مشرف يتعهد بإجراء انتخابات عامة قبل 9 يناير المقبل

الاستقالة من قيادة الجيش بعد البت بشرعية رئاسته

الرئيس الباكستاني برويز مشرف يمسح عرقه أثناء مؤتمره الصحافي أمس (رويترز)
TT

وعد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، باجراء انتخابات عامة في باكستان بحلول اوائل العام المقبل، وقال انه سيتم حل الجمعية الوطنية الباكستانية والمجالس الاقليمية خلال الايام القليلة المقبلة حتى يتسنى اجراء الانتخابات قبل التاسع من يناير (كانون الثاني) 2008.

الا أن مشرف لم يذكر موعدا معينا لإنهاء حالة الطوارئ التي أعلنت قبل أسبوع. ويقول دبلوماسيون ان هدف مشرف الرئيسي من فرض حالة الطوارئ، كان منع المحكمة من اصدار حكم بعدم شرعية اعادة انتخابه، وهو ما كان سيدعم احتجاجات المنافسين في انه لم يكن له الحق في خوض الانتخابات، وهولا يزال قائدا للجيش.

ونقلت وكالة رويترز عن مشرف قوله، إنه سيستقيل من منصبه كقائد للجيش، وسيؤدي اليمين كرئيس مدني بمجرد أن يبت القضاة الجدد الذين جرى تعيينهم في المحكمة العليا في مدى شرعية اعادة انتخابه في السادس من أكتوبر (تشرين الاول) رئيسا للبلاد.

وقال مشرف في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الرسمي «اتمنى ان يحدث ذلك بأسرع ما يمكن». وأضاف انه يتوقع ان يتم الافراج عن جميع الذين اعتقلوا خلال الاسبوع المنصرم، وان يشاركوا في الانتخابات.

وغادرت زعيمة المعارضة بي نظير بوتو اسلام اباد في وقت سابق، متوجهة الى مدينة لاهور بشرق باكستان، حيث تعتزم البدء في مسيرة احتجاجية غدا، ما لم يتراجع الجنرال مشرف عن فرض حالة الطوارئ ويعيد العمل بالدستور.

وأقال مشرف منذ أن علق العمل بالدستور قبل اسبوع، معظم القضاة وسجن محامين، واعتقل معظم المعارضين السياسيين والناشطين في مجال حقوق الانسان، معللا اتخاذ هذه الخطوات بأن السلطات القضائية تعرقل المعركة ضد المتشددين والتطرف. وقال مشرف انه سيتم تشكيل حكومات انتقالية فور حل الجمعية الوطنية في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) والمجالس الاقليمية في الـ20 منه. واضاف مشرف «هذا تاريخ أيها السادة والسيدات لأن هذه هي المرة الاولى، التي ستنهي فيها كل المجالس فترات ولايتها».

وقبل أن يعلن مشرف حالة الطوارئ السبت الماضي، وهو ما اثار عاصفة من الانتقادات، كان من المتوقع اجراء الانتخابات بحلول منتصف يناير (كانون الثاني) أي بعد شهرين من الحل المتوقع للجمعية الوطنية والمجالس الاقليمية. ورفعت الاقامة الجبرية عن بوتو، التي يعتبرها مشرف حليفا محتملا بعد الانتخابات العامة، فيما واصلت انتقاداتها للجوء الجنرال مشددا الى الحكم الشمولي. وقالت بوتو في كلمة ألقتها أمام دبلوماسيين في حفل استقبال استضافه موالون لها في مجلس الشيوخ الليلة الماضية، ان «باكستان في ظل الدكتاتورية كإناء طهو بالضغط.

ومع عدم وجود متنفس، فإن تلهف شعبنا للحرية يهدد بالانفجار». واشتبك مؤيدون لحزب الشعب الباكستاني، الذي تتزعمه بوتو مع الشرطة في روالبندي، بعد ان منعت الشرطة زعيمتهم من المشاركة في مسيرة مناهضة للحكومة هناك. واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفرقة محتجين في مناطق مختلفة من البلاد، ولكن لم تقع أعمال عنف كبيرة.

وقال الجيش ان مشرف تحدث مع قادة الجيش أول من أمس، وأبلغهم بأن اعلان حالة الطوارئ كان قرارا صعبا للغاية، ولكنه ضروري لضمان فاعلية الحكم، والحفاظ على جهود مكافحة الارهاب وتوفير المناخ لانتقال سياسي يتسم بالاستقرار.