثمر بين أهم عناصر مواجهة هذه المتغيرات»، معنيا بذلك «أجهزة الأمن وأجهزة الإعلام» على أساس تطوير مهارات هذه الأجهزة وتعزيز جهودها في التعامل مع الجرائم المستحدثة في بعدها الفكري وبعدها الإجرائي على حد سواء.

ودعا الأمير نايف إلى تفعيل دور المواطن العربي في منع وقوع الجريمة والإبلاغ عنها، وقال «إن دور المواطن العربي بالغ الأهمية في منع وقوع الجريمة والإبلاغ عنها إذا وقعت»، ووصفه بأنه «دور حيوي لا يمكن تجاهله»، مشيرا إلى أنه ركيزة أساسية في استراتيجيات المواجهة مع الجريمة «وهو دور يستوجب تفهم المواطن العربي له وإقتناعه بأهميته في المحافظة على أمنه وأمن مجتمعه ولذلك فنحن نعول كثيرا على وسائل الإعلام في القيام برسالتها المهمة في هذا الجانب، ومن ذلك تقليص الفجوة بين المواطنين واجهزة الامن من جهة وتبصير المواطنين بدورهم في الرسالة الامنية من جهة اخرى»، مؤكدا أن هذا الأمر مناط ايضا بتفهم وسائل الاعلام لمسؤولياتها تجاه امن المجتمعات التي تنتمي اليها وتعمل في اطارها، كما ان للعلاقة التكاملية بين اجهزة الاعلام وبين اجهزة الامن دورا مهما في تحقيق ما هو مطلوب من هذه الاجهزة تجاه أمننا العربي والمحافظة عليه بعيدا عن التضاد وانتقاص كل طرف لدور الطرف الاخر أو القاء التبعات عليه.

من جهة أخرى تضمنت التوصيات النهائية للاجتماع الأمني الإعلامي المشترك في ختام أعماله أمس، عدة نقاط، منها: دعوة أجهزة الاعلام الأمني التابعة لوزارات الداخلية ووسائل الاعلام في الدول العربية إلى تشكيل لجان وطنية مشتركة تجتمع بصفة دورية لبحث الوسائل الكفيلة بتعزيز الثقة والعلاقة بين الطرفين وتطويرها بما يساعد على تكوين رؤية مشتركة للاحداث وكذلك ضمان المصداقية والشفافية وتقديم الرسالة الاعلامية على المستوى المنشود وكذلك دعوة وسائل الاعلام العربية الى تكثيف التوعية الامنية لافراد المجتمع بما يسهم في الوقاية من الجريمة ومكافحتها.

كما اوصى الاجتماع بدعوة وسائل الاعلام العربية إلى المساهمة في توعية الرأي العام بالدور الوطني الذي يقوم به رجل الامن في ضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم والحفاظ على مقومات البلاد واستقرارها، وتوفير الاجواء اللازمة لتقدمها وازدهارها إلى جانب دعوة أجهزة الاعلام الامني ووسائل الاعلام في الدول العربية إلى التعاون والتنسيق مع المؤسسات الاخرى الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية وهيئات المجتمع المدني المختلفة لتعزيز التوعية وضمان المشاركة الفاعلة للمواطن في مواجهة الجريمة.

ودعا وزارات الداخلية في الدول العربية إلى تعيين ناطق رسمي للتعاطي مع وسائل الاعلام العربية وتزويدها بالمعلومات المطلوبة بالسرعة اللازمة وبالشفافية المنشودة.

وأكد الاجتماع أهمية العمل بميثاق الشرف الاعلامي العربي والالتزام ببنوده كافة مع دعوة الجهات المعنية في وزارات الداخلية بالدول العربية إلى السعي لتعيين العاملين في أجهزة اعلام الامني من بين المتخصصين في العمل الاعلامي والحرص على اخضاعهم لدورات تدريبية متكررة لضمان تعاملهم مع وسائل الاعلام بالصورة المطلوبة بالإضافة إلى دعوة وسائل الاعلام في الدول العربية إلى العمل على إعداد وتأهيل وتدريب محررين متخصصين في العمل الامني بما يكفل عرض الاخبار والمعطيات الامنية على الشكل الصحيح والمناسب. وحث وسائل الاعلام في الدول العربية على الاستفادة من الاصدارات التي تعدها وزارات الداخلية العربية والامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وجامعة نايف العربية للعلوم الامنية في مجالات التوعية الامنية المختلفة مطالبا الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتنظيم اجتماع دوري لاجهزة الاعلام الامني ووسائل الاعلام العربية.