موسى غادر إلى القاهرة متمسكاً بـ«بعض الأمل» والأكثرية البرلمانية تنفي الموافقة على المرشح إده

بعد لقاء مع نصر الله ويوم من المشاورات المكثفة

مجموعة من ناشطي حركة «خلص» (كفاية) اللبنانية خلال اعتصامهم امس قبالة مبنى البرلمان في بيروت للمطالبة بانجاز الانتخاب الرئاسي قبل انتهاء مهلته الدستورية (أ ب)
TT

غادر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بيروت امس، وهو متمسك بـ«بعض الامل» في امكانية حلحلة العقد التي تعترض توافق الفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية. فيما بقي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في العاصمة اللبنانية لمواصلة لقاءاته مع القوى والمرجعيات المعنية تأكيداً لتمسك باريس بالمبادرة الفرنسية حيال هذا الاستحقاق. وقد اختتم موسى نهاراً مكثفاً من المحادثات بلقاء مع وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ . ووصف الامين العام للجامعة العربية لقاء مطولاً عقده بعيداً عن الاضواء مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ليل اول من امس، بأنه «ايجابي».

واذ اشار في تصريحاته الى انه مضطر للمغادرة الى القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، قال ان الامور باتت «اكثر تحديداً» وان البحث مع الفرقاء يدور حول الاسماء الواردة في لائحة المرشحين الرئاسيين التي وضعها البطريرك نصر الله صفير.

وكان موسى التقى صباح امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ثم زار مقر «الاسكوا» في وسط بيروت. وانضم الى لقاء ثلاثي جمعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير كوشنير الذي زار لاحقا الرئيس اللبناني امين الجميل في دارته في بكفيا لمناسبة الذكرى الاولى لاغتيال نجله الوزير بيار الجميل. وشملت لقاءات بري السفير السعودي عبد العزيز خوجه الذي اكتفى بالقول: «الاجواء جيدة»، ثم السفير الروسي سيرغي بوكين. واطلع البطريرك صفير على حصيلة مداولاته حول الاستحقاق الرئاسي. اما سفير الولايات المتحدة فاقتصرت لقاءاته المعلنة امس على رئيس «تيار المردة» الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية.

ولدى انتهاء لقائه مع الرئيس بري قال موسى للصحافيين: «لا ازال على اقتناعي. واعتقد ان الرئيس بري يسير بالاقتناع نفسه بأن الامل لا يزال قائماً. والعمل سوف يستمر للتوافق على شخص الرئيس او اسمه. وسنظل على تواصل مع الرئيس بري لانني مضطر الى المغادرة للمشاركة في اجتماع لمجلس وزراء الجامعة العربية للنظر في مؤتمر انابوليس... انما موضوع لبنان سيظل حاضراً معي وسنكون على تواصل. وقد اعود قريباً، انما ارجو ان تشعروا كلبنانيين قبل ان تكونوا صحافيين ان الامل غير مفقود».

وسئل اذا كان يتوقع ان تحصل الانتخابات غداً الجمعة، فأجاب: «هذا احتمال اتركه ليوم الجمعة». واشار الى ان «الامور اصبحت اكثر تحديداً. والحديث يدور حول القائمة التي بعث بها غبطة البطريرك صفير». وتطرق الى الفيتوات التي يضعها بعض الافرقاء، قائلاً: «لا يزال هذا قائماً انما من الممكن من الآن وحتى يوم الجمعة ان تسهل الامور، فهي ليست جامدة وانما متحركة». ورفض الدخول في الاسماء لأن «هذا موضوع لبناني بحت».

هذا، وقال موسى عقب اجتماعه بالوزير صلوخ: «ارجو ان نحتفظ جميعاً بالأمل بالتوصل الى توافق واتفاق وحركة الى الامام في اطار احترام المستحقات الدستورية. ولبنان يجب ان يكون فوق الجميع عندما نأتي الى البحث في كيفية الخروج من الازمة الحالية».

وسئل: بعد اجتماعكم بكل من الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والنائب ميشال عون وقولك انك متفائل، هل هذا يعني اننا نسير باتجاه اعتماد اسم ميشال اده؟ فأجاب: «اولاً، لا اريد الدخول في الاسماء، لان الاسماء تتعلق بلبنان واللبنانيين لانهم اصحاب القرار في هذا الموضوع. ثانياً ابتغاء للدقة قلت فلنحتفظ بالأمل. ولا يزال هناك امل في التوصل الى التوافق. ولم اذكر كلمة التفاؤل او التشاؤم».

وسئل عن اجواء اللقاء مع الامين العام لـ«حزب الله»، فأجاب: «اجتماعي بالامين العام لحزب الله كان اجتماعا ايجابياً. وقد تعرض بعمق الى ما هو جار والى الآفاق التي يجب ان تظل مفتوحة. وتواصلي مع السيد نصر الله تواصل مفيد للغاية. ونتكلم عن مستقبل لبنان في اطار من السلام اللبناني والسلام الأشمل. وهو مفيد في اطار المباحثات التي نجريها هنا». واشار موسى، رداً على سؤال، الى «ان المشاورات كلها تجري في اطار اللائحة التي بعث بها غبطة البطريرك». وقال: «لسنا يائسين، ولن نغسل ايدينا».

من جهته، اكد الوزير كوشنير عقب زيارته الرئيس الجميل، على وجوب «الوصول الى مرشح يحصل على اصوات الهيئة الناخبة يوم الجمعة». وقال: «لم يبق سوى يومين لذلك، فالمبادرة الفرنسية ليست الا عملاً موازياً لعمل اللبنانيين، فنحن نأتي من الخارج ونحاول ان نساهم. ولكن يعود للبنانيين محاولة انتخاب رئيس يوم الجمعة، آخر مهلة للاستحقاق الرئاسي. وهناك لائحة البطريرك. والمباحثات حول هذه اللائحة فشلت لغاية الآن. اتمنى ان يبقى الامل والمبادرة والتصميم والنوايا الطيبة لدى اللبنانيين».

وسئل عن تهديده بتسمية معرقلي التوافق، فأجاب: «ما زلت اعتقد بأن الدواليب لا تزال تسير. وما زلت افكر بتصميم وبأمل بأن يوم الجمعة يوم آخر، وستكون لنا مفاجأة سارة».

وأثنى الجميل على الجهود التي تبذلها فرنسا والرئيس نيكولا ساركوزي وقال: «ما يعزينا في هذه الاوقات ان اصدقاء لبنان يحملون مصالحه في قلوبهم في هذه الاوقات المفصلية». وقال: «سأقوم في الساعات المقبلة باتصالات مع العماد ميشال عون ومع الدكتور سمير جعجع ومع جميع الشركاء في 14 آذار، ومع المعارضة ومع كل الشخصيات المعنية التي يمكن ان تسهم في حل الازمة. فمن الضروري ان نحدث هذه الصدمة الايجابية في الساعات المقبلة لتلافي الفراغ الذي اخشاه». وكشف النائب عمار حوري (تيار المستقبل) ان النائب سعد الحريري ابلغ الرئيس بري خلال اجتماعهما اول من امس رفض ترشيح الوزير السابق ميشال اده «كمرشح حصري ووحيد او مفروض يخرق القاعدة التي اتفق عليها بموجب المبادرة الفرنسية». واكد «ليس صحيحا ما ورد في وسائل الاعلام اننا قبلنا ميشال اده مرشحا وحيدا». أما الرئيس السابق للحكومة، نجيب ميقاتي، فقد زار البطريرك صفير وقال عقب اللقاء انه «اذا حصل الفراغ، لا سمح الله، فالدستور اللبناني هو بوصلة الجميع. وقد اخذ في الاعتبار هذه الامكانية، فجاء في مادته الثانية والستين ان الحكومة الحالية تتسلم صلاحيات الرئيس».

وزار وفد من قوى «14 آذار» ضم النائب سمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد، البطريرك صفير. وعقب اللقاء قال سعيد: «الموضوع كان محصورا باستحقاق رئاسة الجمهورية. ..وقد حاول السوريون إرباك الساحة اللبنانية بوضع المسؤولية على الجانب المسيحي، وكان يجب ان يكون هناك اجماع مسيحي، وإذا لم يتم الاستحقاق فهي مسؤولية مسيحية.