كوشنير يلغي مؤتمره الصحافي المشترك مع موسى في بيروت .. والمساعي تنتقل إلى إدارة الأزمة

الأكثرية لن تنتخب بالنصف زائداً واحداً... والمعارضة تريد حكومة انتقالية

TT

ازدادت صورة الوضع اللبناني ضبابية امس مع تزايد المؤشرات الى صعوبة الاتفاق بين القيادات على «رئيس توافقي» يتم انتخابه في جلسة «الفرصة الاخيرة» التي يعقدها مجلس النواب غداً قبل ساعات قليلة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود.

وفي المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الاوسط» امس ان الموفدين الدوليين والعرب والوسطاء المحليين بدأوا دراسة نقل هدف المساعي والاتصالات من تأمين «الوفاق الرئاسي» الى تأمين ادارة الازمة بأقل خسائر ممكنة في انتظار التوافق. وتبدو عملية ادارة الازمة امام اكثر من احتمال بات المؤكد منها استعداد الاكثرية لعدم الذهاب الى الانتخاب بنصاب النصف زائداً واحداً وتسلم حكومة الرئيس السنيورة صلاحيات الرئيس لفترة غير طويلة. غير ان هذا الاقتراح يصطدم بموقف المعارضة التي تطالب بحكومة انتقالية، على الاقل، مع استعدادها للقبول بتعديل في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وهو الامر الذي لم تؤكده مصادر المعارضة التي ترفض بقاء الحكومة الحالية باعتبارها «غير شرعية». كما ان رئيس الجمهورية اميل لحود سيصبح غير قادر منتصف ليل غد على اتخاذ اي خطوة بعد انتهاء ولايته. مما يفقد المعارضة ورقة مهمة في المواجهة القائمة.

وفيما أعطى إلغاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مؤتمراً صحافيا مشتركاً كان مقرراً عصر امس، اشارات متناقضة، بدا ان العقدة لا تزال تتلخص بعدم وجود قاسم مشترك بين الاكثرية والمعارضة التي قبلت مبدئياً باسمين من لائحة البطريرك الماروني نصر الله صفير، هما العماد ميشال عون والنائب ميشال اده، فيما قبلت الاكثرية بالأسماء الاربعة الاخرى.

وشدد مطران بيروت للطائفة المارونية بولس مطر على ضرورة انجاز الاستحقاق في موعده، محذراً من اخطار الفراغ وذهاب لبنان الى المجهول. وقال لـ«الشرق الاوسط» ان «اي مرشح من هنا او هناك يبقى افضل من الفراغ»، معتبراً ان ما يحصل الآن هو «تكبير للمشكلة من دون داع». وشدد على «ان اي رئيس لا يستطيع ان يختلف عن شعبه ولن يكون وحده مسؤولاً عن البلاد». واكد عضو كتلة نواب «حزب الله» حسين الحاج حسن ان المعارضة لن تقبل ببقاء حكومة السنيورة او برئيس بالنصف زائداً واحداً. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان «الحل يكمن في القبول بمرشح توافقي. فاذا لم نتمكن من ذلك فاللجوء الى حكومة انتقالية إنقاذية». لكنه رفض الخوض في تفاصيل الخطوات التي قد تتخذها المعارضة رداً على اي خطوة قد تقدم عليها الاكثرية.

وتحدثت مصادر قريبة من عون عن «تحولات وإعادة تموضع الكثير من الفرقاء» في ضوء المبادرات الدولية التي اقرت بالدور اللبناني. وقال امين سر تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان لـ«الشرق الاوسط» ان «الحل يجب ان يكون لبنانياً وينطلق من الشراكة الحقيقية والتفاهم على آلية لبنانية لتطبيق القرارات الدولية» معتبراً ان «مدرسة التصادم المتمثلة بالدعوة لانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً وبقيام حكومتين تضمحل لمصلحة مدرسة الانتاج الداخلي».

ورأى كنعان ان عدم انتخاب رئيس غداً «ليس آخر الدنيا» قائلاً: «لا بد ان يحصل تفاهم على شيء ما حول عملية ادارة الامور» رافضاً الخوض في سيناريوهات متشائمة ومؤكداً ان «المعارضة تسعى الى تجنب الصدام. ونأمل عدم حصوله».

هذا، وواصل السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة تحركه بين القيادات اللبنانية. واكد لـ«الشرق الاوسط» ان المملكة «تؤيد التوافق بين اللبنانيين. ولا يوجد لديها اي مرشح مفضل للرئاسة». وتمنى على اللبنانيين اغتنام فرصة التوافق المتاحة امامهم.