موسى: العرب ماضون إلى أنابوليس والجولان ضمن إحدى جلسات المؤتمر

السعودية تشارك في أنابوليس «بناء على الإجماع العربي» * الفيصل: لسنا مستعدين لأي «عمل مسرحي» ونشارك لحفظ الحق الفلسطيني واللبناني والسوري

وزير الخارجية السعودي والأمين العام للجامعة العربية في مؤتمرهما أمس (أ ب)
TT

بينما أعلنت السعودية أمس مشاركتها بناء على الإجماع العربي في مؤتمر السلام حول الشرق الأوسط الثلاثاء المقبل في أنابوليس، أكدت على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل عدم استعدادها للدخول في أي «عمل مسرحي» أو لأي «مصافحات» لا تعبر عن الموقف السياسي قد يتضمنها المؤتمر، وذلك حين سُئل إن كان سيُصافح الطرف الإسرائيلي المشارك بـ«أنابوليس». فيما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن العرب قرروا الذهاب الى مؤتمر السلام، على مستوى وزراء خارجية الدول العربية مؤكدا ان المؤتمر سيتناول كافة المسارات، بما فيها قضية الجولان السوري التي ستتناولها جلسة بالمؤتمر مخصصة لموضوع «التسوية الشاملة».

وقال وزير الخارجية السعودي في بيان تلاه عقب اجتماع لوزراء خارجية 12 دولة عربية والمندوبين الدائمين في الجامعة لثلاث دول أخرى إن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية «قررت قبول الدعوة إلى مؤتمر أنابوليس على مستوى وزاري».

وقبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الخاص بإحياء فرص السلام بالشرق الأوسط، في أنابوليس برعاية الولايات المتحدة، وبعد جلسة مشاورات عربية حول المشاركة في المؤتمر شهدت مناقشات حادة تركزت حول الموقف السوري منه، أعلنت الجامعة العربية، على لسان أمينها العام، أمس موافقة الدول العربية المعنية المشاركة في المؤتمر على أساس المبادرة العربية التي أطلقتها قمة بيروت عام 2002 وأكدت عليها القمة العربية في الرياض هذا العام. وبينما أعلنت الجامعة أمس أن الذهاب إلى مؤتمر أنابوليس جاء بعد تأكيدات من الراعي الاميركي بشمول بحث كل المسارات الخاصة بالنزاع العربي الإسرائيلي، بما فيها قضية الجولان السوري المحتل، قال الأمير سعود الفيصل إن بلاده سوف تشارك في المؤتمر بناء على الإجماع العربي بشأن المشاركة فيه.

وأضاف وزير الخارجية السعودي أنه لمس رأياً عاماً «لم نشهده قبل اليوم في إسرائيل وأميركا والعالم للوصول إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط». من جانبه، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الولايات المتحدة وافقت على ادراج مرتفعات الجولان المحتلة على جدول اعمال مؤتمر انابوليس للسلام لكن سورية ستقرر ما اذا كانت ستحضر عندما تتسلم جدول الاجتماع.

وكان وزراء الخارجية العرب بعثوا برسالة للجانب الأميركي مطالبين بادراج قضية الجولان السوري على جدول الاعمال وبرد فوري من الخارجية الأميركية لكي تحدد سورية موقفها النهائي. قال عمرو موسى في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية إن جلسة تتعلق بالتسوية الشاملة من بين الجلسات الرسمية الثلاث لمؤتمر السلام سوف تتناول ما يتعلق بـ«الجزء السوري»، فيما أوضح الأمير سعود الفيصل «إذا كنا ذكرنا إننا ذاهبون من أجل المسار الفلسطيني الإسرائيلي والسوري الإسرائيلي، فماذا يعني هذا غير تناول قضية الجولان، لأن سورية ليس لديها قضية مع إسرائيل غير الجولان». ورداً على سؤال حول عدم وجود ضمانات أميركية لنجاح مؤتمر أنابوليس، قال الأمير سعود الفيصل «بالنسبة للعرب هناك مثل يقول: اقطع الشك باليقين.. إذا كانت هناك جدية (في المؤتمر) فسيأخذ الجدية من الدول العربية، وإذا لم يكن هناك جدية فليس هناك سيوف مصلتة علينا للموافقة على ما لا نريد الموافقة عليه». وأضاف رداً على سؤال عما إذا كان سيصافح وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني خلال مشاركتها بالمؤتمر، إن «قضية التطبيع تحكمها المبادرة العربية، وهي أن التطبيع يتبع السلام الشامل ونحن غير مستعدين لأي عمل مسرحي أو مصافحات لا تعبر عن الموقف السياسي. نحن غير مستعدين لكل هذه الشكليات أو إظهار مشاعر لا نشعر بها، وإنما المشاركة هي من أجل حفظ الحق الفلسطيني واللبناني والسوري»، مشيراً إلى أن بلاده كانت مترددة في المشاركة في المؤتمر الدولي حتى اللحظات السابقة لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس.

وبدأ وزراء الخارجية العرب (دول مجموعة الاتصال المفوضة من الجامعة العربية بمتابعة مبادرة السلام العربية، ووزراء من دول عربية أخرى، والرئيس الفلسطيني) محادثاتهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أمس في مسعى لصياغة موقف عربي مشترك لحضور المؤتمر الذي سيعقد في أنابوليس والذي تأمل الولايات المتحدة أن يطلق مفاوضات لانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أن مؤتمر أنابوليس «فرصة تاريخية نريد أن نستغلها وأن نستفيد منها، وأن نرفع صوتنا عاليا أمام المجتمع الدولي» قائلا إن «ما يهمنا في هذه اللحظة هو أن نصل إلى حل في أقرب فرصة. وفى الفترة الزمنية التي يكون فيها الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض».

واستهل وزراء الخارجية العرب اجتماعهم صباح أمس بالاستماع إلى شرح تفصيلي من أبو مازن حول السلام منذ بدايته مع الجانب الإسرائيلي وإلى اليوم، استمر نحو ثلاث ساعات.

وقال الرئيس الفلسطيني، في تصريحات صحافية على هامش اجتماع لجنة المبادرة العربية: «أرجو من الله أن تحضر جميع الدول العربية التي شاركت في اجتماع اللجنة في مؤتمر أنابوليس وتذهب الى هناك لنكون يدا واحدة نتحدث فيها عن قضايانا العربية سواء القضية الفلسطينية أو المسار السوري الإسرائيلي، أو المسار اللبناني الإسرائيلي»، مشيراً إلى ان أنابوليس سيشهد اطلاق المفاوضات من أجل بحث كافة جوانب القضية الفلسطينية على أساس خطة خارطة الطريق، والمبادرة العربية، ورؤية الرئيس جورج بوش، والاتفاقات السابقة، والقرارات الدولية».

وأضاف صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، أن «الهدف من اجتماع لجنة المبادرة العربية التي شارك فيها الرئيس الفلسطيني هو التوصل الى موقف عربي مشترك وموحد مستندا إلى المرجعيات التي وردت في دعوة الرئيس جورج بوش، أي قرارات الشرعية الدولية الرقم 242 و338 و1515 و397، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومرجعيات مدريد، والاتفاقيات الموقعة وأمور أخرى كثيرة».

وكان وزير الخارجية السوري قد قال في اجتماع وزراء الخارجية العرب إن الدعوة الأميركية لسورية وُجهت اليها بصفتها عضوا في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية كما انها ركزت على المسار الفلسطيني مؤكداً أن بلاده «لا تؤيد فكرة التطبيع المجاني مع إسرائيل، وأن أي تحرك باتجاه مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لن يتم من دون فتح ملف الجولان، وسورية لن تتنازل عن ذلك مهما كانت الأسباب».

وفيما أشار مصدر دبلوماسي لوجود «قلق مصري» من تحوُّل الاهتمام في مؤتمر أنابوليس من محاولة حل قضية فلسطين، إلى محاولة حل قضية الجولان، حيث لا توجد تحضيرات كافية لهذا الملف السوري، قال المصدر ذاته إن قرار وزراء الخارجية العرب المشاركين في اجتماع لجنة المبادرة العربية الليلة قبل الماضية بإرسال رسالة للولايات المتحدة، جاء بعد مناقشات حادة في «جلسة تشاورية» لهم، في مقر الجامعة العربية الليلة الماضية، بشأن مشاركة سورية في أنابوليس وأن سورية كانت رفضت (في البداية) المشاركة في مؤتمر السلام في ظل عدم إدراج ملف الجولان في الدعوة الخاصة بالمؤتمر المزمع.

على صعيد متصل أعلن في مصر أمس أن وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط سيتوجه إلى واشنطن يوم غد للمشاركة في مؤتمر «أنابوليس». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن مصدر دبلوماسي مسؤول قوله إنه من المنتظر أن يكون مؤتمر أنابوليس بمثابة نقطة انطلاق لتفعيل مفاوضات جادة على أسس مؤتمر مدريد للسلام ومبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ومبادرة السلام العربية.