رايس اتصلت ببري والسنيورة وصفير.. وموسى يعود إلى بيروت مطلع الأسبوع

الترويكا الأوروبية في لبنان بالتزامن مع جلسة الانتخاب في 21 نوفمبر

TT

قبل نحو 48 ساعة من موعد جلسة مجلس النواب في 21 الشهر الحالي لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية، بدت الانظار شاخصة الى المتحاورين باسم المعارضة والموالاة، الممثلين برئيس المجلس نبيه بري ورئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، على امل ان يتوافقا على اسم مرشح رئاسي يجمع عليه النواب من مختلف الكتل استناداً الى مبادرة البطريرك الماروني نصر الله صفير لوضع لائحة بالمرشحين المفترضين.

وفي غضون ذلك، تواصلت المشاورات على غير صعيد، لتمكين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي من تجاوز مأزق الفشل في انجازه وبالتالي تعريض البلاد لما لا تحمد عقباه. وفي هذا الاطار، تلقى الرئيس بري امس اتصالاً من امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى تداولا خلاله في المراحل التي قطعتها المساعي التوافقية لانتخاب الرئيس الجديد. وابلغ موسى بري انه سيزور لبنان مطلع الاسبوع الحالي للمساعدة في تسهيل العملية السياسية وضمان اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. واتصل موسى ايضاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وابلغه بزيارته المزمعة الى بيروت مطلع الاسبوع.

كذلك تلقى بري اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تم البحث خلاله في المستجدات على الساحة اللبنانية. وقد اكدت رايس دعمها لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى بدعم كل اللبنانيين. وافيد ان وزيرة الخارجية الاميركية اتصلت ايضاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعرضت معه اوضاع لبنان والمنطقة كما اجرت اتصالا مع البطريرك الماروني نصر الله صفير لمتابعة المستجدات.

واستقبل الرئيس بري القائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران. وافادت مصادر متابعة ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يفترض ان يصل مساء (امس) الى بيروت في زيارة كان اعلن عنها في السابق لمتابعة المبادرة الفرنسية الهادفة الى تمكين النواب اللبنانيين من انتخاب رئيس توافقي. كذلك علم ان وزيري الخارجية الايطالي ماسيمو داليما والاسباني ميغيل انخل موراتينوس سيصلان الى بيروت خلال اليومين المقبلين، ليكتمل بذلك عقد الترويكا الاوروبية المتابعة لجهود مساعدة اللبنانيين على انجاز الاستحقاق الرئاسي. وعلم ان مواعيد حددت للقاءات سيجريها موراتينوس الخميس المقبل.

وكان الرئيس بري والنائب الحريري، وبعد تسلمهما لائحة البطريرك صفير بالمرشحين الرئاسيين، التقيا ليل السبت ـ الاحد في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة وباشرا بحث المهمة الوفاقية المسندة إليهما. وأشارت مصادر متابعة الى ان اجواء البحث «كانت ايجابية وساهمت في تعزيز فرص التوافق على الرئاسة للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة من الاستقرار ومعالجة شؤون اللبنانيين الملحة». وقد اتفق بري والحريري على ابقاء مشاوراتهما مفتوحة حتى الوصول الى انتخاب رئيس توافقي للبلاد من بين الاسماء الواردة في اللائحة التي تقدم بها البطريرك صفير وضمن المهلة التي نص عليها الدستور.

الى ذلك، اكد المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب ان تشاور الرئيس بري والنائب الحريري في لائحة اسماء مرشحي بكركي للرئاسة هو «اطار مقبول لتسهيل الحل، انما ليس الاطار النهائي» مشيراً الى «ان الحل النهائي يكون بعرض اللائحة المذكورة لاقتراع النواب عليها تحت قبة البرلمان». وقال في تصريح ادلى به امس انه شريك في اتصالات بري ـ الحريري، معرباً عن قناعته بأن «بري والحريري لا يرغبان بالتفرد بالقرار حول الاستحقاق الرئاسي. وفي هذا المجال يتواصل الحريري مع حلفائه وبخاصة المسيحيين منهم. كذلك بري هو على اتصال دائم مع حلفائه في حزب الله كما من المفترض ان يكون على اتصال مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، لكنني لست متأكداً من ذلك». وامل «الا تكون عملية انتخاب الرئيس نتيجة صفقة»، متخوفاً من «عدم التوقف عند المواصفات الضرورية لشخص الرئيس».

وأكد البطريرك صفير على وجوب ان يكون هناك تفاهم عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس الجمهورية. وقال في عظة القاها امس: «العيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد هو ضرورة لا يمكن تجاهلها. ويجب ان يكون هناك تفاهم بينهم خاصة عندما يتعلق الامر بانتخاب رئيس للجمهورية. وبقدر ما يتم الاجماع او شبه الاجماع حوله، تسهل مهمة هذا الرئيس ويستطيع إذ ذاك ان يستقطب جميع ابناء البلد الواحد ويسير بهم الى ما يضمن امن البلد واستقراره وازدهاره. وهذا ما نأمل ان يتوفر لبلدنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالمنطقة وبلبنان. وأنا على يقين بان نواب الامة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب وسيقومون به على رغم كل العوائق».

واستقبل صفير الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص الذي قال عقب اللقاء: «قمت بهذه الزيارة لصاحب الغبطة اثر اعلانه مبادرته، اذ تقدم ببعض الاسماء برسم التوافق في الانتخابات الرئاسية. وباركت هذه الخطوة واعربت للبطريرك صفير عن امتنان اللبنانيين له لاقدامه على هذه الخطوة، لان الانظار كلها كانت شاخصة نحوه للقيام بمثل هذه الخطوة فقام بها وقام بواجبه. والآن الكرة في ملعب النواب الذين عليهم ان يتفقوا حول مرشح توافقي معين. وبالطبع الانظار شاخصة الآن نحو المتحاورين باسم الاكثرية والمعارضة اي الرئيس بري والنائب الحريري عسى ولعل ان يتم الاتفاق بينهما حول اسم يجمع عليه مجلس النواب».

وعلى صعيد ذي صلة، اعتبر رئيس الحكومة السابق عمر كرامي «ان موقع رئاسة الجمهورية في نظامنا اللبناني هو موقع اساسي، وخصوصاً في الظروف الحاضرة التي يعيشها لبنان». واكد ان النائب ميشال عون «لا يزال مرشح المعارضة الوحيد». وقال: «ان انتخاب رئيس سيحدث انقلاباً كبيراً في سياسة الدولة اللبنانية وخصوصاً ان هناك انقساماً كبيراً في الرأي العام اللبناني بين فئتين. ولا اقول انه انقسام سياسي، بل اقول انه انقسام وطني. فموقع رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة هو اساسي ومهم. ومهامه خطيرة جداً ويمكن ان تقلب الوضع في المنطقة ككل. لذلك نرى هذا الاهتمام الكبير للبنانيين بهذا الاستحقاق».

ونبه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الى «ضرورة وعي خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان». وقال في تصريح ادلى به امس: «ان الوحدة الوطنية هي الكفيلة حل كل ما نعاني منه من ازمات. لذا يجب على كل اللبنانيين التوحد والابتعاد عن التصعيد السياسي الذي لا يخدم لا لبنان ولا اللبنانيين». وأضاف: «العالم كله همه الاستحقاق الرئاسي وكأنهم أحرص منا على بلدنا وشعبنا. نحن مع كل مبادرة انقاذية سواء مبادرة الرئيس بري او البطريرك صفير. وكل من يريد ان يقدم نصيحة نحن نشكره. لكن على اللبنانيين ان ينهضوا من كبوتهم ويقوموا بحركة انقاذية تضع البلاد والناس على المسار الصحيح لان لبنان لم يعد يحتمل كل هذه الازمات. وعلى النواب التوجه الى مجلس النواب الاربعاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد. نحن نريد رئيسا واحدا للجمهورية، فلماذا لا يتنازل اللبناني لاخيه اللبناني ويجتمع النواب في المجلس النيابي لان الاجتماع في فينيسيا لا فائدة منه؟».

ودعا «اللقاء التشاوري الصيداوي» في ختام اجتماع عقده امس بدعوة من النائبة بهية الحريري في دارة العائلة في مجدليون، جميع النواب الى «القيام بواجبهم الوطني والدستوري في هذه اللحظات المصيرية التي يعيشها لبنان والتجاوب مع المبادرة التوافقية التي رعاها البطريرك صفير والرئيس بري والنائب الحريري». واكد اللقاء «ان استقرار مدينة صيدا وامنها هو مسؤولية كل المخلصين فيها. ولا سلاح في المدينة الا سلاح الشرعية ممثلة بالجيش اللبناني والقوى الامنية المدعوة لأن تتحمل المسؤولية الوطنية في التصدي لأي محاولة للاخلال بالامن والنظام».

وقالت النائبة الحريري، في تصريح عقب الاجتماع: «ان الوضع الاستثنائي في البلاد استدعى عقد هذا اللقاء الاستثنائي. وان المجتمعين أجمعوا على مناشدة النواب القيام بواجباتهم تجاه الاستحقاق المنتظر من كل الشعب اللبناني ومواصلة الحوار وصولا الى التوافق على الانتخاب وعدم ترك لبنان للفراغ والتجاوب مع الارادة التي أظهرها البطريرك صفير بوضع لائحة الأسماء التي أرسلت الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري».

ورأى عضو كتلة نواب «حزب الله» حسين الحاج حسن «ان الوضع السياسي في لبنان ما زال راوح مكانك». وقال: «الاتصالات مستمرة للوصول الى رئيس توافقي. وأمامنا اربعة ايام تفصلنا عن موعد الجلسة. وترافق الاجواء مؤشرات تحاول تعطيل التوافق. وسمعنا منذ ايام طرفين اساسيين يحاول احدهما فك التوافق والتحالف مع الآخر. فالنائب الحريري قال للعماد عون انت شخص مؤهل للرئاسة وانت ابو 14 آذار ومشكلتك انك تتحالف مع حزب الله. والحريري رئيس اكثرية بسبب تحالفه مع حزب الله ولم ينل الاكثرية الا لانه تحالف مع حزب الله. واذا كان يخجل من حزب الله ويحرض الجنرال عون فليستقل نوابه الذين اتوا بهذا التحالف وساعتئذ يكون رئيساً لاقلية».

وشدد على رفض اي فتنة سنية ـ شيعية، متسائلاً: «من يستفيد من هذه الفتنة ولمصلحة من؟ ونقول بكل وضوح المقاومة في لبنان وحزب الله هما الضمانة الاساسية الاولى والراسخة في وجه اي فتنة. والذين يحرضون على الفتنة هم الذين انخرطوا في مشاريع الفتن سابقاً».

وقال عضو كتلة نواب حركة «امل» علي بزي: «من يتكلم عن التوافق والوفاق يأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان وكل اللبنانين لان الوفاق هو حامي الجمهورية وهو الذي يصون الوحدة الوطنية الداخلية ويزيل الالتباسات والمخاوف والهواجس والشكوك ويكرس قواعد العيش المشترك ويحفظ وحدة البلاد والعباد ويبدد الخوف ويلغي السجالات، لكن للتوافق والوفاق عناوين وأسساً اولها ان نحتكم الى الدستور وآلياته ومواده والى اتفاق الطائف ونصاب الثلثين في انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية».