الجيش الإسرائيلي متنبئا بفشل مؤتمر أنابوليس: حظوظ نجاحه صفر

مشروع بيان في الكنيست يرفض تقسيم القدس

شبان فلسطينيون يرشقون آلية للجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة للاجئين (رويترز)
TT

مع الاقتراب من موعد انعقاد مؤتمر أنابوليس المتوقع في نهاية الشهر الجاري، يصعد الجنرالات الاسرائيليون من تصريحاتهم التشاؤمية وتشكيكهم في هذا المسار. وقد أعرب ضباط كبار في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي عن تصورهم بأن مؤتمر أنابوليس سيفشل واحتمالات نجاحه تقارب الصفر، وذلك لأن السلطة الفلسطينية ـ حسب رأيهم ـ لا تستطيع فرض سيطرتها على الشارع الفلسطيني، ولا حتى على أنصارها من حركة فتح. وقد أزعج هذا الموقف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، الذي سارع الى الرد عليه قائلا: «ان فشل أنابوليس سيكون كارثة ليس فقط للفلسطينيين، بل أيضا للاسرائيليين».

ويأتي تصريح جنرالات الاستخبارات العسكرية، ضمن مسلسل تصريحات متشائمة يطلقها قادة الجيش باستمرار منذ بدء لقاءات القمة الإسرائيلية الفلسطينية. وقال ضباط في الاستخبارات العسكرية لصحيفة «هآرتس» أمس، انه حتى لو كانت هناك بداية ناجحة للمسار السياسي الحالي، فإن السلطة الفلسطينية لن تستطيع الإيفاء بالتزاماتها الأمنية. لأنها لا تفرض سيطرتها. ولا تؤثر على نشطائها السياسيين ولا على المسلحين من «كتائب شهداء الأقصى» وغيرها من التنظيمات التابعة لحركة فتح أو غيرها. وقد أصبحت السلطة في نظر الفلسطينيين اليوم ـ كما قال هؤلاء الجنرالات ـ مجرد دافع رواتب وظيفتها دفع الراتب الشهري لمئات ألوف العاملين في الجهاز الحكومي.

وانضم الى هؤلاء الجنرالات، مجموعة من القادة السابقين للجيش الذين كانوا قد شاركوا في المفاوضات القديمة مع الفلسطينيين، فأعربوا عن قلقهم من شيء آخر في المسار الحالي. وقالوا إن الطاقم الاسرائيلي المفاوض حاليا، يعاني من قلة التجربة، بينما الطاقم الفلسطيني برئاسة أحمد قريع (أبو العلاء)، هو طاقم متمرس أمضى شهورا وسنين في المفاوضات مع اسرائيليين. وكان وزير الدفاع ايهود باراك، الذي يتبنى موقف الجيش قد صرح الليلة قبل الماضية، بأن حكومة اسرائيل تبذل كل ما في وسعها لتحقيق السلام، ولكنها يجب ان تكون مستعدة دائما للحرب. وقال ان «اسرائيل تتقدم للسلام وهي مفتوحة العينين، وأقدامها راسخة في الأرض، واليد اليسرى تقلب كل حجر بحثا عن فرصة سلام، وفي الوقت نفسه اليد اليمنى على الزناد لواجهة أي خطر».

وكشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس، ان وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الاسرائيلية زعيم حزب «اسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان يسعى من طرفه لإجهاض مؤتمر أنابوليس، ويحاول التنسيق في ذلك مع حزب يميني آخر في الحكومة، هو حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» ومع عدد من نواب الحزب الحاكم «كديما». وسيعقد ليبرمان لقاء مع رئيس الوزراء ايهود أولمرت اليوم، ليطرح أمامه عددا من الخطوط الحمراء في المفاوضات مع الفلسطينيين. وسيقول له، حسب مصادر مقربة منه، انه ونواب حزبه لن يوافقوا على أن يتطرق البحث في أنابوليس للقضايا الأساسية مثل حدود الدولة الفلسطينية والقدس واللاجئين.

من جهة ثانية، تمكن نائب يميني من حزب الليكود المعارض، يسرائيل كاتس، من جمع تواقيع ثلاثة أرباع أعضاء الكنيست (90 من مجموع 120 نائبا)، على بيان يعلنون فيه رفضهم أية تسوية تؤدي الى تقسيم القدس، وجعل الشق الشرقي منها عاصمة للدولة الفلسطينية. ومن بين الموقعين وزيران هما زئيف بويم من حزب «كديما» ويعقوب ادري من حزب العمل، و14 نائبا منهم أعضاء في حزب «كديما».

ويحاول أولمرت، من جهته مجابهة هذه المعارضة بمساعدة رئيس الدولة شمعون بيرس، ووزير الدولة حايم رامون، بالتأكيد على ان هذه فرصة يحظر على اسرائيل اضاعتها. وقال بيرس أمس، انه يعتبر فشل أنابوليس كارثة لإسرائيل لأنها تدمر فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل بين اسرائيل والعرب. وقال انه تحدث مع عدد من القادة العرب في الأيام الأخيرة، فوجد لديهم ثقة وأملا كبيرين حول أنابوليس. وقال رامون ان انابوليس ستكون بداية، فيها يتم توثيق وتكريس الأمور المتفق عليها. وأما الأمور المختلف عليها فإنها ستبحث في جولات المفاوضات اللاحقة. ولذلك حسبما أضاف قائلا: ليس هناك ما يقلق اسرائيل.