اللقاء الأخير بين عباس وأولمرت اليوم قبل «أنابوليس» لمناقشة العقبات

مخاوف فلسطينية من تطبيع عربي ـ إسرائيلي.. وكوشنير: الاستيطان الإسرائيلي أبرز تحد أمام السلام

توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية الخاص الى الشرق الاوسط يجلس مع فتاتين فلسطينيتين اثناء زيارته لمدرسة في مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت مسؤولة إسرائيلية أمس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيعقدان اليوم آخر لقاء لهما قبل الاجتماع الدولي حول الشرق الأوسط المرتقب في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في انابوليس بالولايات المتحدة. ومن جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الاسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق تقدم «عاجل» قبل اجتماع انابوليس ومؤتمر المانحين في باريس الذي سيليه، فيما صرح بان سياسة الاستيطان الإسرائيلية تمثل «ابرز عقبة امام السلام». وقالت ميري ايسين، الناطقة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، ان «لقاء بين رئيس الوزراء ومحمود عباس مرتقب الاثنين (اليوم) تمهيدا لاجتماع انابوليس»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين لاجتماع أنابوليس، احمد قريع، حصول اللقاء. وقال قريع «سيعقد الاجتماع غدا (اليوم)».

من جهتها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة ان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بصدد الاجتماع في وقت لاحق أمس مع احمد قريع في محاولة لصياغة وثيقة مشتركة يفترض ان تستخدم قاعدة لمباحثات انابوليس. وقالت ليفني في مؤتمر صحافي في القدس إن دور العالم العربي هو «دعم المعتدلين في السلطة الفلسطينية»، مؤكدة أن المؤتمر مجرد «بداية».

وقالت الاذاعة ان الحكومة الاسرائيلية يفترض ان تناقش اليوم ايضا مسألة الإفراج المرتقب عما بين 400 و500 معتقل فلسطيني من اعضاء فتح «كبادرة حسن نية».

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان اللقاء بين اولمرت وعباس سيعقد بوجه الاحتمال اليوم، مضيفا انه سيصدر اعلان رسمي بهذا الصدد خلال النهار.

وعن البيان الذي سيصدر عن فريقي المفاوضات قال عريقات إنه لم تتم حتى الآن صياغة جملة واحدة في هذا البيان.

وقال ياسر عبد ربه امين سر الوفد الفلسطيني المفاوض لإذاعة «صوت فلسطين» امس «إن هذا الاجتماع سيناقش العقبات التي تواجه المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية التي تجرى الآن استعدادا لقمة انابوليس».

وذكر عبد ربه ان «العقبات التي تواجه هذه المفاوضات ليست سهلة، فيما يقترب موعد المؤتمر الدولي»، وأضاف «هناك أمور غير واضحة، كتلك التي تتعلق بتنفيذ خطة خارطة الطريق وقضايا القدس والمستوطنات والمعتقلين وغيرها من القضايا».

ورغم الاجتماع الذي عقد اول من امس بين طاقمي المفاوضات، قال عبد ربه انه لا يستطيع الحديث عن اي انفراج، أو تحقيق أي تقدم كبير. وحسب مصادر اسرائيلية سيضغط أولمرت على عباس كي يحاول إقناع أكبر عدد من الدول العربية بالمشاركة في المؤتمر، اذ سيشارك ابو مازن في اجتماع الجامعة العربية الذي سيعقد الخميس في القاهرة لبحث تقدم المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 ويخشى مسؤولون فلسطينيون أن تنجح اسرائيل في الاستفاده من المؤتمر، للتطبيع مع الدول العربية، واحياء خارطة الطريق، وضمان امنها،  والإعلان عن انطلاق المفاوضات دون جدول زمني. ومن جانبه، اكد وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير، الذي يزور اسرائيل ورام الله بالضفة الغربية، في مؤتمر صحافي عقده عقب لقاء مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني «نحن حقيقة في مرحلة تستدعي (تحركا) عاجلا». وتابع ان اجتماع انابوليس «سيقودنا الى مؤتمر (المانحين) في باريس. وهذا المؤتمر هو المكان الذي يتوجب علينا ان نعطي فيه قوة للقرارات والتوجهات التي سيتم التوافق عليها في انابوليس» في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية المقبلة.

ومن المرتقب ان تجتمع حوالي ثمانين دولة ومنظمة دولية مبدئيا في 17 ديسمبر (كانون الأول) في باريس لتمويل قيام دولة فلسطينية، في سياق اجتماع انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية الذي لم يحدد بعد بدقة موعده ولا جدول اعماله. لكن مصادر دبلوماسية اشارت الى ان الاجتماع قد يعقد في 27 نوفمبر (تشرين الثاني). وقد التقى كوشنير ايضا رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت على ان يجتمع في وقت لاحق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك ممثل اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وفي حديث للصحافة الفلسطينية قبل محادثاته دعا كوشنير بإلحاح اسرائيل لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية «فورا». وقال لصحيفة «الأيام» الفلسطينية انه سيكرر لمحادثيه الإسرائيليين موقف فرنسا وهو ان «الاستيطان ليس غير مشروع قانونيا فحسب، بل انه سياسيا يمثل ابرز عقبة أمام السلام». وشدد على ان «على إسرائيل إيقاف ذلك فورا للتقدم نحو السلام».

وأضاف «ليس هناك اي مبرر لتوسيع المستوطنات: لا النمو الطبيعي ولا الناحية الأمنية. بل خلافا لذلك سيقوي الاستيطان الإحساس بالظلم وسيعزز انعدام الامن».

واعتبر كوشنير انه «حان الوقت للمضي نحو الأمام كي نبرهن بسرعة وعمليا للشعب الفلسطيني انه سيستفيد من السلام»، مؤكدا ان «هدفنا المشترك معروف: قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة سياسيا واقتصاديا في 2008». وتابع «يجب إذاً ان يكون (اجتماع) انابوليس نقطة انطلاق عملية دبلوماسية وسياسية واقتصادية من شأنها اتاحة التوصل سريعا الى الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية».

لكنه اكد في حديث آخر نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان فرنسا «لن تتهاون مطلقا بشأن امن اسرائيل وتطلعها المشروع للعيش في سلام مع جيرانها، الى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة». كما دعا الى اعطاء كل «الفرص» للقاء انابوليس.

الى ذلك، قال مبعوث اللجنة الرباعية الخاص الى الشرق الأوسط، توني بلير، في مقابلة نشرت امس انه يأمل في الإعلان خلال ايام عن مشاريع لخلق وظائف لآلاف الفلسطينيين.

وقال بلير في مقابلة نشرتها صحيفة «جورنال دو ديمانش»: «آمل في التمكن من الاعلان في الايام المقبلة عن بعض المشاريع التي، اذا تحققت، ستؤدي الى خلق الاف الوظائف للفلسطينيين».

وقبل اسابيع من اجتماع السلام الدولي المرتقب قبل نهاية السنة في انابوليس، لفت رئيس الوزراء البريطاني السابق الى ان «هذه العملية كسبت مصداقية».

الى ذلك، طالب احمد بحر، رئيس كتلة نواب حماس في غزة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف فوري للقاءات مع اسرائيل وعدم التوجه الى اجتماع انابوليس. ودعا بحر الكتل النيابية كافة ولا سيما كتلة فتح الى حضور الجلسة القادمة والتي ستعقد بعد غد. من ناحية ثانية، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئاسة الفلسطينية في رام الله ستعمل على حل قضية العالقين في قطاع غزة ابتداء من الأسبوع الجاري. وفي الوقت ذاته بدأ الفلسطينيون العالقون على معبر رفح أمس إضراباً مفتوحاً عن الطعام بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.