السعودية وروسيا تعززان جهودهما لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط

حثتا طهران على التجاوب مع قرارات مجلس الأمن.. ودانتا الإرهاب بكافة أشكاله

TT

أكدت السعودية وروسيا على أهمية تعزيز جهودهما المشتركة لدعم عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معتبرتين أن الحل العادل والشامل للنزاع العربي الإسرائيلي المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يشكل الأساس القوي للاستقرار في المنطقة، الأمر الذي سيسهم في دعم السلم والأمن الدوليين.

وأكد الجانبان خلال بيان سعودي ـ روسي مشترك صدر أمس في ختام الزيارة الرسمية للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي لروسيا، تأييدهما ودعمهما لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، حيث أكد البيان المشترك على أهمية مبادرة السلام العربية كما أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، حيث تم التأكيد عليها في القمة العربية في الرياض في شهر مارس(آذار) عام 2007.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى توفير السبل والتسهيلات لتقديم المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني، وأعربت السعودية عن تقديرها العميق لجهود روسيا في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، كما أعرب الطرفان عن أملهما في أن يتعاطى مؤتمر السلام المزمع عقده في أنابوليس مع القضايا الأساسية للنزاع العربي الإسرائيلي بغية التوصل إلى سلام عادل وشامل للنزاع في جميع مساراته وفق إطار زمني منظور.

وأشار البيان المشترك إلى ان السعودية وروسيا استعرضا الوضع في العراق، حيث أكدا على أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية، متفقين على أن التطبيق العاجل والفاعل لكافة متطلبات تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة لعناصرها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية هو مفتاح الحل للوضع العراقي. وبحث الجانبان الوضع في لبنان وأكدا على أهمية الحفاظ على وحدة لبنان وأمنه واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، ودعوا كافة الفئات والقوى اللبنانية إلى تعزيز الحوار والتوافق فيما يخص مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية بكل استقلالية وبمعزل عن أي تدخل خارجي ووفقاً للنصوص الدستورية. وحث الجانبان جميع دول الشرق الأوسط على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها طبقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وذكر البيان أن السعودية وروسيا أكدتا على دعمهما للحل الدبلوماسي للملف النووي الإيراني، وحثتا إيران على التجاوب مع قرارات مجلس الأمن رقم 1696 و1737 و1747 والتعاون البناء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، وشددا على إدانتهما للإرهاب بكافة أشكاله، باعتباره خطراً يهدد السلم والأمن والاستقرار في العالم، واتفقا على أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي لمكافحته ورفع درجة التنسيق والتعاون في هذا الخصوص.

وأعاد الجانبان التأكيد على التزامهما الراسخ باتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بالإرهاب وبقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما يرحب الطرفان بدخول الاتفاقية الدولية لمكافحة أعمال الإرهاب النووي حيز السريان والإقرار باستراتيجيات مكافحة الإرهاب العالمية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ثمنت روسيا الاتحادية اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.

إلى ذلك، استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية وغيرها، واتفقا على أهمية تعزيزها وتطويرها، وأكدا في هذا الإطار على أهمية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين ومجلس الأعمال السعودي الروسي المشترك عند الحاجة لبحث سبل تشجيع الاستثمارات في البلدين.

وبحث الجانبان أهمية استقرار سوق النفط للاقتصاد العالمي، وأعرب الجانب الروسي عن تقديره للسياسة البترولية المتوازنة للسعودية باعتبارها مصدراً آمناً ويعتمد عليه في توفير إمدادات النفط للأسواق العالمية، ومن هذا المنطلق فقد أكد الجانبان على عزمها زيادة تشجيع التعاون الثنائي في مجال الطاقة، وعزمهما على زيادة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية والنقل.

وعبر الجانبان عن رضاهما للتطورات الملموسة والجيدة التي تحققت على صعيد العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، وأعربا عن توافق وتقارب وجهات النظر حول عدد من المسائل الثنائية والإقليمية والدولية، حيث أعرب الجانبان عن رغبتهما الأكيدة في تعزيز الحوار السياسي الرفيع المستوى بينهما.

واختتم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام زيارته يوم أمس لروسيا، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث زار الأمير سلطان بن عبد العزيز روسيا في زيارة رسمية خلال الفترة ما بين 21 إلى 23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.