باريس تحذر من «ازدواجية السلطة» في لبنان وتعتبر أن فرصة اجتياز الانتخاب بنجاح متوفرة

TT

رغم التعقيدات التي تواجهها مهمة وزير الخارجية الفرنسي في بيروت لحمل النواب اللبنانيين على انتخاب رئيس توافقي، ما زالت باريس، بحسب مصادر واسعة الاطلاع، تعتقد أن ثمة فرصة لاجتياز هذا الامتحان بنجاح. وبموازاة ذلك، تحذر المصادر الفرنسية بقوة من الترويج لفكرة أنه يمكن التحكم بالفراغ الناتج عن الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتؤكد أكثر من أي وقت مضى أن الفراغ يعني ازدواجية السلطة والفوضى ويحمل في طياته بذور حرب أهلية. وحتى الآن، امتنعت باريس عن الكشف عن تصورها لما بعد انتهاء ولاية الرئيس لحود الممدة في حال عدم انتخاب رئيس جديد. غير أن المصادر المشار اليها كشفت أمس ان فرنسا تعتبر أنه يتعين أن يسلم الرئيس لحود سلطاته الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وترى هذه المصادر، أنه إذا كانت هناك تحفظات على «الشرعية السياسية لحكومة السنيورة، ليست هناك تحفظات على شرعيتها الدستورية». وأعلن مستشار الرئيس ساركوزي الدبلوماسي، السفير جان دافيد ليفيت، أمس في مؤتمر صحافي أن باريس تعتبر أنها «لا تخاطر بأي شيء في حوارها مع سورية» مضيفا أنه على العكس من ذلك، فإن محاصرتها وعزلها «يمكن أن يدفعا دمشق الى عرقلة المسار» أي انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وكان ليفيت زار دمشق في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) بمعية أمين عام قصر الأليزيه كلود غيان الذي عاد أول من أمس الى العاصمة السورية والتقى الرئيس بشار الأسد. وتقول المصادر الفرنسية أن غرض الزيارة كان «التأكد» من ان السوريين ما زالوا متمسكين بالتفاهم الذي توصلوا اليه مع الفرنسيين حول الانتخابات.

وكشفت المصادر الفرنسية أن أحد بنود التفاهم ينص على الوصول الى اتفاق بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري «على اسم أو اسمين أو حتى ثلاثة» والنزول بها الى مجلس النواب. والحال أن المعارضة ترفض قبول هذا الأمر وتتمسك بالمرشح ميشال أده مرشحا توافقيا وتربط إجراء العملية الانتخابية بقبول الفريق الأكثري به. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن سورية قالت لغيان إنها «ما زالت متمسكة بالتفاهم». وتتخوف باريس من «ازدواجية في اللغة» السورية. ولكن فرنسا تعتبر أن لدمشق «التأثير الأكبر وقبل إيران» على حزب الله وبالتالي على تطور الأمور في لبنان.

وتبدو الصورة من باريس أن العماد عون يشكل العقدة الأولى بسبب رفضه التحول من وضعية المرشح الرئيس الى وضعية الناخب الرئيس. ونقلت هذه المصادر عنه قوله ردا على دعوته الى التصرف كرجل دولة وتسهيل الانتخاب والتحول من ملك الى «صانع للملوك» أنه «يريد أن يكون الملك». وأخذت هذه المصادر على حزب الله أنه «لا يكشف ما يريد» مما يدفع الى التصور أن له ربما «أجنده أخرى سرية».

وفي الموضوع الأميركي، ترى باريس أن التفاهم مع واشنطن قائم وهي تقول لنا: «نحن نقبل ما يقبله اللبنانيون ولن نكون لبنانيين أكثر منهم». غير أن هذا «التساهل» يفترض التوصل الى نتائج إيجابية مع حلول مساء 23 من الشهر الحالي وإلا فإن واشنطن تعتبر أنها «تستعيد حرية الحركة» أي أن تعود الى موقفها التقليدي ودعم قوى 14 آذار ولانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا.