منظمات يهودية تطالب بطرح قضية المهاجرين اليهود العرب على أجندة أنابوليس

TT

تعاظمت في اسرائيل وبأوساط الجاليات اليهودية في اميركا المطالبة بطرح موضوع اليهود الذين هاجروا أواخر الاربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي الى اسرائيل من الدول العربية، على جدول اعمال مؤتمر أنابوليس، مقابل طرح الفلسطينيين لقضية اللاجئين. وتشهد اسرائيل والولايات المتحدة حملة تشنها منظمة «العدالة لليهود من الدول العربية»، للمطالبة بإدراج قضيتهم باعتبارهم لاجئين. وتدعي المنظمة أنه استناداً الى بحث قام به وزير العدل الكندي السابق اليهودي ارفيون كوتلر، فإن الدول العربية قررت عام 1948 استخدام مواطنيها من اليهود رهائنَ، مدعية أن هجرتهم في حينه كانت بفعل ضغوط ومضايقات من الحكومات العربية. ونجحت المنظمة اليهودية في تجنيد العديد من مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين في حملتها. وابدى العديد من كبار الكتاب الاسرائيليين تعاطفهم وتأييدهم لها. وفي مقال كتبه في عدد امس من صحيفة «معاريف» الاسرائيلية قال المعلق يعكوف احمئير، إنه يتوجب معالجة ما سماه الغبن والظلم اللذين لحقا باليهود العرب. يذكر أن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لم تستبعد طرح قضية «اللاجئين اليهود» عند التفاوض حول قضية اللاجئين الفلسطينيين.

من ناحية ثانية، كشفت «معاريف» أن قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية يؤكدون أن المخاطر التي ستنجم عن مؤتمر انابوليس، أكبر بكثير من الفرص. وأشارت الصحيفة الى أنه استناداً للتقييمات التي قدمها للحكومة يوفال ديسكين، رئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك)، ومئير دوغان رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، وعاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان)، فإن فرص نجاح المؤتمر تؤول الى الصفر. وبالتالي فإنه يتوقع أن تترتب على ذلك تداعيات أمنية خطيرة. وحذرت التقييمات من أن الفشل المتوقع للمؤتمر لن يمكن أبو مازن من التقدم نحو مخططه لاستعادة السيطرة على قطاع غزة وانتزاعه من حركة حماس، الأمر الذي يعني أنه سيتوجب على إسرائيل مواجهة تداعيات مواصلة حركات المقاومة هناك اطلاق الصواريخ.

في تطور آخر، حذر مفاوض إسرائيلي سابق الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مغبة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وفي مقال نشره في صحيفة «يديعوت احرنوت» اوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً، في عددها الصادر امس الاربعاء، قال الدكتور مناحيم كلاين كبير المستشارين للوفد الاسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين خلال مؤتمر كامب ديفيد، في يوليو (تموز) 2000 إن على ابو مازن ورئيس وفده المفاوض أبو علاء ألا يعودا لارتكاب خطيئة اتفاقية اوسلو، ويوافقا على تأجيل بحث القضايا الرئيسية مثل القدس واللاجئين والحدود والتجمعات الاستيطانية، محذراً من أن ذلك يعني أن تتواصل المسيرة التفاوضية الى ما لانهاية.

وحذر كلاين، وهو أحد كبار المستشرقين اليهود السلطة من الوقوع في اسر الخطة التي بلورها مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير والاهتمام بتطوير مؤسسات السلطة والموافقة على اقامة دولة في حدود مؤقتة.