إيران: زيادة قوة الحكومة العراقية وراء تراجع العنف

رفضت مجددا اتهام أميركا بشأن دورها في العراق

صورة وزعها مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس يظهر فيها المالكي وهو يحيي جنودا خلال زيارة الى ثكنة عسكرية جنوب شرقي بغداد (أ.ف.ب)
TT

اعتبرت ايران امس ان زيادة قوة الحكومة العراقية وتقلص «التدخلات الاجنبية» ساعدا على تحسين الاوضاع الامنية في العراق. ورفضت مجددا اتهامات الولايات المتحدة لها بتسليح ميليشيات في العراق. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، في مؤتمر صحافي، ان واشنطن وجهت «اتهامات لا أساس لها» لطهران، بشأن دورها في العراق. ونسبت اليه وكالة رويترز قوله، «بالنسبة الى تحسن الوضع الامني، فان الامر يرجع الى تقوية دور الحكومة العراقية، وزيادة نشاط قوات الامن العراقية عن ذي قبل، كما انخفضت أيضا التدخلات الاجنبية». ولم يحدد حسيني الذي ترجمت محطة ايرانية فضائية ناطقة بالانجليزية تصريحاته، ما الذي قصده «بالتدخلات الاجنبية». ويأمل الجيش الاميركي في تسليم السيطرة الامنية تدريجيا للقوات العراقية. وأرجع مسؤولون أميركيون تراجع أعداد القتلى في صفوف الجيش الاميركي والمدنيين العراقيين على مدى الشهرين المنصرمين الى «زيادة» في اعداد القوات الاميركية بلغت 30 ألف جندي اضافي، وادخال شيوخ عشائر سنية مؤيديهم في وحدات الشرطة المحلية. كما بدا أن الجانب الاميركي يخفف من حدة لهجته في الحديث الخاص بتورط ايران في العراق، اخذا في الاعتبار تناقصا حادا في الهجمات بقذائف هاون على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، التي كانوا يلقون بمسؤوليتها على ميليشيا شيعية تستخدم اسلحة توفرها لهم ايران. ويقول محللون، انه ربما تكون الولايات المتحدة وايران، وهما على خلاف ايضا بسبب الطموحات النووية لطهران، تحاولان تخفيف حدة التوتر بينهما في ما يتعلق بالعراق.

وأعرب الجانبان عن استعدادهما لحضور المزيد من المحادثات حول الوضع الامني في العراق.

ولم يذكر حسيني «زيادة» اعداد القوات الاميركية، لكنه كرر المزاعم بأن وجود الولايات المتحدة عاد بالفائدة على «جماعات ارهابية» في العراق، في اشارة الى مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي، الذين يعملون في شمال العراق. وتعيش أقلية كردية في ايران ايضا مثل تركيا وتواجه هجمات متفرقة من متمردي حزب العمال الكردستاني. وقصفت ايران في بعض الاحيان مواقع يشتبه في انها معاقلهم في العراق.

وقال المتحدث الايراني: «استغلت جماعات ارهابية فرصة وجود الولايات المتحدة لتكثيف انشطتها». وأضاف حسيني «لكن الان وبتعاون دول الجوار نرى بعض التقدم.. وأعتقد أن المشكلة بين العراق وتركيا ستحل في المستقبل القريب».

وكانت الحكومة العراقية اثنت أول من أمس على إيران للجمها الميليشيات الشيعية وإيقاف ضخ الأسلحة إلى العراق. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية قوله أمام حشد من المراسلين إن الحكومة طلبت من رجل الدين المتطرف مقتدى الصدر كي يطلب من جيش المهدي كي وقف هجماته. وبادر الأخير بإصدار أمر إلى ميليشياته بايقاف استخدام الأسلحة في أوائل سبتمبر (ايلول)، وقال المسؤولون إن ضبط هذه الميليشيا لنفسها قليلا ساعد على تحسين الاستقرار الامني. كذلك تردد أن ذلك ساعد على تقليص الهجمات التي تتم بواسطة متفجرات خارقة، وهي نوع من القنابل القوية التي تستطيع أن تخترق المدرعات الثقيلة. وقال الدباغ: «جعلنا تجميد جيش المهدي أن نشعر أن لديهم نوايا طيبة. وإيران لعبت دورا في هذا». وأضاف ان النقطة الحاسمة جاءت عندما قام رئيس الوزراء نوري المالكي بزيارة ايران في اغسطس والتقى مع المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي في مدينة مشهد المقدسة. وأبلغ المالكي الزعيم الايراني بان «على ايران ان تختار بين دعم الحكومة العراقية أو أي طرف آخر وسيقرر العراق وفقا لما يختارون». وأضاف ان الايرانيين وعدوا بالمساعدة وقد فعلوا ذلك. وبشأن البرلمان قال الدباغ ان الحكومة ترحب عودة الكتلة العربية السنية وانه يعتقد ان حكومة بهذه الكتلة فيها «أفضل من دونها».