كارامنليس وأردوغان يدشنان أول خط للغاز الطبيعي يربط البلدين

اتفاقية تاريخية بين اليونان وتركيا

TT

في ما يعد انه صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا واليونان، دشن أمس كل من رئيس وزراء اليونان كوستاس كارامنليس ونظيرة التركي رجب طيب أردوغان خط أنابيب للغاز الطبيعي يربط البلدين في إقليم إيفرو، الواقع على الحدود اليونانية التركية.

وينقل الخط الجديد الغاز الطبيعي الأذربيجاني من بحر قزوين وآسيا الوسطى إلى أوروبا.

والتقى الزعيمان على الجسر الفاصل بين البلدين في منطقة كيبوس، والتقطا صورا تذكارية، ثم توجها في سيارة رئيس الوزراء التركي إلى منطقة ابسالا التركية، حيث تمت مراسم تدشين خط الانابيب. وشاركا لاحقا في حفل على الجانب التركي من الحدود بحضور رئيس اذربيجان الهام علييف، ووزير الطاقة الاميركي صامويل بودمان، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويرى المراقبون في اليونان أن المشروع هو موضوع وطني له أهميته، بجانب أنه مشروع اقتصادي واستثماري كبير، حيث يخدم كل منطقة مقدونيا وثراكيس، ويؤدي إلى تحديث وبناء شبكة مشاريع استثمارية تنموية في هذه المناطق، كما أنه يأتي كبادرة للتحسن الكبير في العلاقات التركية ـ اليونانية. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر أحد مسؤولي الشركة الدولية التي تولت بناء المشروع، أن بناء هذا الخط إيجابي للغاية بالنسبة للجانب اليوناني، ومن المقرر أن ينقل نحو 11.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا. ووفقا للاتفاقية فسوف يمد هذا الخط 250 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى اليونان عام 2007 و500 ألف متر مكعب عام 2008، و750 ألف متر مكعب عام 2009.

وقد وصلت تكلفة بناء الخط داخل الحدود اليونانية من منطقة كوموتيني إلى إيفرو بطول 87 كيلومتر نحو 79.5 مليون يورو، وقدمت الحكومة منحة قدرها 43.5 مليون يورو للشركة التي تقوم ببناء المشروع. وفي الوقت الراهن، لا يغذي هذا الانبوب اليونان لكنه سيربط بحلول 2011 بانبوب غاز اخر، سيعبر هذه الدولة للوصول الى ايطاليا وبصورة عامة الى غرب اوروبا، ما يجعل منه مشروعا استراتيجيا لدول الاتحاد الاوروبي، التي تأمل في التخلص من تبعيتها للغاز الروسي.

واعلن رجب طيب اردوغان «ان تركيا في صدد التحول الى مركز للطاقة. وهذا تترتب عليه بعض المسؤوليات». واعلن كوستاس كرامنليس من جهته ان هذا المشروع «يظهر عمليا اننا قادرون على العمل معا بتناغم لمصلحتنا المتبادلة».

وعلى الرغم من ان اثينا وانقرة بعيدتان على الصعيد الدبلوماسي عن حل خلافاتهما، خصوصا حول قبرص وعدد اخر من المسائل المتعلقة بالسيادة في بحر ايجه، الا ان مبادلاتهما التجارية والمالية استمرت في النمو في السنوات الاخيرة.

وفاق حجم الواردات التركية من اليونان الضعف بين 2000 و2006 في حين اصبحت اليونان في الوقت نفسه احد ابرز المستثمرين في تركيا.