إسرائيل تراقب بقلق وتعتبر الأزمة رداً على أنابوليس

TT

على الرغم من الصمت الاسرائيلي الرسمي ازاء التطورات داخل لبنان، فإن القيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية تتابع ما يجري بترقب مشوب بالقلق، كما انها تحافظ على تواصل مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وغيرها من القوى الدولية النشطة في الموضوع اللبناني.

وقال مسؤول سياسي ذو تاريخ عسكري في اسرائيل أمس ان ما يجري في لبنان يترك أثره على اسرائيل، ولكن ليس اسرائيل وحدها، بل العالم الغربي برمته وانه ليس موضوعا لبنانيا محضا، بل يشمل الشرق الأوسط كله، شارحا أن «المعركة على لبنان هي معركة بين الغرب وبين ايران وسورية. فهذان البلدان يحاولان استغلال لبنان ليظهرا لإسرائيل وللإدارة الأميركية انهما ليسا صاحبي القرار الوحيدين في الشرق الأوسط وان لهما أدوات أخرى لإفشال السياسة الأميركية».

وقال هذا المسؤول ان سورية وايران حاولتا تفجير الأزمة اللبنانية من اجل ضرب مؤتمر أنابوليس وإفراغه من مضمونه. بل ان هذه الأزمة هي الجواب الذي تعطيه سورية وايران لمؤتمر أنابوليس. والرسالة الصادرة عنهما تقول: حتى لو نجحتم في تسوية القضية الفلسطينية، فإن الاستقرار الحقيقي في المنطقة لن يتحقق إلا بعد التفاهم مع ايران ووقف حملة التهديدات العسكرية لها من جهة وبعد تسوية الصراع الاسرائيلي مع سورية من جهة أخرى. ويرى الإسرائيليون ان المشكلة في لبنان تتمثل في انتخاب رئيس موال لسورية من شأنه أن يحول لبنان الى قاعدة أخرى للصراع مع اسرائيل ولضرب مصالح الغرب في المنطقة. وهم يضعون في هذا الاطار كل من يسعى للتفاهم مع سورية وحزب الله في لبنان بمن في ذلك قائد الجيش ميشال سليمان، الذي يعتبره الاسرائيليون مقربا من سورية. ويرون الخطر في ان يعمق الجيش تعاونه مع حزب الله مما يؤدي الى اجهاض قرار مجلس الأمن رقم 1717 وشل القوات الدولية المرابطة في الجنوب اللبناني وعودة حزب الله بالتالي الى الجنوب لاستئناف القتال ضد اسرائيل. ويتضح ان اسرائيل كانت قد طرحت الموضوع اللبناني في عشرات اللقاءات التي أجراها رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي لفني ووزير الدفاع ايهود باراك في العواصم الغربية في الشهور الأخيرة. وقد حاول الاسرائيليون شرح «خطورة الوضع في لبنان على المصالح الغربية في الشرق الأوسط برمته» وحذروا من «عودة السيطرة السورية على لبنان، التي تعني نسف السياسة الأميركية والغربية في كل منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سياستها ازاء العراق وايران». وقد ذكرت هذه المعلومات أمس مصادر في ديوان رئيس الوزراء في القدس وذلك ردا على الاتهامات في المعارضة الاسرائيلية بأن أولمرت مشغول في أبو مازن في حين ان الحدود الشمالية لإسرائيل تلتهب بالنيران السورية الايرانية. ورد مكتب أولمرت بأنه يحافظ على تواصل مستمر مع كل من فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وكل المعنيين بالشأن اللبناني.