سجلات أسرى الحرب العالمية الأولى تنضم إلى «ذاكرة التاريخ»

تغطي سجناء 14 دولة معظمهم فرنسيون وألمان

TT

تدخل سجلات ترصد مصير مليوني سجين أسروا ابان الحرب العالمية الاولى؛ من بينهم الكابتن شارل ديغول الذي اصبح لاحقا رئيساً لفرنسا سجل «ذاكرة العالم» الذي تقوم بتجميعه منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). والهدف من اعتراف «اليونسكو» بهذه السجلات هو الحيلولة دون أن تطويها حالة من فقدان الذاكرة الجمعية من خلال الحفاظ على تراث وثائقي انساني يتزامن مع الذكرى التاسعة والثمانين للهدنة التي اعلنت في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1918.

وتغطي البيانات سجناء من 14 دولة؛ معظمهم جنود فرنسيون والمان والبعض ايضا من البلقان والمستعمرات، وهي البيانات التي سلمتها السلطات التي تحتجز اسرى للجنة الدولية للصليب الاحمر. وديغول والمغني الفرنسي موريس شيفالييه من بين الجنود الذين سجلت القوات الالمانية اسماءهم ومحال ميلادهم والاماكن التي اسروا فيها بدقة في سجلات نظيفة. وقال مارتن مورجير من اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في متحف اللجنة الذي يضم هذه المجموعة القيمة «ستحفظ السجلات للأجيال القادمة. انها رمز للمعاناة حتى وإن بدت باردة على الورق».

وشكلت اللجنة وكالة اسرى الحرب الدولية عام 1914 للم شمل من فرقت بينهم الحرب من اسرى حرب ومعتقلين مدنيين واسرهم التي تتلمس اخبارهم. كما زارت عددا كبيرا من السجناء في معسكرات حربية لتفقد احوالهم.

ووافقت اليونسكو في يونيو (حزيران) على ضم سجلات اللجنة لسجل «ذاكرة العالم» ووصفتها بأنها شهادة لمدى المعاناة الانسانية خلال الحرب العالمية الاولى، وايضا «شهادة لعمل رائد لحماية المدنيين».

ومن المقرر ان يُقام احتفال رسمي في جنيف في 15 نوفمبر بهذه المناسبة. وقال مورجير «كانت المرة الاولى في التاريخ التي تجري فيها مثل هذا النوع من المتابعة. في ذلك الحين كنا نتسلم ألف طلب من الاسر يوميا، مما أبقى 500 متطوع منشغل».

واحتفظ المتطوعون بقوائم أسماء الاسرى التي سلمتها السلطات الالمانية والمتحالفة في اوروبا وأفريقيا وآسيا. وهي مجموعة من 2413 جزءا تغطي الفترة من 1914 الى 1923.

وتمت طباعة بطاقة منفصلة لكل فرد وتحدث بياناتها في حالة نقل الاسير او تلقيه رعاية طبية او وفاته. كما تدون ملاحظات عن مساعي الاقارب والاصدقاء لتعقب اثر المفقودين. وتحمل بطاقة زرقاء باهتة اللون اسم شيفالييه، وتقول انه من سكان باريس، وكان ضمن أفراد الكتيبة 31 مشاة وقد أسر وأرسل الى معسكر التن جرابو في المانيا. وهناك ملاحظة تفيد سؤال مغنية شهيرة سألت عن مكان شاب موهوب. وكتب على بطاقة ديغول ان ضابطا، 25 عاماً، برتبة كابتن في الكتيبة 33 مشاة اسر في فيردون بالمانيا عام 1916.

وقال مورجير «سألت وكالة اسرى الحرب الدولية ايضا رفاق سلاح عن مصير جنود مفقودين ولسوء الحظ كانوا في اغلب الاحوال يطلعون على ظروف وفاتهم».

وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان نحو تسعة ملايين رجل قتلوا خلال «الحرب الرامية لانهاء جميع الحروب»، وكثيرا منهم في خنادق مخيفة. وتغطي السجلات مليونين من حوالي سبعة ملايين اسير؛ ومعظمهم على الجبهة الغربية. وذهبت سجلات الجبهة الشرقية لوكالة للصليب الاحمر في الدنمارك. ويضيف مورجير ان سجلات اخرى أتلفت على الأرجح. وحفظت سجلات الصليب الاحمر لسنوات في قبو مدرسة بجنيف ويمتد طولها في حالة تجميعها الى حوالي 400 متر حيث اضرت الرطوبة ببعضٍ منها.

وبدأت الوكالة خطة طموحاً لترميم السجلات وترقيمها بحلول عام 2014 ليتوافق مع الذكرى السنوية الـ100 لبداية الحرب ونشرها على شبكة الانترنت.

وتابع مورجير «ما زال يصلنا نحو 200 طلب للمعلومات كل عام، معظمها من اسر تقوم ببحث خاص بالنسب. انهم ابناء والآن احفاد محاربون قدامى. كما نتسلم طلبات من مؤرخين من جميع انحاء العالم».