هجوم انتحاري وسط الرمادي يوقع 10 قتلى وجرحى

اعتقال 40 مشتبها فيه خلال الساعات الـ24 الماضية في الديوانية

جندي اميركي خلال دورية في سوق بمنطقة الدورة في بغداد امس (أ.ف.ب)
TT

قتل 4 اشخاص على الاقل واصيب ستة اخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت حاجز تفتيش قرب محكمة وسط مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار السنية غرب العراق، التي شهدت في الشهور الأخيرة هدوءا نسبيا. من جهة اخرى اعلنت مصادر امنية انجاز 80 في المائة من اهداف عملية «وثبة الأسد»، ضد عناصر «جيش المهدي» في الديوانية.

وقال المقدم مثنى هزاع من الشرطة العراقية، ان «انتحاريا يستقل سيارة مفخخة فجر نفسه داخل مرآب سيارات تابع للمحكمة في حي الورار وسط مدينة الرمادي، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص، بينهم امرأة، واصابة ستة اخرين بجروح». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله، ان الانفجار «وقع عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي». واعلنت السلطات حظر التجول في المنطقة التي وقع فيها الانفجار واغلاق جميع مداخل مدينة الرمادي.

من جانبه، قال مسؤول محلي في الرمادي ان «قوات الشرطة رصدت شاحنة صغيرة تسير بصورة مسرعة تجاه حاجز للتفتيش، فاطلقوا النار عليها بصورة كثيفة وتمكنوا من اصابة سائقها». واضاف «انحرفت الشاحنة تجاه مرآب سيارات تابع للمحكمة وانفجرت داخله، ما اسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين». واتهم المسؤول عناصر تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء تنفيذ الهجوم. مؤكدا ان «هذا الهجوم لم يؤثر على أمن المدينة والامور تحت السيطرة وستتم ملاحقة الارهابيين». يذكر ان الهدوء عاد الى محافظة الانبار في الفترة الاخيرة، بعد نجاح مجلس صحوة الانبار في اخراج عناصر تنظيم «القاعدة» منها.

من ناحية ثانية، اعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في الديوانية (جنوب بغداد) الاربعاء، اعتقال 40 مشتبها فيه خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، في اطار عملية «وثبة الاسد». وقال المصدر الأمني الذي يعمل في محافظة القادسية، ومركزها مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد)، مفضلا عدم كشف اسمه، ان «قوات الأمن العراقية المؤلفة من الجيش والشرطة، اعتقلت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية 40 مشتبها فيه، في مناطق متفرقة من الديوانية». واضاف ان «قواتنا الأمنية فرضت سيطرتها على مناطق حي الوحدة وشارع سالم (وسط) وحي الصدر الثالث (شمال) والنهضة (جنوب)، التي كانت تعاني توترا امنيا كبيرا». وقامت القوات الأمنية بتشكيل نقاط تفتيش ومراكز أمنية ثابتة في هذه المناطق، وفقا للمصدر.

واكد المصدر «انسحاب قوات الشرطة الوطنية، التي يقدر عددها بنحو 3500 مقاتل، من الديوانية للتوجه الى محافظات اخرى في العراق، بعدما تم انجاز 80% من اهداف خطة (وثبة الاسد)». وشدد على ان «قوات الأمن ستواصل تنفيذ الخطة خلال الاشهر الثلاثة القادمة».

وكان حسين البديري رئيس اللجنة الأمنية في محافظة القادسية، قد اعلن الاثنين اعتقال 49 من عناصر التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، خلال عملية «وثبة الاسد» المنفذة منذ السبت، بمشاركة القوات الاميركية ونحو ثلاثة الاف جندي عراقي وقوات من الشرطة الوطنية والمحلية، لملاحقة عناصر ميليشيات وخارجين عن القانون في الديوانية.

ومنذ نحو عام، بدأت حدة التوترات تتصاعد بين ميليشيا «جيش المهدي» التابع لمقتدى الصدر و«منظمة بدر» التابعة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، الذي يترأسه الزعيم السياسي الشيعي البارز عبد العزيز الحكيم. وأدى الصراع بين الفريقين الى تحول المدينة الى ساحة قتال خلال الاشهر الماضية، على الرغم من الاتفاق الذي ابرم بين التيار الصدري والمجلس الاعلى في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، لحقن الدم العراقي.