السلطة تطالب إسرائيل بالإفراج عن أسرى «نوعيين» قبل مؤتمر أنابوليس

«الشاباك» يدرس إعادة تعريف المعتقل «الملطخة يداه بالدماء» > إسرائيل تمنع قريع من دخول القدس

TT

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس إن السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل الإفراج عن 2000 أسير «نوعي»، ما يعني ان «أيديهم ملطخة بالدماء» وفق التعبير الاسرائيليي، كجزء من بادرات النوايا الطبية قبل مؤتمر أنابوليس.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله، «أن إسرائيل ستحرر «سجناء»، لكن ليس بهذه الأعداد الكبيرة التي يطرحها الجانب الفلسطيني.

وحسب الصحيفة، فإن الطلب قدمه الرئيس الفسلطيني محمود عباس أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أثناء اللقاءات الأخيرة بين الرجلين.

وتشير الصحيفة، الى أنه وخلافا للطلبات السابقة، فإن الجانب الفلسطيني يطالب بتحرير أسرى «ايديهم ملطخة بالدماء». وقال المصدر الأمني الكبير «ان الطلب يدل على سقف التوقعات العالي لدى السلطة الفلسطينية بشأن المبادرات الاسرائيلية الطيبة قبل المؤتمر». وقالت الإذاعة الاسرائيلية امس انه عُلم أن جهاز الأمن العام الاسرائيلي «الشاباك» بدأ يدرس طلب إعادة تعريف المصطلح الاسرائليي (مخرب يداه ملطخة بالدماء)، تمهيداً لإطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم هذا التعريف في إطار بادرات حسن النية التي تنوي الحكومة تقديمها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وذكر مصدر أمني أن جهاز «الشاباك» ينظر بإيجاب في هذا الطلب، إلا أنه أكد أن التعريف الجديد لن يسمح على أي حال بالإفراج عن «المخربين القتلة» أو معاونيهم المباشرين. وترفض اسرائيل على الدوام اطلاق سراح اسرى فلسطينيين متهمين بقتل اسرائيليين، وتعتبرهم «مخربين ملطخة ايديهم بالدماء»، وقد يتيح اي تعديل من الشاباك اطلاق سراح بعض المشاركين غير المتهمين بالقتل المباشر، حسب توقعات فلسطينية، على الاقل قبل مؤتمر انابوليس، اذ تعتبر اسرائيل كل مشارك في عملية قتل فيها اسرائيلي، بالتخطيط، او الموافقة، او المشاركة حتى غير المباشرة، مثل تأمين الاقامة أو الوصول، مسؤولا مباشرا (ملطخة يداه بالدماء). واضافة الى تحرير الأسرى، كتبت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني طرح ايضا مطالب: «لم شمل» العائلات، وتجميد البناء في المستوطنات، وازالة مواقع استيطانية غير قانونية، وتوسيع الصلاحيات الامنية للسلطة الفلسطينية في المدن، وازالة حواجز وتحسين حرية الحركة في الضفة، وهي قضايا اشكالية حتى اللحظة.

وقد اتهم صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، اسرائيل بعدم التزامها بتعهداتها بوقف النشاطات الاستيطانية وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدس الشرقية اضافة الى التزامات أخرى. ودعا عريقات خلال اجتماعه امس بالمبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك أوت، اللجنة الرباعية إلى تحمل مسؤولياتها ووضع الرقابة على الجانبين في تنفيذ ما عليهما من التزامات.

من جانب آخر، منعت إسرائيل ليلة أمس رئيس طاقم المفاوضات الفلسطينية، أحمد قريع، من دخول مدينة القدس للمشاركة في اجتماع كان مقررا بين طاقمي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي.

وقال مساعدو قريع لـ«الشرق الأوسط» إن الجنود الإسرائيليين تعمدوا إرجاع أبو علاء، ومنعه من دخول القدس، فانسحب الوفد المفاوض. وقالت المصادر إن الوفد سيمتنع عن لقاء الإسرائيليين مؤقتا لحين بحث الإجراءات اللازمة. وعلم أن الجنود الإسرائيليين أعادوا قريع من على حاجز الزعيم، شرق مدينة القدس، ومنعوا السيارة التي كان يستقلها من المرور للمشاركة في الاجتماع، من دون ابداء الأسباب.

وقال مساعدو قريع Nن الوفد الفلسطيني الذي عاد الى رام الله سيعقد سلسلة اجتماعات ويجري مشاورات مع الرئيس محمود عباس الذي وصل الى القاهرة من اجل بحث سبل الرد. وقالت مصادر اسرائيلية إن وزيرة الخارجية الاسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات الاسرائيلي، تسيبي لفني، سارعت بالاتصال برئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع، واعتذرت له عما حصل، وقالت «إنها ستعالج ما جرى من منع لأبو علاء على الحاجز العسكري»، لكن مساعدي قريع اعتبروا أن أي مبرر سيسوقه الاسرائيليون هو «عذر أقبح من ذنب».