مشروع «كلمة» يترجم 100 كتاب من 16 لغة و10 آلاف كتاب في مراحل لاحقة

ولي عهد أبوظبي: إسبانيا تترجم 10آلاف كتاب في العام والعرب يترجمون 400 كتاب فقط

TT

إذا كانت اللغة العربية تحتل المرتبة الثالثة في قائمة اللغات العالمية. ويقدر عدد ناطقيها ما يقرب من 250 مليون شخص، فإن متوسط الكتب المترجمة لكل مليون عربي هو أقل من كتاب واحد في كل عام، بينما يبلغ أكثر من 500 كتاب لكل مليون شخص في المجر. إلا أن هذه الهوة الثقافية الكبيرة في الثقافة العربية، يبدو أنها في طريقها للردم وتقليل الفجوة مع عالم المعرفة، حيث تستعد المكتبة العربية لاستقبال أضخم مشروع ثقافي في نوعه للترجمة، والذي أطلقه رسميا أمس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، عبر مشروع «كلمة»، الذي سيترجم (في عامه الأول) مائة كتاب من 16 لغة منها اليونانية واليابانية والسويدية والتشيكية والروسية والصينية والإيديش (لهجة ألمانية) والايطالية والنرويجية والدنماركية واللاتينية والإغريقية، فيما ستكون أكثر من نصف الكتب المرشحة باللغة الإنجليزية.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة ألقاها نيابة عنه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي أن الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، «ما هو إلا بدايةَ الغيثِ للمساهمةِ بدورنا في خارطةِ المشهدِ الثقافي الإقليمي والدولي». وأضاف الشيخ محمد أنه وفي حين تترجم الدول العربية ما يزيد على 400 كتاب سنوياً، فإن هذا الرقم ـ ورغم تزايده ـ لا يمثل إلا خُمس ما تترجمه اليونان مثلاً، «ويكاد لا يُذكر الرقم العربي ـ خجلاً ـ أمام ما تترجمه إسبانياً في عام واحد، إذ تترجم أكثر من 10 آلاف كتاب في السنة».

وبحسب ولي عهد أبوظبي، فإن إطلاق المشروع، يأتي ضمن استراتيجية أبوظبي للعمل على نشر المعرفة والتواصل مع العالم، بحيث يكون مشروع «كلمة» خطوة لتفعيل حركة الترجمة إلى اللغة العربية عن مختلف العلوم والمعارف الإنسانية، وسدّ الفجوة في المكتبة العربية والناجمة عن القصور في المواكبة السريعة لحركة النشر في الغرب، وذلك وفق معايير وآلياتٍ دقيقةٍ تستند في الأساس إلى جدوى الكتاب المرشح للترجمةَ للمجتمعِ وللثقافةِ العربيةِ. وأضاف «ويسعدنا أن يكون بين أيديكم اليوم أول ستة كتب تمت ترجمتها بالفعل، مؤكدين أنه لن يمر العام إلا وقد تخطينا حاجز ترجمة المائة كتاب كمرحلة أولى».

وكشف لـ«الشرق الأوسط» محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة الثقافة والتراث في أبوظبي، راعية مشروع «كلمة»، أنه بالرغم من الدعم اللامحدود الذي وجده المشروع، معنويا وماديا، من الشيخ محمد بن زايد «إلا أننا لم نستطع ترجمة أكثر من 100 كتاب في العام الأول، وذلك بسبب عدم وجود الكفاءات التي نستطيع معها ترجمة المزيد من الكتب». ووفقا للمزروعي، فإن خطة المشروع تستهدف الوصول إلى عشرة آلاف كتاب مترجم في العام الواحد، «ولكني لا أتوقع أن يتم ذلك قبل 10 سنوات من الآن». ولفت المزروعي أن «كلمة» سيفتح الباب على مصراعيه لتوجه الكثير من الجيل العربي الجديد للتخصص في الترجمة، «وبالتالي نفتح آفاقا واسعة أمام الشباب العربي، بترجمة أمهات الكتب، وبإعطائه الفرصة للمشاركة في هذا المشروع الكبير». ويقول مسؤولو المشروع إن هذه المبادرة تعتبر خطوة مهمة بالنسبة للوطن العربي، باعتبار أن المعرفة مهمة جدا، «فالكتب تمهد الطريق أمام الناس للوصول إلى المعرفة، كما أنها تحفز التنمية الفكرية والاقتصادية، وتثري حياة الناس». ويهدف مشروع «كلمة» لتمويل ترجمة ونشر الكتب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، دعم مبادرات التسويق والتوزيع، دعم وتشجيع صناعة الكتب العربية على الساحة العالمية وفي معارض الكتاب الدولية. وأخيراً الاستثمار في مهنة الترجمة لتشجيع وتأهيل المزيد من المترجمين لمستويات أعلى. وفي قائمة أول مائة كتاب يترجمها المشروع في عامه الأول، سيكون نصيب الأدب 32 كتابا، و24 كتابا للعلوم الطبيعية و13 كتابا في القانون والعلوم الاجتماعية والتعليم، و11 كتابا للفلسفة وعلم النفس و 10كتب للتاريخ والجغرافيا والسير، و5 كتب للفنون والألعاب والرياضة و5 كتب مصنفة كتبا عامة ومراجع.