استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين ظهر أمس، الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام السعودي. واستهل بوتين اللقاء بقوله «إنني أعرب عن سعادتي برؤيتكم في موسكو وباستقبالكم هنا. إنني أذكر الاستقبال الحار الذي لقيته في الرياض من جانب الملك عبد الله والأصدقاء السعوديين. أرجو أن تنقلوا اليه أسمى تحياتي وأمنياتي. أعلم أن برنامجا حافلا أنجزتموه في موسكو تناول كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والتجارية والتقنية العسكرية». من جانبه قال الأمير سلطان «إنني سعيد بلقائي رجلا عظيما مثلكم وبرئيس دولة نكن لها كل التقدير والاحترام. وفي نفس الوقت أقول ان العلاقات السعودية ـ الروسية لها مكانة خاصة ومصداقية. وكان برنامج زيارتنا محل تقدير وترحاب من الجميع. وهنا أنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز». وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد جرى خلال الاستقبال استعراض الروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين وأهمية تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والتنسيق المتبادل لرعاية المصالح المشتركة في ظل ما يتمتع به البلدين من إرث تاريخي وحضاري ومكانة دولية مرموقة وبما يملكانه من إمكانيات اقتصادية وثقافية كبيرة.
وكانت مصادر في الكرملين قد أشارت الى ان اللقاء تناول استعراض الأوضاع الدولية ولا سيما ما يتعلق منها بالمنطقة، الى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
وحضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي الدكتور مساعد العيبان، ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف.
بعد ذلك أقام الرئيس فلاديمير بوتين حفل غداء تكريماً للأمير سلطان حضره أعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد.
من جهة أخرى، استقبل ولي العهد السعودي صباح امس في مقر إقامته بموسكو سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، الذي أعلن ان روسيا تعرب عن عالي تقديرها للتعاون مع المملكة العربية السعودية، والذي قال انه يتطور في كل الاتجاهات. وجرى خلال الاستقبال بحث مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وخاصة الوضع في فلسطين والعراق بالإضافة إلى سبل دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.
وأشار لافروف الى تطابق مواقف البلدين تجاه القضايا الدولية الرئيسية على ضوء نتائج الزيارة الأخيرة التي سبق أن قام بها الرئيس بوتين للمملكة العربية السعودية في فبراير (شباط) 2005. وقالت المصادر الروسية ان لافروف ناقش مع ولي العهد المسائل المتعلقة بالمؤتمر المرتقب حول «الشرق الأوسط» في انابوليس والملف النووي الإيراني وجوانب العلاقات الثنائية.
من جانبه أشار ولي العهد الى ان المملكة تعرب عن ارتياحها تجاه السياسة التي تمارسها روسيا وعن املها في استمرار هذه التوجهات. وقالت مصادر دبلوماسية ان الجانبين ناقشا الدعوة التي اعلنتها موسكو حول عقد مؤتمر دولي لمناقشة قضايا الشرق الأوسط في العاصمة الروسية.
ونقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» عن مصدر في مجمع الصناعات العسكرية الروسية حديثه عن احتمال توقيع اتفاقيات بين البلدين حول شراء المملكة من روسيا طائرات مروحية ودبابات ومدرعات وصوارخ مضادة للطائرات تبلغ قيمتها نحو 4 مليارات دولار. واشارت الصحيفة الى انه من المنتظر التوقيع على تعاقدات قبل نهاية العام الجاري حول توريد، في الفترة 2008 ـ 2009، ما يقرب من 150 دبابة من طراز «ت 90 إس» . ونقلت الصحيفة عن مصدر روسي قوله ان «المفاوضات حول هذا الموضوع استغرقت ما يزيد على العامين. وانه من المنتظر الاتفاق على بيع عدد من مدرعات (بي إم بي 3) وما يزيد على مائة مروحية عسكرية وما يقرب من عشرين منظومة صاروخية متوسطة المدى من طراز (بوك إم 2 آي). وأشارت مصادر الصحيفة الى ان قيمة المشتريات من المروحيات تقدر وحدها بملياري دولار.
وقد غادر الأمير سلطان موسكو مساء أمس مختتماً زيارته الرسمية لروسيا الاتحادية.
وكان في وداعه في مطار فنوكوفو نائب وزير الخارجية الروسي، الكسندر لوسيوكوف والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا غازي الشربيني ورئيس المراسم بوزارة الخارجية الروسية.