عباس يطلب «الهداية» لحماس في مهرجان لمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل عرفات

قال إن انفصال غزة لن يتحقق واعتبر مؤتمر أنابوليس «فرصة تاريخية»

عنصر من قوى الأمن الفلسطينية يقف أمام صورة ضخمة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أ ب)
TT

شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوما عنيفا جديدا على حركة حماس، متهما اياها بالسعي لاحداث انفصال في قطاع غزة، وقال عباس في المهرجان المركزي في مقر المقاطعة في رام الله لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «ان حماس لن تستطيع تحت دعوى الرغبة في الحوار غير المشروط، كما تزعم ألسنتهم، وبهدف التضليل والتعمية، أن تُخفي حقيقة ما تصنعه أيديهم على الأرض، بالتسريع في إقامة كيان انفصالي معزول، تهيمن عليه فئة تنكرت للديمقراطية وللقيم التي رسّخها نضالنا المعاصر بقيادة أبو عمار». وتطرق عباس كذلك الى المسار السياسي قائلاً «إن المخاض العسير الذي تمر به قضيتنا اليوم، هو مخاض ولادة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». واعتبر ابو مازن ان السلام والأمن لا يمكن أن يتحققا في ظل استمرار الإجراءات العدوانية، كما اعتبر مؤتمر انابوليس «فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط لتحقيق الأمن والسلام لنا وللإسرائيليين ولدول وشعوب المنطقة».

وقال ابو مازن متوجها الى حماس «عليهم أن يفهموا أن عودتهم وتراجعهم عن انقلابهم الأسود هو الطريق الوطني الأمثل والأنجح لعودة اللحمة والوئام»، مؤكدا إن «الانفصال لن ينجح ولن يجد له مكاناً على أرضنا، وهذا هو عهدنا لشعبنا البطل في ذكرى بطل شعبنا أبو عمار».

وعند هتاف الالاف من انصار فتح ضد حماس في غزة، قال عباس «نريد لهنية أن يصلح الله حاله، وأن يهديه الصراط المستقيم، نحن لا ندعو عليهم، بل ندعوا لهم بالهداية» وتابع «اللهم اهد قومي، فإنهم لا يعلمون» وكررها مرتين، (في اشارة الى حماس)، ثم واصل قوله «إنهم جزء من شعبنا ونطلب منهم العودة عن أخطائهم، فكل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون».

وتطرق ابو مازن في خطابه الى حياة ومواقف عرفات، وخاطبه قائلا «أنت من قال إن البندقية وحدها هي قاطع طريق، وإهدارٌ لكفاح شعبنا، إن لم تتوجه نحو حل سياسي يقطف ثمار الكفاح، وأنت من رفض الرضوخ لجميع المزايدات التي حاولت ان تطعن في الوطنية الفلسطينية». وتابع «انت من، بوعي المؤمن بربه ثم بوطنه وشعبه، رفضتَ وبحزم الانجرارَ إلى استعمال ديننا الحنيف كأداة سياسية لتبرير مواقفك، التي تتبدل حسب الظروف والأحوال، او للتغطية على أي خطأ نقترفه» وقال «وانت من أنكرتَ بشكل تام اللجوء الى تخوين من يخالفك الرأي أو تكفيرِ من يعارضك في السياسة أو المعتقد» في اشارة لحماس.

وقال عباس موجها كلامه لحماس مرة اخرى «ان الذين طعنوا الديمقراطية في صميمها بالأمس القريب، وفضلوا طريق الانقلاب العسكري على طريق الحوار، تناسوا ان بذور الديمقراطية التي زرعها عرفات سوف تعود الى الازدهار من جديد، ولن تستطيع تلك القوى الظلامية التي تحاول مصادرةَ تاريخنا وإغلاقَ المنافذِ أمام مستقبلنا، لن تستطيع ان تمحو مآثر ابو عمار».

ووجه ابو مازن في الخطاب كلاما لاهالي قطاع غزة قائلا «نقول لأهلنا في غزة إن هذه المؤامرة الانقلابية على وحدة وطننا ومستقبل شعبنا لن يكون مصيرها غير الفشل، ولن نسمح بتجويع أهلنا وتدمير اقتصادنا في القطاع وتحويله إلى سجن جماعي في ظل الحصار الإسرائيلي وبطش الزمرة الانقلابية».

وقد شارك عشرات الالاف من الفلسطينيين في الاحتفال المركزي الذي نظم في المقاطعة برام الله احياء لذكرى رحيل عرفات الذي توفي في العام 2004، اثر اصابته بمرض غامض. وتوافد الفلسطينيون منذ الصباح من مختلف مدن الضفة الغربية الى رام الله، حيث وفرت حركة فتح حافلات خاصة لنقل الراغبين في المشاركة في الاحتفال.

وضاقت ساحة المقاطعة التي كانت مخصصة مهبطا لطائرة عرفات، بالحضور حيث قدر عدد الذين لم يتمكنوا من دخول الساحة بأضعاف عدد المتواجدين داخلها، وانتشرت قوات الامن الفلسطيني على كافة المحاور وأغلقت الطرق على مسافات بعيدة من المقاطعة.

وعلقت صور ضخمة لعرفات وعباس على جدران المقاطعة والمباني الملاصقة، في اشارة الى تعهد الرئيس الحالي بمواصلة الطريق الذي قطعه عرفات.

وبينما كان الفلسطينيون يحيون الذكرى الثالثة لرحيل زعيمهم، انشغل التلفزيون الاسرائيلي كذلك صباح امس بالحديث عن ذكرى عرفات، وخصص مساحات للحديث عن سيرة ياسر عرفات.

وفيما شرع قادة اسرائيليون بالاستهزاء والاستخفاف بفرضية اغتيال اسرائيل لعرفات، علق صحافيون اسرائيليون قائلين ان وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية كانت رفيعة الاخلاق في التعامل مع مرض شارون، قياسا «بالانحطاط» الذي تعاملت به وسائل الاعلام الاسرائيلية لحظة مرض ووفاة الرئيس الفلسطيني.