نصر الله: بقاء حكومة السنيورة أسوأ من فراغ يتأتى عن عدم انتخاب رئيس

قال إن رئيس الجمهورية والعالم كله لن يستطيع تنفيذ القرار 1559 في بند سلاح المقاومة

شبان من مؤيدي حزب الله يلوحون باعلام الحزب وهم يستمعون امس الى خطاب امين عام الحزب حسن نصرالله، منقولا اليهم عبر شاشة تلفزيونية واسعة (رويترز)
TT

أعلن الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ان المناورة التي نفذتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان اخيرا كانت «حقيقية وجدية وكبيرة» وان «الرسالة فهمتها اسرائيل وفهمها العالم، وهي ان المقاومة تملك السلاح اللازم والكافي وانها جاهزة للدفاع عن كل لبنان وليس فقط الدفاع انما متوثبة لصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة».

وقال نصر الله الذي كان يتحدث عبر شاشة عملاقة الى جمهور احتشد امس في الضاحية الجنوبية لبيروت لإحياء «يوم الشهيد»: «ان البعض لأنه لا يرى اسرائيل عدوا حاول ان يقدم مناورة المقاومة على انها رسالة الى الداخل». واذ كرر القول انه «لو جاء العالم كله فلن يستطيع تطبيق القرار 1559 في بند سلاح المقاومة، وليس رئيس الجمهورية»، اكد «ان المعارضة لن تعترف برئيس ينتخب بالنصف زائدا واحدا». وشدد على «التوافق» قائلا: «في حال عدم التوافق اقترح اجراء انتخابات (نيابية) مبكرة مع تعهد الطرفين بتوفير النصاب للغالبية المطلقة التي تنتجها هذه الانتخابات» معتبرا الانتخاب بالنصف زائدا واحدا وبقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في السلطة «اسوأ من الفراغ الذي قد يتأتى من عدم انتخاب الرئيس».

تطرق نصر الله الى «المناورات والاستعدادات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي منذ انتهاء عدوان يوليو (تموز) الماضي وإعادة التجهيز والترميم والتزود بالسلاح»، مستغرباً «عدم تعليق فريق السلطة في لبنان على هذه المناورات والانتهاكات الجوية الاسرائيلية المكثفة». وقال: «لكن بعدما علم في لبنان ان هناك مناورة كبيرة نفذتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان استيقظ الكثيرون، وبالخصوص فريق السلطة، وعلم او انتبه ان هناك مناورات اسرائيلية بفعل مناورات المقاومة».

وأضاف: «خلال الـ32 يوماً من عدوان يوليو (تموز) كنا نسمع من فريق السلطة دائما عبارة نحن نريد بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والوصول الى الحدود واستعادة قراري الحرب والسلم، والدولة وحدها هي التي تحمي لبنان. انتهت الحرب وبسطت الدولة اللبنانية كامل سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية. والمقاومة منذ ذلك اليوم لم تنفذ اي عملية في منطقة مزارع شبعا المحتلة، مع انها تحتفظ لنفسها بهذا الحق. والدولة تقول ان هذه الملفات بحوزتها ومسؤوليتها. وبعد مضي اكثر من عام نود ان نسأل فريق السلطة ماذا فعل وماذا انجز؟ وليس مهما ماذا انتج، المهم ماذا سعى؟». وتابع: «لا اريد ان اسألهم عن ملف الاسرى. هم ليسوا قادرين على فعل شيء. ملف الاسرى هو في عهدتنا وفي عهدة المقاومة. ونحن كررنا التزامنا. وسيعود الاسرى سمير (القنطار) وكل الاخوة مع سمير. ولكن في ملف مزارع شبعا وكفرشوبا ماذا فعلت هذه السلطة، مع العلم ان هذه السلطة تحظى باهم دعم اميركي وغربي ودولي في تاريخ لبنان؟».

وسأل نصر الله: «اذا كنتم على علاقة قوية ومتينة مع الادارة الاميركية الى هذا المستوى، واذا كان مجلس الامن يجتمع كلما اردتم، ماذا فعلتم حتى الان لتحرير مزارع شبعا وانتم تدعون دوما الى العمل الدبلوماسي؟».

وأعرب عن اسفه «لان موضوع المناورات الاسرائيلية بالنسبة الى بعض من هم في السلطة هو موضوع طبيعي وعادي». وقال: «المناورات الاسرائيلية لا تعني لهذا الفريق شيئاً، لأنهم لا يعتبرون اسرائيل عدوا. وقد قالوا ذلك في اكثر من مناسبة. ومن يعلن انه جزء من المشروع الاميركي في لبنان وفي المنطقة بشكل قهري وطبيعي، اذن هو لا يعتبر ان اسرائيل عدو. ولو اسأنا الظن اكثر سأقول ان بعض هذا الفريق فرح وسعيد بمناورات العدو في شمال فلسطين المحتلة لأننا نسمع كل يوم كلاما عن رهانات جديدة على حرب اسرائيلية على المقاومة وعلى المعارضة في لبنان، كما كانت هناك رهانات في يوليو (تموز) العام الماضي».

وأكد نصر الله «ان المناورة التي نفذتها المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان اخيرا هي مناورة حقيقية وجدية وكبيرة. هناك مقدار من الجهوزية اردنا ان يفهمه العدو وقد فهمه. وما اردناه من هذه المناورة هو ان نوصل رسالة واضحة الى العالم الذي يحاصرنا ولكنه في نفس الوقت يقدم احدث تكنولوجيا عسكرية لإسرائيل... لنقول لهذا العالم ولهذا العدو: هذه هي رسالة المناورة الحقيقية ان المقاومة في لبنان تملك العزم والإرادة وتملك الرجال وتملك السلاح اللازم والكافي».

كذلك أكد ان «المقاومة ستستمر بتحملها للمسؤولية طالما ان السلطة في لبنان لا تتحمل هذه المسؤولية». وأضاف: «ان الجيش اللبناني موجود عند الحدود بعد 14 اغسطس (اب) العام الماضي. وانا اسأل هذه السلطة: ماذا قدمتم للجيش اللبناني من تسليح ومن تجهيزات ومن عتاد ومن إمكانات ومن قدرة للدفاع عن مواقعه اولا فضلا عن الدفاع عن لبنان وعن الوطن وعن الشعب؟».

من جهة اخرى، شدد نصر الله على «اهمية الاستحقاق الرئاسي في لبنان والذي يحظى باهتمام عالمي اكثر من الانتخابات الرئاسية الاميركية علما ان صلاحيات الرئيس بحسب الدستور الجديد محدودة». وقال: «ان الموضوع لا يرتبط فقط بالرئيس وشخص الرئيس وصلاحيات الرئيس، وانما الرئيس الذي سينتخب الان، لان طريقة الانتخاب وروحية الانتخاب واسم الرئيس مؤشر الى المسار السياسي العام الذي سيتوجه اليه لبنان. يعني هل هو رئيس يقبل بحكومة استئثار او حكومة فريق، ام هو رئيس حكومة شراكة وطنية؟».

وأضاف: «مع الرئيس الجديد سيأتي قائد جديد للجيش وقادة للاجهزة الامنية، فكيف سيتصرف القائد الجديد للجيش وخصوصا انه حتى الان من اهم عناصر الاستقرار في البلد». وأشار الى «الذين يحلمون باستخدام الجيش ضد المعارضين وضد المقاومة»، قائلا: «اذا استأثر الفريق الاخر بالسلطة بعد انتخاب الرئيس وأصبح امام استحقاق تعيين قائد جديد للجيش، من الذي يضمن بقاء عقيدة الجيش؟».

واعتبر نصر الله انه «لا يمكن التسامح في قضية الاستحقاق الرئاسي ولا حل المسألة بطريقة المجاملات او الخجل». وأعلن: «نحن نريد رئيساً غير الذي يريده الاميركيون الذين لا يرون سوى رئيس لتنفيذ القرار 1559، اي انهم يريدون رئيس فتنة. أما آن لهم ان ييأسوا؟ انا قلت في بنت جبيل وأعود وأقول: لو جاء العالم كله لن يستطيع ان يطبق القرار 1559 في بند سلاح المقاومة. وهذا الموضوع ليس مزاحا ولا لعبا. نحن طرحنا رؤية وطنية وتنازلنا وقلنا ان سلاحنا قابل للحوار في اطار البحث عن استراتيجية دفاع وطني. الإسرائيليون انفسهم قالوا انه لا يوجد جيش في العالم يستطيع ان ينزع سلاح حزب الله. وأنا اقول لهم: نعم لا يوجد احد في العالم يستطيع ان ينزع سلاح حزب الله».

وجدد تحديه «للذين يدعون انهم اغلبية» ان يحتكموا الى الانتخابات المبكرة. واذ شدد على «ضرورة التوافق لاجراء الانتخابات الرئاسية بتوفير نصاب الثلثين» اكد «ان المعارضة لن تعترف بأي رئيس يأتي بالنصف زائدا واحدا وستعتبره غاصبا للسلطة».

واقترح نصر الله «في حال عدم التوافق، اجراء الانتخابات النيابية المبكرة، فإذا حصل اي طرف على الثلثين فليجتمع المجلس بالثلثين وينتخب رئيسا وعلى البقية ان تخضع للارادة». وأشاد بالرئيس اميل لحود وطالبه بـ«تحمل المسؤولية الوطنية التاريخية في ما تبقى من ايام رئاسته». وناشده أن «يقدم على خطوة او مبادرة وطنية انقاذية لمنع البلاد من الفراغ اذا لم يحصل توافق، فالانتخاب بالنصف زائدا واحدا هو اسوأ من الفراغ. وعدم انتخاب رئيس بالتوافق وبقاء السلطة بيد حكومة غير شرعية وغير مسؤولة (إشارة الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة) هو اسوأ من الفراغ».

وختم بالقول: «ان الرئيس لحود سيكون مؤتمنا على كامل مساحة الوطن اللبناني الذي لا يجوز لأحد ان يفرط به او ان يلقي به الى ايدي مجموعة من اللصوص والقتلة من اتباع المشروع الأميركي الصهيوني في لبنان».