مصر: بابا الأقباط يغادر المستشفى ويستكمل العلاج بمقره لـ3 أيام أخرى

غابت الاحتفالات عن استقباله خشية إصابته بالإرهاق

TT

بعد أربعة أيام قضاها بالعناية المركزة في أحد المستشفيات، عاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية إلى المقر البابوي بالعباسية (شرق القاهرة) صباح أمس». وغابت مظاهر الاحتفالات الكنسية والشعبية عن استقبال البابا بسبب تكتم المقربين منه لموعد خروجه من المستشفى حتى لا يصاب بالإرهاق من استقبال المهنئين بشفائه.

وفي تصريحات مقتضبة له لدى وصوله إلى مقره، أعرب البابا شنودة عن شكره للرئيس المصري حسني مبارك ورجال الدين الإسلامي على السؤال عنه خلال مرضه. وأكد شنودة، 84 عاما، أنه تجاوز الأزمة الصحية التي ألمت به يوم «الأربعاء» الماضي، موضحا أنه عانى من التهاب حاد في القناة المرارية، تسبب في نقله إلى المستشفى.

وأشار البابا شنودة ـ الذي اعتلى الكرسي البابوي عام 1971 ـ إلى إنه سيواصل عمله بشكل طبيعي خلال الفترة المقبلة، وقال «سأشارك في افتتاح الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى بعد غد (الأربعاء) التي سيحضرها الرئيس مبارك، وفي مساء اليوم ذاته سأحضر احتفال الكنيسة بذكرى تنصيبي (ذكرى اعتلائه الكرسي البابوي)، السادسة والثلاثين».

وعلى صعيد متصل، أعلن الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة، «أن البرنامج العلاجي لبابا الأقباط الأرثوذكس لم ينته»، مشيراً إلى أن البرنامج سيستكمل في المقر البابوي لمدة ثلاثة أيام أخرى، إلا أن يوأنس ـ وهو طبيب سابق قبل انخراطه في سلك الرهبنة ـ أكد استقرار حالة البابا واستجابته للعلاج، مؤكدا أنه سيخلد للراحة التامة حتى بعد غد (الأربعاء).

وقال يوأنس في تصريحات له أمس «إن برنامج العلاج يستهدف التأكد من استقرار حالة القناة المرارية والقضاء على حالة الالتهاب الحاد التي عانى منها البابا شنودة».

وكان شنودة قد نقل إلى مستشفى السلام الدولي بحي المهندسين بالجيزة (غرب القاهرة) فجر الأربعاء الماضي، إثر إصابته بالتهاب حاد في المرارة التي يعاني من وجود حصوة بها، حيث قضى أربعة أيام في العناية المركزة، تلقى خلالها علاجا باطنيا حذرا بسبب إصابته بمشاكل في الكلى.

وعاد شنودة إلى القاهرة يوم الثلاثاء الماضي قادما من رحلة علاجية بأميركا، هي الثالثة له هذا العام، أجرى خلالها فحوصات طبية، وتلقى خلالها علاجا لمشاكل في الكلى.

وتقيم الكنيسة الأرثوذكسية احتفالا بعد غد في دير وادي النطرون (150 كيلومترا شمال غربي القاهرة) في الذكري السادسة والثلاثين لاعتلاء شنودة الكرسي البابوي، بعد أن فشل مساعدو البابا في إقناعه بتأجيل هذه الاحتفالات أياما حتى تستقر حالته الصحية أكثر.

وتشمل هذه الاحتفالات صلاة كنسية في الدير بحضور ألف من الشخصيات العامة المسيحية والمسلمة، كما يلقي البابا كلمة كعادته عن الرهبنة في الدين المسيحي، كما يستقبل عددا من المهنئين.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مشاورات تدور حاليا داخل أروقة الكنيسة لإقناع البابا شنودة بعدم إلقاء كلمته في الاحتفال على أن يلقيها أحد معاونيه المقربين، أو جعلها كلمة قصيرة في حال إصراره على إلقائها بنفسه، كما سيقتصر عدد الذين سيلتقيهم البابا شنودة خلال الاحتفال على عدد محدود، حتى لا يصاب بالإرهاق.