الأسد والعاهل الأردني اتفقا على رفض التدخلات في لبنان وأدانا الاغتيالات السياسية

وزير الإعلام السوري لـ«الشرق الأوسط»: نحن على مسافة واحدة من الجميع في لبنان

الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل العاهل الأردني في قصر الشعب (أ.ف.ب)
TT

عقد الرئيس السوري بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني لقاء قمة مفاجئا في العاصمة السورية دمشق رفض خلاله الجانبان أي «تدخلات خارجية في شؤون لبنان الداخلية». وأدانا كافة الاغتيالات التي تمارس بحق الشعب اللبناني واتفقا على ضرورة التوصل إلى حل «توافقي لبناني لتجاوز الاستحقاق الرئاسي في إطاره الدستوري». وتم التنويه في بيان صدر في ختام القمة السورية ـ الأردنية بأهمية «الدور الايجابي» الذي يمكن أن تلعبه سورية لضمان استقرار وأمن لبنان والحرص على بناء علاقات طبيعية بين سورية ولبنان. وعقد الجانبان جلسة مباحثات مغلقة جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية، وسبل إحلال السلام في المنطقة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية ومساندة الجهود الفلسطينية الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وذلك ضمن إطار العملية السلمية وحل الدولتين.

وعبر الجانبان عن «دعمهما الكامل» للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية وبناء مؤسساتها. ودعا الزعيمان الشعب الفلسطيني «بكل مكوناته» إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصف حماية لمستقبل القضية الفلسطينية ومصالحه الوطنية.

وفيما يتعلق بالشأن العراقي أكد الزعيمان على «أهمية الدور العربي» في دعم وحدة وسيادة واستقرار العراق وعن أهمية أن تكون الحلول الخاصة بالعراق نابعة بالدرجة الأولى من داخل العراق وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب العراقي بمعزل عن التأثيرات الخارجية التي لا تخدم المصالح العراقية.

وفي حديث هاتفي مع «الشرق الاوسط»، قال وزير الاعلام السوري محسن بلال ان زيارة العاهل الاردني الى دمشق «هي زيارة زعيم عربي شقيق» معتبرا ان دمشق «تفتح صدرها امام أي شقيق يذهب اليها» تعليقا على انعقاد القمة بشكل مفاجئ. وأضاف ان القمة تأتي تأكيدا على اهمية الدور السوري وخصوصا ان البيان المشترك شدد على «اهمية الدور الايجابي لسورية» في المنطقة.

وردا على سؤال حول ما اذا كان العاهل الاردني طلب من الاسد دور وساطة مع اطراف لبنانية قبيل جلسة الانتخاب المرتقبة في لبنان، قال وزير الاعلام السوري «ليس دورنا التوسط، طلبنا ونطلب من كل اصدقاء لبنان ان يقفوا الى جانب الشعب اللبناني لإيصاله الى التوافق كما نشدد على ان ينتخب اللبنانيون رئيسيا شرعيا من دون أي تدخل خارجي»، مضيفا «نحن لن نتدخل في الانتخابات وعلى مسافة واحدة من الجميع».

وأضاف «هذه هي رسالة سورية الى العالم اننا نرفض التدخل الخارجي في الشأن اللبناني».

وشدد على ان الملف اللبناني لم يستقطب بالجزء الرئيسي من المباحثات قائلا ان «الوضع في العالم العربي كله صعب والوضع في العراق وفلسطين ليس اقل صعوبة من الوضع في لبنان».

وشدد على ان سورية تتمسك بموقفها لجهة انها ترفض المشاركة في قمة أنابوليس المرتقبة من دون ادراج قضية الجولان المحتل على جدول الاعمال للقمة قائلا ان سورية ستعلن تلقيها الدعوة الرسمية للمشاركة لدى تبلغها.

نص بيان القمة الأردنية ـ السورية

* التأمت في العاصمة السورية دمشق اليوم (أمس) الأحد الموافق 18 تشرين الثاني 2007 القمة الأردنية ـ السورية برئاسة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخيه سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، والتي تأتي في إطار حرص الزعيمين على تمتين وتوطيد أواصر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة والتوصل إلى حلول عملية وجذرية للعديد من القضايا الثنائية الهامة، إضافة إلى دور البلدين في تعميق التعاون العربي المشترك، وتغليب المصالح العربية العليا وحمايتها في مواجهة التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة.

وقد تم خلال القمة التباحث في القضايا الثنائية بالنسبة للبلدين والاتفاق على حلول جادة وفاعلة لها، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والمياه والحدود والمعتقلين والقضايا الأمنية.

وأكد الزعيمان أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتسهيل عملية التبادل التجاري، والتأكيد على أهمية زيادة التجارة البينية إلى مستويات متقدمة. وضمن هذا الإطار تم الاتفاق على توقيع العديد من الاتفاقيات ومنها اتفاقية تزويد الأردن باحتياجاته من القمح من سورية الشقيقة خلال اجتماع اللجنة الأردنية ـ السورية المشتركة العليا القادم.

كما تم الاتفاق على الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خاصة فيما يتعلق بحصص كل من البلدين في مياه حوض نهر اليرموك واتخاذ الإجراءات الفورية لتنفيذها. وفيما يتصل بموضوع ترسيم الحدود بين الأردن وسورية فقد اتفق الزعيمان على تفعيل اللجان المشتركة للبدء فوراً بالعمل على الإسراع في ترسيم الحدود، على أن يتم استكمال عملية الترسيم ضمن برنامج زمني محدد.

وفي إطار الحرص على ترسيخ أركان الأمن والاستقرار في البلدين، فقد تم الاتفاق على بدء اللجان الأمنية المشتركة العمل لمعالجة جميع القضايا الأمنية العالقة، وخاصة ما يتصل منها بتسهيل إجراءات عبور المواطنين بين البلدين وأمن الحدود ومكافحة التهريب.

وقد أصدر الزعيمان توجيهاتهما لحكومتي البلدين الشقيقين بأن تعقد اللجنة الأردنية ـ السورية المشتركة العليا اجتماعها في العاصمة الأردنية عمان قبل نهاية العام الحالي من اجل توقيع الاتفاقيات الخاصة بالقضايا الثنائية التي تم بحثها، وترجمتها إلى إجراءات وبرامج عمل مرتبطة بجداول زمنية محددة. وانطلاقاً من حرص الزعيمين على تغليب المصالح العربية في التعامل مع التحديات الراهنة، فقد أكدا التزامهما بالعمل والتنسيق مع قادة الدول العربية لبناء موقف عربي موحد تجاه القضايا العربية والإقليمية بعيداً عن أي تدخلات خارجية، وضمن أسس تؤكد على حماية المصلحة العربية العليا أولاً ومصالح الدولتين في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والتطرف والإرهاب.

وأعرب الزعيمان عن حرصهما على تكثيف أوجه التعاون والتنسيق مع الزعماء العرب لإنجاح مؤتمر القمة العربية المقرر عقده في العاصمة السورية دمشق في العام المقبل. وقد شدد الزعيمان على أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية التي تضمن استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة الفلسطينية والسورية واللبنانية.

وأكد الزعيمان على دعم الجهود العربية والدولية ومساندة الجهود الفلسطينية الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وذلك ضمن إطار العملية السلمية وحل الدولتين. كما أكد الزعيمان على دعمهما الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لإقامة الدولة الفلسطينية وبناء مؤسساتها، داعين الشعب الفلسطيني الشقيق بكل مكوناته إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصف حماية لمستقبل القضية الفلسطينية ومصالحه الوطنية. كما بحث الزعيمان الوضع في لبنان مشددين على احترام البلدين الكامل لسيادة لبنان، وإدانة كافة الاغتيالات التي تمارس بحق الشعب اللبناني، ورفض أي تدخلات خارجية في شؤون لبنان الداخلية.

وأكد الزعيمان ضرورة التوصل إلى حل توافقي لبناني لتجاوز الاستحقاق الرئاسي في إطاره الدستوري وبما يكفل استقرار لبنان الشقيق ويحفظ مصالحه الوطنية.

وأكد الزعيمان على أهمية الدور الايجابي الذي يمكن أن تلعبه سورية الشقيقة لضمان استقرار وأمن لبنان، والحرص على بناء علاقات طبيعية بين سورية ولبنان تقوم على الاحترام المتبادل وبما يحقق مصالح الدولتين واستقرارهما.

وفيما يتعلق بالشأن العراقي أعرب جلالة الملك عبد الله الثاني وسيادة الرئيس بشار الأسد على أهمية الدور العربي في دعم وحدة وسيادة واستقرار العراق الشقيق، وعلى أن تكون الحلول الخاصة بالعراق نابعة بالدرجة الأولى من داخل العراق وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب العراقي، وبمعزل عن التأثيرات الخارجية التي لا تخدم المصالح العراقية.

كما اتفق الزعيمان على تكثيف مساعي الدولتين لدعم جهود المصالحة الوطنية العراقية الشاملة والمساهمة في إنجاح العملية السياسية ونبذ كل أشكال الطائفية والعنف والإرهاب. وقد شدد الجانبان على حرصهما الكامل على تفعيل التنسيق والتشاور بين الدول العربية من أجل بلورة مواقف عربية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مؤكدين أن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهداً كبيراً من القيادات العربية لتوحيد مواقفها، ونبذ خلافاتها، والاتفاق على المسار المستقبلي للأمة العربية لكي نضمن أن مصير العرب يقرره العرب.

واتفق الجانبان على استمرار عملية التواصل والتنسيق بين البلدين وعلى مختلف المستويات من اجل التأكد من إنجاز كافة القضايا الثنائية التي تم الاتفاق عليها، والتشاور والتنسيق الدائم بخصوص القضايا العربية والإقليمية وضمن إطار حرص الزعيمين على وحدة الصف والقرار العربي.