أطلع قائد القيادة الوسطى الأميركية الأدميرال وليام فالون، الرئيس المصري حسني مبارك على تطورات الوضع الأمني في العراق ومدى التحسن الذي تحقق هناك في الآونة الأخيرة، فيما نفى المسؤول العسكري الأميركي صحة تقارير إعلامية نُشِرت مؤخراً عن سعي الولايات المتحدة لإقامة قواعد أميركية جديدة في منطقة الخليج، وقال «إننا لا نسعى لإقامة أي قواعد جديدة إضافية في الخليج، كما أن التسهيلات الحالية تكفي لمساعدة الشعب العراقي ودعم عملياتنا في أفغانستان».
واستمع فالون لتقييم مبارك للموقف إزاء عدد من قضايا المنطقة، كما سأل القائد العسكري الأميركي، الرئيس المصري عما يمكن للولايات المتحدة عمله لمساعدة دول المنطقة، كما ناقش معه تطورات عدد من القضايا، بما في ذلك المحادثات القادمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معربا عن أمله في أن تحقق تلك المحادثات تقدما وانفراجة في المنطقة.
ورداً على سؤال حول الموقف الأميركي من إيران، قال وليام فالون للصحافيين عقب اللقاء الذي استمر نحو 90 دقيقة «إن إيران تمثل تحديا للولايات المتحدة وله كقائد عسكري أميركي في هذه المنطقة»، معتبراً أن التصرفات الإيرانية لا تساعد على الوصول إلى حلول لقضايا المنطقة، وأشار إلى أن هناك شعورا بالقلق إزاء التصرفات الإيرانية، وأن الولايات المتحدة تشعر بقلق بدورها من بعض التصرفات الإيرانية المتشددة.
وقال إننا نحاول البحث مع دول أخرى عن سبل أخرى لتحسين السياسة الإيرانية وجعلها أكثر ايجابية تجاه قضايا المنطقة.
وحول ما تردد من اعتزام الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية لإيران، قال الأدميرال وليام فالون إن تلك التقارير ليست دقيقة، وأن أول أهدافي كقائد أميركي مسؤول عن القيادة الوسطى الأميركية هو محاولة التشجيع على خلق الأجواء التي تفضي إلى حلول بدون استخدام القوة العسكرية. وقال «إننا مع ذلك لا نريد أن يخطئ الإيرانيون ويشعرون أننا نخشاهم أو أننا غير راغبين في الاضطلاع بمهامنا، التي ينبغي علينا الوفاء بها في منطقة الخليج التي تطلب مساعدتنا من أجل توفير الأمن والاستقرار بها، وأننا نود في المقابل أن نرى الإيرانيين وهم يسعون بشكل فعال للتعاون مع الدول الأخرى وعدم تحدي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي».
وأشار فالون إلى «أنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر إزاء تطورات الأوضاع مع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، علاوة على متابعة تدريبات النجم الساطع التي تستضيفها مصر حاليا، معرباً عن سعادته لعودته إلى مصر لأنه سبق وشارك بنفسه في هذه التدريبات الهامة كطيار حربي، وهو يحمل ذكريات طيبة عن تلك الفترة».
وأضاف قائد القيادة الوسطى الأميركية «أن زيارته الحالية لمصر أتاحت له الالتقاء مع قيادات عسكرية من دول عديدة في المنطقة من الدول المشاركة في تدريبات النجم الساطع»، وأكد على أهمية دور مصر باعتبارها «لاعبا أساسيا ومهما للغاية»، وأضاف معلقاً «أنه بالنسبة لي كقائد للقيادة الوسطى الأميركية فإن لنا علاقات قوية وجيدة مع مصر وهو أمر نشعر بالامتنان إزاءه وهو ما عبرت عنه للرئيس مبارك».