رحلة شيراك من توزيع «لومانيتيه» الشيوعية.. إلى قصر الإليزيه

TT

احتفل جاك شيراك، العام الماضي، بعيد ميلاده في مدينة سان بترسبورغ عند صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد أسبوع تحديدا، سيحتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين. ولغاية اليوم لم يعرف أين سيتم ذلك. ولكن ما هو معروف أن نجم شيراك آخذ بالأفول، وهو الذي شغل أعلى المناصب في فرنسا ودخل المعترك السياسي عن طريق زواجه ببرناديت شوردون دو كورسيل المتحدرة من عائلة أرستقراطية من وسط فرنسا عام 1956، وهو كان قد تعرف عليها على مقاعد الدراسة وتزوجها، وهو في الرابعة والعشرين من عمره.

وإذا كانت لشيراك في شبابه ميول يسارية، وحتى أنه يروي أنه كان يوزع صحيفة «لومانيتيه» الشيوعية عند مدخل معهد العلوم السياسية في باريس، إلا أن عمله السياسي بدأه مع اليمين الكلاسيكي. وعقب تخرجه في المعهد العالي بالإدارة عام 1959، خطا شيراك خطوة في السياسة مع دخوله مكتب رئيس الحكومة جورج بومبيدو الذي كان عرابه في السياسة. وإبان «ربيع» الطلاب عام 1968، أصبح شيراك وزيرا للشؤون الاجتماعية وبرز نجمه للدور الذي لعبه في التفاوض مع النقابات التي كانت قد أعلنت إضرابا مفتوحا بموازاة إضراب الطلبة. ودخل شيراك الجمعية الوطنية (البرلمان) عام 1967 نائبا عن الحزب الديغولي وشغل عدة مناصب وزارية؛ أهمها وزارة الزراعة. ومنذ تلك الفترة، ابدى الرئيس السابق تعلقا بالزراعة والمزارعين لأنه كان نائبا عن منطقة ريفية وبسبب أطباعه أيضا. غير أن «ساعته» حلت عقب موت بومبيدو، إذ أنه دعم المرشح جيسكار ديستان ضد مرشح الحزب الذي ينتمي اليه، وهو جاك شابان دلماس. وكافأه جيسكار الذي فاز بالانتخابات بأن عينه رئيسا للحكومة، وهو في الثانية والأربعين من عمره. لكن «التعايش» بين الرجلين لم يطل فاستقال شيراك من منصبه بعد عامين وكرس نفسه للفوز برئاسة بلدية باريس، وهو ما حصل عام 1977. وبقيَّ رئيسا لها حتى انتخابه رئيسا للجمهورية عام 1995. ولم ينجح في الوصول الى قصر الإليزيه إلا عام 1995 بعد أن هزم المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان. وفي عام 2002، انتخب رئيسا للمرة الثانية حيث بعد أن نافسه في الدورة الانتخابية الثانية مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن. وكان يفكر في الترشح لولاية ثالثة، غير أن صعود نجم رئيس الجمهورية الحالي نيكولا ساركوزي حال دون بقائه لخمس سنوات إضافية في قصر الإليزيه.