تقرير تركي: إسرائيل تهود المسجد الأقصى

اتهمها بتنفيذ حفريات «لا داعي لها» ودعا إلى وقفها «فورا»

TT

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر امس النقاب عن ان التقرير، الذي أعده فريق الخبراء التركي حول الحفريات التي تقوم بها إسرائيل في محيط المسجد الأقصى، يتهم تل ابيب بالتخطيط لتهويد القدس وتصفية الطابع الإسلامي للحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة. وأشارت الصحيفة الى ان رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان كان قد أطلع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت خلال لقائهما مؤخراً في لندن على الاستنتاجات الخطيرة للتقرير. وأشارت الصحيفة الى أنه تقرر عدم الكشف عن فحوى التقرير في حينه خشية أن يؤدي الى التأثير على الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي في «أنابوليس». الى جانب أن أردوغان لم يرد أن يبدو التقرير كرد على تقرير منظمة يهودية اميركية اتهمت الأتراك بارتكاب مجزرة ضد الأرمن. واتهم التقرير التركي إسرائيل بتجاهل تعدد الأديان القائم في القدس، الى جانب محاولتها المس بالتراث التاريخي في القدس. وقال التقرير، الذي اعده سبعة من الخبراء الأتراك وافقت اسرائيل على أن يقوموا بالتحقيق في اتهامات الأوقاف الإسلامية لإسرائيل بمحاولتها تدمير المسجد الأقصى من خلال الحفريات، أن إسرائيل تسعى للمس بالمواقع المقدسة للمسلمين وتنفيذ حفريات «لا داعي لها» عند باب المغاربة على وجه الخصوص. وشدد التقرير على أن «الحفريات تنفذ أكثر بكثير من الاحتياجات العلمية، ويجب وقفها فورا». وأضاف التقرير «حتى لو لم تكن الحفريات تجري في الحرم نفسه وفي نطاق الحرم الإسلامي الشريف، فليست سوى مسألة وقت حتى تبدأ اسرائيل بالعمل في هذا المكان المقدس». وشدد التقرير على أن «اسرائيل تحاول ان تغير لصالحها طبيعة القدس القديمة وتهويد تاريخ الحرم».

وانتقد واضعو التقرير رفض اسرائيل التعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، منوهين الى أنهم استعانوا في عملهم بمهندسين معماريين، مؤرخين ومهندسين فلسطينيين وأردنيين الى جانب «خبراء إسرائيليين». واتهم التقرير إسرائيل بإدارة شبكة علاقات عامة لتبرير الحفريات في محيط المسجد الأقصى. وحذر واضعو التقرير قائلين إن «كميات الأتربة التي اكتشفناها شهدت على أن الحفريات من شأنها أن تمس بالمسجد الأقصى».

من ناحيتها علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على ما جاء في التقرير التركي أن إسرائيل تتعاون بالكامل مع منظمة اليونيسكو التي بعثت بفريق مهني الى منطقة الحفريات. الى ذلك، اقر كبير علماء الآثار في سلطة الآثار الإسرائيلية، الدكتور جدعون افني، الذي التقى الفريق التركي بأن هذا الفريق «كان فريقاً مهنيا جدا». وأضاف في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «حسب انطباعي كانوا موضوعيين وغير منحازين. جاءوا بكل أنواع القصص عن الحفريات تحت الحرم وعن الخطر على سلامة المساجد ـ وخرجوا من الجولة مع صورة مغايرة تماما».