حرب كلامية بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله»

مسرحها مجلس النواب بعد تأجيل جلسة الانتخاب

TT

شهد مجلس النواب مواجهة بين نواب «حزب الله» ونواب «القوات اللبنانية» على خلفية ما جاء على لسان النائب القواتي إيلي كيروز في أعقاب تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من أن «حزب الله» هو «مصدر الخطر الحقيقي على الدولة اللبنانية وعلى الكيان اللبناني وعلى الصيغة اللبنانية». وقد استدعى ذلك ردا من النائب حسين الحاج حسن الذي قال: «حزب الله أعاد الأرض مع كل اللبنانيين ومع الجيش اللبناني الذي قاتله سعادة النائب (كيروز) وقواته. ويبدو أن القوات اللبنانية وحدها قررت أن تقف بوجه التوافق».

وكان كيروز قد قال عقب تأجيل جلسة الانتخاب: «ان حضورنا اليوم، في اليوم ما قبل الاخير من انتهاء المهلة الدستورية، هو لتأكيد حقنا الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية. وهو العمل الاكثر نبلا وللتأكيد على اننا سنحتفظ بهذا الحق وسنمارسه في الوقت المناسب، وللتأكيد على أننا لن نتخلى عن صفتنا الرئيسية كغالبية منتخبة وفي مواجهة مع سياسات السيطرة الجديدة على لبنان». واضاف: «ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري ووفقا للقواعد الدستورية يكتسب اهميته من انه يوفر التفسير القانوني السليم للدستور ويؤمن التطبيق السليم للدستور ويضمن استمرارية المؤسسة الدستورية ويمنع حصول الفراغ ولا يعطي الأقلية النيابية الحق في تعطيل النصاب والجلسة والاستحقاق والنظام والجمهورية بمجرد عدم حضورها الى المجلس في جلسة الانتخاب». واعتبر «ان مصلحة اللبنانيين في المفترق الحاسم اليوم هي في انتخاب رئيس لبناني شكلا ومضمونا لولاية دستورية كاملة يعيد التوازن الى النظام السياسي اللبناني والى التعاطي الدولي مع المؤسسات الدستورية اللبنانية».

وختم كيروز قائلاً: «ان مصلحة المسيحيين في المفترق الحاسم اليوم هي في عدم الذهاب الى الفراغ او الى كل ما يشبه الفراغ. من هنا ادعو العماد ميشال عون ونواب كتلة التغيير والاصلاح وكل نواب المسيحيين، ورغم التباينات القائمة، الى عدم التأخر في التقاط اللحظة التاريخية والحضور الان الى المجلس النيابي من اجل الشروع فورا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الاطاحة مرة ثانية بالوجود السياسي الفاعل في معادلة الدولة والنظام. واقول للمسيحيين ان اصلاح الخلل في الشراكة الوطنية لا يمكن ان يتم من خلال التغطية على النظام السوري في لبنان وتبادل الخدمات ومن خلال التحالف مع حزب الله مصدر الخطر الحقيقي على الدولة اللبنانية وعلى الكيان اللبناني وعلى الصيغة اللبنانية».

ورد النائب الحاج حسن على زميله النائب كيروز، قائلاً: «أود أن أتحدث امام اللبنانيين لأذكر سعادته بالتاريخ، لبنان عام 82 احتلته القوات الإسرائيلية في ثلاثة أرباع مساحته. وهو يعرف من كان يتعاون مع القوات الإسرائيلية. وهو يعرف أن الذي حرر لبنان هو المقاومة بكل أطيافها وفي طليعتها حزب الله». وأضاف: «السيادة بلا أرض، أو السيادة مع أرض محتلة، هي سيادة منتقصة. والدولة التي تبقى أرضها محتلة هي دولة منتقصة. وبالتالي حزب الله أعاد الأرض مع كل اللبنانيين ومع الجيش اللبناني الذي قاتله سعادة النائب وقواته. وحزب الله ومع اللبنانيين والجيش اللبناني والشعب اللبناني والشهداء، حرروا الارض في العام 2000. وبالتالي أمام الأجواء القائمة حاليا والتي سمعتم بعضها كمؤشرات إلى التوافق وبعد مبادرة العماد ميشال عون بالأمس وقبلها مبادرة دولة الرئيس نبيه بري والتصريحات التوافقية أو التي تؤشر الى التوافق، يبدو أن القوات اللبنانية وحدها قررت أن تقف في وجه التوافق أو هي تتجه لتقف في وجه التوافق. فبدل أن تأتي القوات اللبنانية إلى تفاهم كالذي عقده التيار الوطني الحر وحزب الله، بدل أن تأتي إلى مثل هذا التوافق أو إلى مثل هذا التفاهم، تدعو إلى فك هذا التفاهم وفك هذا التحالف. هل هذه هي السيرة الجديدة المتجددة القديمة للقوات اللبنانية؟ السؤال امام اللبنانيين».