الجزائر: عملية تفجيرية بسيارة مفخخة ضد مقر أمني شرق العاصمة

مصادر أمنية أشارت إلى وجود بصمات «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»

TT

أسفر هجوم بواسطة سيارة مفخخة استهدف مبنى للشرطة شرق الجزائر، عن إصابة أكثر من 15 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، أربعة منهم من رجال الأمن. وتحمل العملية التفجيرية، حسب مصادر أمنية، بصمات «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي».

وقام المسلحون الذين يجهل عددهم بتنفيذ الاعتداء ليلة أول من أمس، ضد مقر إقامة رجال الأمن بمدينة معاتقة بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، حيث أوقفوا سيارة مشحونة بالمتفجرات في وقت كان فيه غالبية المقيمين بالمبنى نياماً. وأفاد شهود من المنطقة، أن حراس المبنى تفطنوا لحركة مشبوهة في الخارج، فأطلقوا النار صوب أشخاص كانوا في سيارة بصدد الاقتراب من إقامة الشرطة التي تقع بمحاذاة محافظة الشرطة التي يشتغلون بها، الأمر الذي اضطرهم إلى توقيفها على بعد أمتار من الهدف، فيما تولى أشخاص آخرون تفجيرها بواسطة جهاز تحكم عن بعد.

وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المعتدين كانوا يخططون لنسف المبنى بكامله، والذي يؤوي حوالي 60 موظفا في الشرطة القضائية. وقالت إن تفطن الحراس للعملية حال دون تحقيق الهدف. وأصابت شظايا القنبلة مدنيين يسكنون بالقرب من محافظة الشرطة، بجروح خفيفة تلقوا على إثرها الاسعافات الأولية.

وشنت قوات الأمن بعد الاعتداء الذي وقع الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي، تمشيطا في كامل المنطقة بحثاً عن منفذي التفجير، لكنه لم يسفر عن شيء. وقال مصدر لوكالة رويترز «بعد الانفجار على الفور، اشتبكنا مع ارهابيين ومنعنا وقوع هجوم كبير ضد شعبنا». وقال أحد سكان قرية معاتقة في منطقة القبائل، والبالغ من العمر 22 عاما، «كان الانفجار مدويا». ولم تعلن أيّة جهة مسؤوليتها عن التفجير. وتعتقدُ مصادرُ تتابع النشاط المسلح شرق العاصمة، أن «عملية المعاتقة» تحمل بصمات تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» الذي استهدف مقار قوات الأمن عشرات المرات في مناطق عديدة من ولاية تيزي وزو، المعقل الرئيسي لقياداته ورجاله. وكانت آخر عملية قام بها التنظيم، الهجوم بقذائف «آر بي جي» على طائرة عسكرية بالجنوب فجر الخميس الماضي.

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني، أن قوات الأمن قتلت ثلاثة من المسلحين أول من أمس شرق العاصمة، واسترجعت أسلحة آلية كانت بحوزتهم. وذكر أن العملية تمت في حاجز أمني بمنطقة أدكار عند مخرج ولاية تيزي وزو باتجاه ولاية بجاية، حيث أصيب المسلحون بارتباك عندما طلبَ منهم احد أفراد الأمن الكشف عن هويتهم، فأخرج أحدهم السلاح محاولا فتح النار لكن ردة فعل قوات الأمن كانت أسرعَ. وينتمي الثلاثة، حسب المصدر، إلى فرع «القاعدة في شمال أفريقيا».

وكان تنظيم «القاعدة» قد أعلن مسؤوليته عن تفجيرات انتحارية وقعت في بلدة دلس شرق الجزائر العاصمة في الثامن من سبتمبر (أيلول)، وعن تفجير انتحاري وقع في باتنة بشرق الجزائر في السادس من سبتمبر، مما أدى الى سقوط 57 قتيلا في المجمل. وانفجرت قنبلة صغيرة محلية الصنع أمام مركز للشرطة في بلدة زموري الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً شرق الجزائر العاصمة في 14 سبتمبر، مما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى واصابة خمسة.