واشنطن تتمنى على الرياض إرسال سعود الفيصل.. وتؤكد أنها لن تغلق المايكروفون في وجه المعلم

أنابوليس: أكثر من 40 دولة مدعوة للحضور بينها سورية

نواب حماس يقرون في جلسة عقدت أمس في مقر المجلس التشريعي في غزة استباقا لمؤتمر أنابوليس، قانونا يحظر التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين (أ.ب)
TT

أعلنت ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش أخيرا توجيهها دعوات الى أكثر من 40 دولة ومنظمة تأمل في حضور مؤتمر السلام المتوقع عقده الأسبوع المقبل في انابوليس بولاية ماريلاند. إلا إن الطريق الطويل الذي اتبعه المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية قبل الإعلان يعكس المقامرة التي تخوضها الإدارة، بالاضافة الى الطبيعة غير المستقرة للنتائج. وحتى بعد ظهر يوم الثلاثاء كان المسؤولون الأميركيون مستمرين في التفاوض مع نظرائهم العرب حول ما إذا كانت السعودية وسورية ستتمثلان بوزيري خارجيتهما في المؤتمر، أو بمستويات اقل.

واتصل الرئيس بوش بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول من أمس لكسب تأييده للمؤتمر، وبصفة خاصة محاولة الحصول على موافقته على أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سيمثل السعودية، طبقا لما ذكره المسؤولون في الادارة. وتجدر الاشارة الى أن وجود الأمير سعود يعتبر أمرا مهما لضمان مستويات معينة من الالتزام العربي بعملية السلام. إلا أن الحكومة السعودية لم تكن راغبة في منح مؤتمر أنابوليس إقرارا عالي المستوى من دون ضمانات أن المفاوضات ستكون حقيقية وتقدم فيها إسرائيل تنازلات حقيقية، منها تجميد المستوطنات التي ستؤدي الى الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها عام 1967.

واكتفى غوردون جوندرو، المتحدث باسم البيت الأبيض، بالقول إن بوش والملك عبد الله «تبادلا وجهات النظر حول العملية الجارية الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمجتمع الدولي». وقال ديفيد والش، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في مؤتمر صحافي أول من أمس إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بعثت بدعوة الى كل من الأمير سعود الفيصل، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال والش إن قرار الحضور يرجع الى الدول، ولكنه أضاف «آمل وأتوقع ردود فعل ايجابية».

وذكر مسؤول عربي مطلع على المفاوضات، طلب عدم ذكر اسمه، أنه من المرجح أن يحضر الأمير سعود المؤتمر. وأضاف والش «لن نغلق الميكرفون» اذا ما اراد المعلم، حضور المؤتمر ورغب في الحديث، ونادرا ما يتفاعل المعلم مع المسؤولين في الادارة الاميركية بسبب سياستها تجاه سورية. وكان المسؤولون الإسرائيليون قد طلبوا دعوة سورية، كما ذكر عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية بصفة خاصة انه من الخطأ استبعاد سورية من المؤتمر. وإذا ما حضر مسؤولون سعوديون المؤتمر، فستكون مناسبة نادرة في محادثات اسرائيلية ـ فلسطينية.

وكان الأمير بندر بن سلطان، سفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة قد حضر مؤتمر مدريد في خريف عام 1991، كمراقب، وليس كمشارك رسمي.

واتصل بوش هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أثناء وجوده أمس في العاصمة الأردنية، وبحث معه الاستعدادات الخاصة بعقد أنابوليس. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية «إن بوش أكد لعباس التزامه بدعم عملية السلام وإن المؤتمر الدولي سيشكل فرصة لتحديد شكل واضح للدولة الفلسطينية».

ومن المفروض ان المؤتمر الذي سيبدأ باجتماع تمهيدي في واشنطن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وينتقل الي أنابوليس في اليوم التالي أن يطرح قضية مفاوضات السلام حول الوضع النهائي (اللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود والأمن والمياه)، وهي قضايا تبدو صعبة ومتداخلة وحيرت مفاوضي السلام منذ عام 1979.

وقال مسؤول كبير في الادارة «هذه هي الكأس المقدسة في عالم الدبلوماسية. نحاول تجميع العالم العربي لتأييد هذه العملية وهم خبراء في اقامة الحواجز».

ومن المتوقع ان يفتتح بوش مؤتمر أنابوليس بخطاب مهم، يعكس فيه الضمانات للقادة العرب بأنهم سيعدون أجندة طموحة تلزم كل الأطراف بمفاوضات حاسمة حول وضع القدس، وتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية وإطار الدولة الفلسطينية. وقال مارتن إنديك، السفير الاميركي الأسبق لدى اسرائيل «هذه أهم نقطة. تريد الولايات المتحدة حقا من الدول العربية الحضور، لمباركة الموضوع». وحتي مساء أول من أمس لم يكن المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية على استعداد لتأكيد حتى تاريخ المؤتمر.

وقال شون ماكورماك، المتحدث باسم الوزارة، في تصريحات في وقت مبكر أول من امس، بلغة مبهمة حتي بالمقاييس الدبلوماسية «أملي ورغبتي هي الحديث معكم، في المستقبل غير البعيد، ليس فقط عن قائمة المدعوين، ولكن التاريخ أيضا بالإضافة الى أجندة مؤتمر أنابوليس. وأتوقع وجود يوم سيحضر فيه جميع المشاركون في أنابوليس، وربما توجد أحداث قبل المؤتمر وبعده».

من ناحية أخرى اقر الرئيس المصري حسني مبارك الذي ظهر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، في شرم الشيخ دعمه الكامل للاجتماع، وأثار الأمل بين المسؤولين الإسرائيليين بمشاركة عربية أوسع نطاقا في الاجتماع. وقال مار ريغيف، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية «من الواضح أننا نأمل في أن يكون موقف مصر ممثلا للموقف العربي الأكبر». وفي مؤتمر صحافي مشترك في شرم الشيخ، وصف الزعيمان اجتماع أنابوليس باعتباره نقطة انطلاق للمفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية نحو تسوية نهائية للنزاع. ووصف مسؤولون إسرائيليون قمة الثلاثاء بأنها «تغطي الأساسيات قبل اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية في القاهر اليوم. وترى إسرائيل أن الدعم العربي لعملية السلام أمر ضروري لمنح مزيد من الشرعية للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

* خدمة «نيويورك تايمز»